حساسية أم نزلة برد.. أسباب «السعال الجاف والرطب»

خبراء يوضحون الحدود الفاصلة بينهما..
حساسية أم نزلة برد.. أسباب «السعال الجاف والرطب»

السعال دائماً مزعج بغض النظر عن سبب حدوثه، فهو مرتفع، غير مريح، ولا يفشل أبداً في جذب الانتباه غير المرغوب فيه، ولكن ما الذي يقف وراء هذا السعال حقاً؟ وهل يمكن للحساسية أن تسبب السعال، أم أنك تعاني من نزلة برد مزعجة؟

حسب الخبراء؛ فقد اتضح أن هناك بعض الاختلافات الواضحة بين سعال الحساسية والسعال البارد، وعموماً فإن الغرض من السعال هو مساعدتنا، حيث يعتبر السعال هو طريقة جسمك لمحاولة طرد شيء يرى أنه تهديد في مجرى الهواء، ويمكن أن تكون هذه التهديدات المتصورة مجموعة من الأشياء المختلفة: قطعة من الطعام عالقة في حلقك أو تلوث للهواء أو تورم أو تصريف من مخاط إضافي في حلقك... كل هذه الأشياء تهيج الألياف الحسية في مجرى الهواء، والتي تحفز السعال، فيتم بطريقة معقدة للغاية، حيث يتم غلق الأحبال الصوتية لفترة وجيزة لتوليد الضغط في الرئتين، وبمجرد تكديس ما يكفي من الضغط تفتح مرة أخرى، ويتدفق الهواء بسرعة عبر الحنجرة، مما يولد صوت السعال.

ووفقاً للخبراء، عادةً ما تسبب الحساسية سعالاً جافاً، كرد فعل مباشر على الشعور بالحساسية في الشعب الهوائية، وإذا كان الأمر كذلك؛ أي إذا كنت مصاباً بالحساسية، فمن المحتمل أن تكون لديك أعراض أخرى مثل: حكة، عيون مائية، سيلان في الأنف، حكة في الحلق والعطس، وغالباً ما يصاحب الصداع والصفير الحساسية وفقاً للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة.

ويعد التوقيت أيضاً عاملاً في تحديد ذلك، فإذا كنت تعاني من حساسية لحبوب اللقاح مثلاً، فمن المحتمل أن تلاحظ الأعراض بما في ذلك السعال على الفور تقريباً بمجرد بدء الموسم، أو خلال ساعة من التعرض، وقد تستمر هذه الأعراض لساعات بعد تعرضك، وحتى بعد أن تختفي المواد المثيرة للحساسية من حولك، ويعتمد السعال المرتبط بالحساسية أيضاً على الأنماط، لذلك يحاول الأطباء دائماً إلقاء نظرة على الصورة الكبيرة، فإذا كنت تصاب بالسعال في شهر مارس من كل عام مثلاً، فيمكن أن يكون ذلك علامة تدل على أنك تعاني بالفعل من الحساسية وليس من نزلات البرد، فعليك أن تنظر إلى كل ما يجري.

كما يميل سعال نزلات البرد أو الأنفلونزا إلى أن يكون أكثر رطوبة، وهذا البلل هو في الواقع مخاط يحاول جسمك إخراجه، وعادة ما يأتي السعال المصاحب لنزلات البرد جنباً إلى جنب مع الإحساس بالتنقيط سواء من الأنف أو المخاط الذي يجري في الجزء الخلفي من الحلق، مما قد يؤدي إلى التهاب في الحلق أو ألم في الصدر، فيما قد تشير الحمى المنخفضة الدرجة إلى الإصابة بالبرد وليس الحساسية، فيما تميل نزلات البرد للتطور على بضعة أيام، وليست فورية مثل الحساسية.

ومع ذلك يجب القول إن السعال الجاف لا يعني دائماً الحساسية، تماماً مثلما لا يعني السعال الرطب دائماً البرد، حيث يمكن للحساسية أن تسبب التنقيط مثلاً فتؤدي لسعال رطب، في حين أن نزلات البرد الخفيفة قد لا تجعلك محشواً بدرجة كافية لإنتاج البلغم، ومن ثم فإن السعال بغض النظر عن سببه يجب ألا يكون هو معيار الحكم أو التشخيص.

وبشكل عام، عادة ما تستمر نزلات البرد لنحو أسبوعين، والسعال المرتبط بالزكام يجب أن يزول خلال ثلاثة أسابيع تقريباً على الرغم من أن بعض الحالات يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى ثمانية أسابيع، إلا أن طول فترة الإصابة بالسعال المرتبط بالحساسية يختلف عن الطريقة التي يعالج بها، ولكن إذا لاحظت استمرار ذلك بعد شهرين من الأعراض، فيجب مراجعة طبيبك، حيث من المحتمل أنك تعاني من مشكلة أخرى.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa