"دير شبيجل": اتجاه لاستيعاب ضحايا كورونا في مقابر جماعية بأمريكا اللاتينية

بعد أن أصبحت بؤرة تفشي فيروس عالميًا
"دير شبيجل": اتجاه لاستيعاب ضحايا كورونا في مقابر جماعية بأمريكا اللاتينية

حذّرت مجلة دير شبيجل الألمانية من تحوّل قارة أمريكا اللاتينية لبؤرة التفشي العالمية الجديدة لفيروس كورونا.

وقالت المجلة الاثنين، إن البلدان اللاتينية لم تعد قادرة على مجابهة تضاعف أعداد الضحايا والمصابين المتصاعدة، حتى أصبح الموتى يدفنون في مقابر جماعية، فيما يعجز أقارب أغلبهم عن التحري عنهم أو معرفة مصائرهم.

وتعاني البرازيل من كارثة إنسانية في ظل إصابة ووفاة عشرات الآلاف، ما حولها إلى مركز الوباء في أمريكا اللاتينية، وربما تكون دافعة الأخيرة لتصبح النقطة الساخنة العالمية المقبلة للأزمة.

تقول آنا دي ليموس، ممثلة منظمة أطباء بلا حدود في البرازيل: "من المرجح أن تكون أمريكا اللاتينية المركز الجديد للوباء"، وذلك عطفًا على الزيادات الرهيبة في عدد الإصابات اليومية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، سجلت أمريكا الجنوبية وحدها 96000 إصابة جديدة وحوالي 5500 حالة وفاة إضافية الأسبوع الماضي - بزيادة 45 و51 في المائة على التوالي.

وإلى الشمال، في المكسيك، فقد أبلغت السلطات أكثر من مرة أيضًا عن الحد الأقصى لعدد الوفيات في غضون 24 ساعة فقط هذا الأسبوع.

ومن غير المرجح أن تعكس الأرقام الرسمية الصورة الكاملة للأزمة، خاصة في أكثر دولتين من حيث عدد السكان في أمريكا اللاتينية، البرزيل والأرجنتين. وتشير التقارير الواردة من المتعهدين والعاملين الطبيين هناك، بالإضافة إلى التحليلات التي أجراها الباحثون، إلى أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب آثار الفيروس أكبر بكثير من المعروف سابقًا. الأمر نفسه ينطبق على المكسيك حيث يبلغ عدد الوفيات رسمياً حوالي 5000 قتيل.

وفي العاصمة البيروفية ليما، توفي ضعف عدد الاعتيادي للأشخاص- وهو رقم يضاهي أسوأ شهر في باريس. كما أن مدينة يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة في الغابات المطيرة البرازيلية، تضاعف عدد الوفيات ثلاث مرات - وهو تطور مشابه لذلك الذي جرى في لندن ومدريد. وكذلك فالوضع في مدينة غواياكيل الساحلية الإكوادورية، مشابهً لذروة الأزمة في نيويورك..

وقد تم بالفعل حفر مقابر جماعية في المدن البرازيلية، ودُفن الموتى في توابيت مكدسة. ووفقًا لبعض النماذج الوبائية، يمكن أن يكون العدد الفعلي للوفيات خمسة عشر ضعف الرقم الرسمي.

ويرى أطباء برازيليون أن الأسوأ لم يأت بعد، ويعتقدون أن بلادهم ستقترب من 100000 حالة وفاة، وستكون بؤرة الحدث في مدينة ريودي جانيرو..

ومقارنة بأوروبا والولايات المتحدة، لا تستطيع دول أمريكا اللاتينية أن تفعل الكثير لمواجهة الأزمة. وقد أدت سنوات من الركود الاقتصادي إلى تخفيضات في الرعاية الصحية في عدد من البلدان. ومن ثم بات عليها التنافس مع الدول الغنية في السوق العالمية للحصول على معدات الحماية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa