ضحايا تمكين المرأة

ضحايا تمكين المرأة

المتميز يستحق المكانة المناسبة له بغض النظر عن جنسه، فمن الطبيعي أن من سهر الليالي ونال منه التعب أن يجد نفسه أخيرًا في المكان الذي بذل فيه الغالي والنفيس ليحصل على هذه المكانة، ولا يمكن أن تجد في المبدع فراغًا جال فيه، فربما أعوام مرت من الانكسارات حتى ينهض ويثبت للمسؤولين أحقيته بجدارة.

ولكن مؤخرًا أبتلينا ببعض المسؤولين الذين يركبون الموجة بغير فهم للمرحلة؛ فتجدهم يتصدرون المشهد رافعين شعار تمكين المرأة من أجل الحصول على احتفاء وهمي أمام وسائل الإعلام، وكل ذلك على حساب المتميزين والمستحقين .

وربما عانت المرأة نفسها من التمكين في نظر بعض المسؤولين؛ لأن لديهم معايير تختلف عن الوصف الوظيفي الحقيقي فيدخلون الشكل والمظهر في مواصفات تمكينهم للمرأة !

والحقيقة المرة أن التمكين يعني العدالة وأن يتم إبراز جهود المرأة المستحقة للمنصب بسيرة ذاتية متفوقة على قريناتها من النساء وكذلك شقيقها الرجل؛ ولكن يبدو أن المسألة فهمت بشكل خاطئ لدى البعض.

صديقي المغلوب على أمره يحمل مواصفات هذه الوظيفة ولديه مسيرة حافلة بالإنجازات والكل داخل مؤسسته يجمعون على أحقيته بهذا المنصب؛ ولكن المسؤول لديه رأي آخر فهو متلهف أن يتصدر عناوين الصحف فقام بنسفه وتم تعيين إحدى الموظفات التي تقل عنه بكثير لينال مراده .

وأصبح صديقي ضحيةً لتمكين المرأة بسبب فهم المسؤول الخاطئ، وعندما قمت بمواساته وجدته في حال يرثى لها وقال لي عزائي الوحيد أن إحدى الموظفات تملك مؤهلات عالية ولكنها أصبحت كحالي ضحيةً لتمكين المرأة، فالمسؤول ذهب بعيدًا في معايير التمكين، بعيد جدًا جدًا .

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa