حكومة ميركل تغازل أردوغان بتصنيف عدوه الأول كـ«منظمة إرهابية»

حظرت دار نشر ومؤسسة إعلامية تنشطان في أراضيها..
حكومة ميركل تغازل أردوغان بتصنيف عدوه الأول كـ«منظمة إرهابية»

جددت برلين إجراءاتها المهادنة لأنقرة ونظام الرئيس رجب طيب أردوغان، معلنة حظر مؤسستين تنتميان لحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا عدوها الأول فيما يتم تصنيفه في ألمانيا وعدد من دول العالم كمنظمة إرهابية.

وأصدر وزير الداخلية هورست زيهوفر قرارًا نافذًا الثلاثاء بحظر دار نشر ومؤسسة إعلامية تنشطان في الأراضي الألمانية؛ حيث تم تفتيش مقراتهما بولايتي «نوردراين فيسفالين وزاكسن إن هالت»، فيما تم ضبط عدد من الأحراز.

وقال زيهوفر إن «حزب العمال الكردستاني ما زال نشطًا على الرغم من الحظر في ألمانيا، ومن ثم، ومن الضروري وضعه عند حده وضمان الامتثال للنظام القانوني».

وتابع في بيان له نشرته صحيفة «تاجسشبيجل» اليومية، أن وزارة الداخلية الألمانية تأكدت من أن «العمليات التجارية لكلتا المؤسستين تدعم الحفاظ على التماسك التنظيمي لحزب العمال الكردستاني، وأن "ميع الأنشطة التجارية يستفيد بها حصريًا حزب العمال الكردستاني، مع عوائد اقتصادية تعزز فرص عمل المنظمة الإرهابية في ألمانيا وأوروبا على نحو مستدام. وهذا يقوض بشكل منهجي تأثير الحظر».

ولطالما دعا أردوغان ألمانيا إلى شن حرب أكثر حزمًا ضد حزب العمال الكردستاني. ووصف الأخير بأنه منظمة إرهابية.

وقال في الخريف الماضي بعد زيارة رسمية الى ألمانيا، إن «تركيا قدمت أيضًا التماسًا لتسليم مجرمين (ينتمون للحزب).

ووفق إحصاءات رسمية ألمانية ينشط نحو 14500 من أعضاء الحزب في ألمانيا؛ حيث يتم استخدامها كساحة هروب من قبضة أنقرة، فضلًا عن استغلالها لخلق تمويلات ومصادر مالية.

وحزب العمل الكردستاني محظور في ألمانيا منذ العام 1993، وعلى مدار أكثر من ربع قرن حظرت برلين 70 مؤسسة تابعة له تعمل على أراضيها، فيما أدين 90 عضوًا فيه من قبل محاكم ألمانية.

وترى دوائر سياسية وحزبية ألمانية أن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل تهادن أنقرة بعد نحو عامين من التوتر في العلاقات، على أمل الحفاظ على اتفاقات احتواء اللاجئين الموقعة بين البلدين.

ومؤخرًا بدت حكومة ميركل في حرج كبير على إثر عدم تحركها لاستعادة عدد من الألمان ممن انخرطوا في صفوف «داعش» في سوريا، قبل أن يسقطوا في قبضة ميليشيات وحدات الشعب الكردية التي تمثل الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، وهو نسخة سورية تخضع للولاء التنظيمي لحزب العمال الكردستاني التركي.

وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية، كشفت أن هناك 14 ألمانيًا فضلًا عن 80 طفلًا وقاصرًا من أصول ألمانية في سجون ومعسكرات الأكراد بشمال سوريا، غير أن الحكومة الألمانية لم تتمكن من استعادتهم، وذلك على عكس نظرائهم ممن انخرطوا في القتال بالعراق؛ حيث تمكنت برلين من إعادتهم بلا عقبات تذكر.

وكشفت الصحيفة أن برلين تنأى بنفسها عن التفاعل مع وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة والعديد من بلدان العالم منظمة إرهابية، حتى لا تتأثر العلاقات بين برلين وأنقرة، ومن ثم تترك الأولى مصير أبنائها مجهولًا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa