هنا دولة .. هناك عصابة

هنا دولة .. هناك عصابة

اعتاد البشر تُكوين التجمعات المختلفة بناءً على طبيعتهم التكوينية. فمن الأسرة، للعائلة الأكبر، للتجمعات الأكبر، للقبيلة، وكذلك التحالفات والأحلاف. وآخر ما تم تكوينه كتجمّع بشري هو الدولة الحديثة.

الدولة كتكوين سياسيّ لها مقوماتها، وأهدافها، واستراتيجياتها. ولكنها -بطبيعة الحال- تركز على التكوين الداخليّ والتنمية، ورفاهية المواطن، الذي هو أداة وهدف التطوير. وينعكس ذلك على مستواه المعيشي، الصحي، الحقوق المشتركة، الحق في التعليم...، وما إلى ذلك. ومما لا شك فيه، أنه لكل دولة حضورها على المستوى الخارجيّ. يتفاوت ذلك الحضور في مجال القوة، والأهمية، والأثر. ومن أهم مقومات القوة السياسية، القوة الاقتصادية، والعسكرية، أو المكانة الدينية.

المملكة العربية السعودية دولة تحتذى في ما ذكرناه عن التنمية الداخلية، والقوة الخارجية، لما لها من نفوذ اقتصاديّ وعسكريّ، وموقعها في قلوب مسلمي الأرض. ولها إسهامات لا تعدّ ولا تحصى في مجال العمل الخيريّ والإغاثيّ. فبين عمليات فصل التوائم، وإغاثة الشعوب المنكوبة، والدفاع عن اللاجئين، وعن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، والزيارات للدول الفقيرة، لنشر العلم الشرعيّ، أو المصحف، أو حتى إجراء العميات الجراحية في كل مجال بشكل مجانيّ.

على النقيض من ذلك، نجدُ أن عصابة تحت مسمى دولة إسلامية مثل إيران، تستنزف المقدّرات الوطنية، لإذكاء النيران في خارج حدودها، متغافلة عن احتياجات شعبها الذي يعيش تحت مستوى خط الفقر. تمول الحروب في الخارج، وتصدر الثورات الدموية، وتترك شعبها يموت بالجوع والأوبئة.

للمملكة العربية السعودية سمعة طيبة استحقتها لمشوارها الحافل في مجالات الإنسان في جميع دول العالم، والعالم الإسلامي، والمحيط العربي، والمجلس الخليجيّ. وكذلك لإسهامها الفاعل في كل ما يخدم البشرية. وحينما نتحدث عن جانب الالتزام بالقانون الدولي، والمواثيق العالمية نرى دولة في مصاف الدول المتقدمة.

وعلى النقيض نرى إيران ترعى الإرهاب، وتتفنن فيه. فبين دعم أحزاب تحل محل الدول، وبين دعم مليشيات تقتل البشر، وبين دعم تنظيمات بتقديم العلاج والسلاح والخبرات الاستخباراتية. وآخر صيحات هذه الممارسات غير المتزنة، فضيحة استقبال مسافرين من دول عربية دون إثبات الدخول الرسميّ بالإجراءات المعروفة على مستوى العالم. وما يزيد الوضع سوءاً هو كون أولئك الأشخاص مصابين بالفيروس القاتل (كورونا الجديد)، في وقت أصبح العالم يصيح من ويلات هذا الفيروس، وإيران تبيت تنشره بين أفراد شعبها، وتصدره للخارج. لا توجد تقديرات رسمية من عصابة إيران لعدد المصابين بالفيروس، ولكن المقاطع المُسربة تنبئ عن أرقام خطيرة أدت لاعتبارها الدولة الثانية بعد الصين على مستوى العالم في عدد الإصابات. إن الاعتراف والشفافية حول ذلك العدد سيساعد الشعب الإيراني –المغلوب على أمره- بتوفير الطواقم المؤهلة للسيطرة على الفيروس.

وتستمر إيران في انتهاك الأعراف الدولية، والقيم الإنسانية، وما خفي كان أعظم.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa