الخلافات الأسرية المستمرة.. عامل مدمر لنفسية الأبناء

ضرورة علاج أصل المشكلة لا فروعها
الخلافات الأسرية المستمرة.. عامل مدمر لنفسية الأبناء

تعد الخلافات الزوجية والمشاحنات التي قد تظهر بين وقت وآخر، عاملًا مؤثرًا بشكل سلبي على نفسية الأبناء، بل وأيضًا على نفسية الزوجين اللذين يشعران بأن كل لحظات الحب التي كانت تجمعهما تبخرت في الهواء.

لا يوجد زواج بدون خلاف

فالحياة لن تخلو أبدًا من تلك الخلافات والمشاحنات، ومن لا يعترف بذلك كأنه يضع رأسه في الرمال كي لا يراها، فالخلافات الزوجية لا تعني الكراهية والبغض، ولا تعني نهاية العلاقة الزوجية، ولا تعني نهاية الحياة، وليست علامات خطر على الحياة الزوجية، بل العكس فهي تعطى تلك الحياة نوعًا من الأحاسيس والنبض، شرط ألا ترتبط تلك الخلافات بالعنف الأسري، فهذا له شأن آخر.

حماية الأبناء من العنف

فالعنف حتى لو كان بسيط قد ينهي الحياة العاطفية ومن ثم ينهي الحياة الزوجية لأنه في هذه الحالة لا ترتبط الخلافات بالزوجين فقط، فهناك الطرف الثالث المؤثر وهم الأبناء فحينها يتأثرون ويعانون وتنعكس عليهم الأحداث بصورة حالية من حزن وكآبة وهم وضيق، فتؤثر على حاضرهم ومستقبلهم فتقلل من سعادتهم ومن استقرارهم النفسي، ومن ثم في بناء شخصياتهم، ولتفادي ذلك كله وعلاجه فلن نقول أنه يجب ألا تختلفوا أو تتشاجروا، فهذا أمر يصعب إيجاده في حياة بين طرفين، بينهما نقاط مشتركة ونقاط مختلفة، ولكن يجب أن ندرك بأن أصل المشكلة وأساسها يتبخر بعد أي شجار بمجرد إيجاد حل أو نقطة لقاء ووفاق بين الزوجين.

معالجة أسباب الخلاف

ويجب أن يعلم كلا الزوجين أن الخلاف والغضب الذي لا يتم معالجة أسبابه دائمًا يتكرر مرارًا، وتشتد حينها الخلافات وتصبح مثل كرة الثلج التي تكبر كل يوم، ولذلك فلا بد من علاج أصل المشكلة لا فروعها، وعلى الزوجين دائمًا الجلوس والتفاهم حول الخلافات ووضع حلول جذرية لها وليخلو كل طرف بنفسه ويسأل لماذا الشجار ولماذا الغضب السريع، وبالتأكيد سيجد كثيرًا من الأجوبة والحلول لكل الخلافات.

كل هذه الأمور ستنطفئ نيران الغضب التي قد تأكل الأبناء قبل أن تأكل الزوجين، ويجب التفكير في حماية الأبناء وإبعادهم عن أي خلافات أسرية، وهذا في حد ذاته علامة صحية بأن هناك زوجين سويّا النفس يتقبلان النقد والخلاف ويسعيان لبناء أسرة سعيدة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa