قبل الانتخابات الرابعة.. ماذا يحدث داخل إسرائيل؟!

حسابات معقدة.. ونتنياهو أمام تحدي المحافظين
قبل الانتخابات الرابعة.. ماذا يحدث داخل إسرائيل؟!

تقف إسرائيل أمام جولة رابعة من الانتخابات خلال عامين فقط، وهي جولة يصفها مراقبون بـ«غير المسبوقة»، لا سيما بعد فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في آخر ثلاث جولات، محققًا نجاحًا كبيرًا أمام التيار اليساري.

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ذكرت، في تقرير نشرته الأربعاء (ترجمته عاجل)، أن نتنياهو يواجه الآن تحديات من حلفائه السابقين في التيار اليميني وخصومه من اليسار، في الانتخابات المقرر عقدها في الثالث والعشرين من مارس المقبل.

وتتشكَّل الانتخابات المقبلة عقب تفكك ائتلاف الوحدة الهش والمنقسم، الثلاثاء، ونشوب معركة بين التيار المحافظ، وهي مسابقة داخلية على زعامة نصف الناخبين الإسرائيليين الذين يعتبرون أنفسهم من يمين الوسط.

وقال محلل الانتخابات الإسرائيلية غادي ولفسفيلد: «الحكومة ستكون من الجناح اليميني.. السؤال هو: من سيقودها؟ وكيف سيكون شكلها؟».

ويواجه نتنياهو منافسة شديدة من اثنين من المتبرعين السابقين تحولوا إلى منافسين، وهما: نفتالي بينيت وزير التعليم والدفاع السابق الذي يقود حزب «يمينا» اليميني الديني، وجديون سار وزير التعليم والداخلية السابق.

ونجح بينيت (48 عامًا) في تعزيز وضعه وموقفه في الاستفتاءات العامة، عبر انتقاد تعامل نتنياهو مع أزمة جائحة «كورونا»؛ فقد أجرى جولات إلى المستشفيات، وتودد إلى أصحاب الأعمال الذين عانوا من تدابير الإغلاق المتكررة، ونشر توصيات لاقت استحسانًا بشأن تتبع المخالطين والاختبار، أقدمت الحكومة على تبني بعضها.

وكان لانشقاق سار (54 عامًا) من حزب الليكود لتشكيل حزب يميني جديد باسم «الأمل الجديد» تأثير في زيادة الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء؛ ما أثار آمالًا في أن تكتب هذه الانتخابات موعدًا لتقاعد نتنياهو (71 عامًا).

وقالت كارين ناهون الباحثة السياسية في مركز «هرتسليا» المتعدد التخصصات: «للمرة الأولى، تتركز المعركة في الجانب الأيمن من الخريطة. الآن هناك حزبان يتحديان بالفعل هيمنة الليكود».

لكن نتنياهو لم يخسر بعدُ أوراقه الرابحة، حسب التقرير؛ فهو يحتفل بنجاحه بالفعل بالبداية السريعة لحملة توزيع لقاح «كورونا» في إسرائيل، بجانب اتفاقيات التطبيع التاريخية التي أبرمها مع 4 دول عربية؛ هذا بجانب نجاحه في التحكم بدورة الأخبار داخل إسرائيل.

لكن حكومة نتنياهو تلقت ضربة موجعة بسبب الآثار الاقتصادية السلبية التي سببتها جائحة «كورونا»؛ حيث فقد ما يقرب من مليون شخص وظائفهم، ويحذر أصحاب الأعمال من أن الجائحة قد تقضي على عشرات الآلاف من الشركات، كما أن التوجه لإعادة فرض تدابير الإغلاق يذكر الناخبين بعدم قدرة الحكومة على مواجهة الفيروس.

ويقول محللون ومراقبون كذلك إن المحاكمة التي تبدأ، فبراير المقبل، في تهم الفساد والرشوة الموجهة بحق نتنياهو؛ سيكون لها تأثير كبير على الناخبين، وأشاروا إلى أن أحد أسباب إجراء انتخابات أخرى هو رغبة نتنياهو الشديدة في تعزيز دعمه داخل البرلمان لتحرك محتمل للتخفيف من تعرضه القانوني، أو تأجيل الملاحقة القضائية أو حتى طرح القضية بالكامل.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa