بالفيديو.. طبيب مصري يستعيد لحظات بين الحياة والموت إبان غزو الكويت 90

أصر على البقاء لمساعدة الأشقاء رغم فقد عينه وتهشُّم وجهه
بالفيديو.. طبيب مصري يستعيد لحظات بين الحياة والموت إبان غزو الكويت 90

استعرض الطبيب المصري الدكتور حامد لبيب، فظائع غزو الكويت من قبل الجيش العراقي عام 1990، وإصراره على الصمود –حينئذٍ– على الرغم من فقْده إحدى عينيه، وتهشيم وجهه وأنفه، أثناء قصف مستشفى العدان في الثاني من فبراير عام 1991.

ومضى الطبيب المصري يقول: «كنت يومَ الغزو في مكان إقامتي قرب المستشفى، وفوجئت بسيدة تطرق باب حجرتي الساعة السادسة صباحًا، وظننت أنها تستدعيني لحادث عادي أو إصابة، لكن فوجئت بعناصر من الحرس الجمهوري العراقي مدججين بالرشاشات والمدافع ويتعاملون بعنف وشدة لا يتصوَّرها أحد، والكل كان خائفًا، ولما سألت عما يحدث بعد دخولهم كل أرجاء المستشفى قيل لي إنه الغزو العراقي»، وفقًا لحساب المجلس الكويتي عبر موقع تويتر.

واستكمل: «شاهدت جماعات من البشر بل وأسرابًا الطيور تهاجر جماعيًّا، وكانت معي زوجتي التي كانت الوحيدة التي خدمت بمستشفى العدان إبان فترة الغزو، وجلسنا معًا ندرس الأمر وتنازعنا الحيرة بين الاستمرار في الكويت من عدمه، لكنني أحسست أنها نذالة أن أترك هذا البلد رغم ما يتعرض أهله له»، مشيرًا إلى أن ثلاثة جراحين آخرين كانوا معه لكنهم غادروا الكويت، وبقي هو لمساعدة الأشقاء في محنتهم.

وأضاف الدكتور لبيب: «كنت أواصل العمل ليلًا نهارًا دون راحة، فيما هاجر الجميع وبدا ذلك البلد خلوًا، وكان بعض الزملاء من الأطباء الكويتيين يساعدونني في الجراحة، لكنهم لم يكونوا متخصصين».

وبشأن قصف سلاح الجو العراقي لمستشفى العدان، قال الطبيب المصري: «جاء يوم 2 فبراير وفوجئت بطائرة تقصف المستشفى في ثلاث ثوانٍ، ورأيت الصاروخ ينزل على بعد نحو 30 مترًا مني، وتعرضت لإغماء وإصابات في الوجه وفقدت عيني وتهشم أنفي، وأفقت بعد ذلك أسأل عن أولادي، وبين غيبوبة وإفاقة كنت أنظر إليهم (...) والحمد لله يبدو أن الشظايا كانت على مستوى عالٍ فلم تصب أولادي».

وأردف: «أسفر قصف المستشفى –وقتئذٍ- عن وفاة خمسة أشخاص وإصابة 35 آخرين، وبعد ذلك تم نقلي إلى مستشفى العيون وانتزعت عيني التي أضاعتها الإصابة، وبقيت مع زوجتي رغم ذلك 15 يومًا حتى يوم التحرير، وكنت نائمًا بحجرة بجوار حجرة العمليات، ولما جاء إليَّ وفد إعلامي من إحدى الشبكات التلفزيونية الأجنبية، لم يكادوا يصدقون أنني طبيب لما سألوا عمن أجرى كل هذه الجراحات في المستشفى، وأخبرتهم بما فعلت».

واختتم محاولًا أن يتماسك قبل أن يغلبه البكاء: «لقد أديت رسالتي طبيبًا وفعلت ما يرضي ضميري وربي (...) وكانت إصابتي ليس لها علاج في الكويت».

كانت الكويت تعرضت في الثاني من أغسطس عام 1990 لغزو من قبل الجيش العراقي الذي سيطر على الإذاعة والتلفزيون الكويتي واعتقل آلاف المدنيين الكويتيين وأعدادًا كبيرة من الأجانب المقيمين في الكويت هناك، وتم استعمالهم رهائنَ لاحقًا.

وبعد تشكيل تحالف تحت غطاء أممي، انطلقت قواته في يوم 24 فبراير 1991 فيما عُرف بحرب تحرير الكويت.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa