سر عدم محادثة بايدن لأردوغان حتى الآن.. هل عقاب أم إعادة لتقييم العلاقات؟

الرئيس الأمريكي حاصر نظيره التركي سياسيًّا واقتصاديًّا..
سر عدم محادثة بايدن لأردوغان حتى الآن.. هل عقاب أم إعادة لتقييم العلاقات؟

قالت صحيفة ميركور الألمانية، إن تجاهل الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، حتى الآن، إنما يضاعف من مشاكل الأخير على الأصعدة كافة، وذلك قبل أقل من عامين على الانتخابات الرئاسية في بلاده.

فمن ناحية تتزايد العزلة تجاه تركيا داخل الناتو، ومن ناحية أخرى أصبح أردوغان مجبرًا على الرضوخ للشروط الأوروبية في ملفات من شاكلة الصراع مع اليونان وغاز البحر المتوسط وغيرهما، بحثًا عن مساعدات تنقذ اقتصاد بلاده المنار، بحسب الصحيفة الألمانية.

وأشارت إلى أنه رغم معرفة رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي جو بايدن بعضهما البعض منذ سنوات، فإن هاتف الرئيس التركي ظل صامتًا بعد تولي بايدن منصبه، ولم يتلق المكالمة المنتظرة من واشنطن حتى الآن.

وأصبح أردوغان نفسه معرض للخطر سياسيًّا في الوقت الحالي - فتركيا بحاجة إلى علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، فيما أنه بات مجبرًا على دفع فواتير ضخمة جراء ذلك، بحسب الصحيفة.

وتوقعت الصحيفة، أن يكون تجاهل بايدن ثمنًا يدفعه أردوغان مقابل من الإهانات التي وجهها لحلفاء الناتو، ومنها ما يتعلق بالنزاعات حول سوريا فضلًا عن شراء تركيا لنظام دفاع جوي روسي. 

ويرى خبراء سياسيون ومراقبون أن الصمت الهاتفي للرئيس الأمريكي يمثل علامة على أن اللهجة الأمريكية قد اشتدت تجاه تركيا.

من جانبه، قال أيكان إردمير، وكان عضوًا سابقًا في البرلمان التركي ويعمل الآن في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن: هذه هي النقطة الأكثر اضمحلالًا في العلاقات الأمريكية التركية. بايدن وأردوغان ليسا غريبين.
 
وأشار إلى أن بايدن قاد كنائب للرئيس الأمريكي، العلاقات خلال ما كان يشار إليه بمرحلة التوتر بعد محاولة الانقلاب ضد أردوغان في عام 2016، والتي ألقى الرئيس التركي باللوم عليها منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى. 

لكن بينما يتنقل بايدن الآن في حقل الألغام الدبلوماسي للعلاقات الأمريكية التركية بصفته القائد الأعلى، فإن أجندته الشاملة للسياسة الخارجية ستخضع لاختبار مهم، بحسب الصحيفة التي أكدت أن سياسة بايدن ستظهر ما إذا كان سيعيد العلاقات مع حليف قديم في الناتو من عدمه، وهو الأمر الذي سيجبر أردوغان على أن يخفف من الميول الاستبدادية.

وتابع: قد يمثل نهج السياسة الخارجية العدوانية لتركيا أزمة أخرى محتملة لحكومة بايدن في المستقبل. بعد شراء تركيا لنظام الدفاع الجوي S-400 بقيمة 2.5 مليار دولار، أصبح أردوغان في قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى خلاف مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة في البحر المتوسط والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولا تزال تركيا خاضعة للعقوبات الأمريكية؛ لأنها أصبحت مشتري للأسلحة الروسي، على الرغم من قول مسؤولين وخبراء أمريكيين سابقين إن العقوبات ليست مصممة للإضرار بالاقتصاد التركي.

 إلى حد ما، يعكس هذا الضعف السياسي المتزايد لأردوغان، والذي تفاقم فقط من خلال العقوبات الأمريكية. فالاقتصاد التركي، الذي نجا من ركود COVID-19 العام الماضي بفضل الإقراض الحكومي السخي، يعاني الآن من ارتفاع التضخم وانخفاض العملة وركود نمو التوظيف. وهكذا هُزم حزب أردوغان قبل إعادة انتخابه في عام 2023 .

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa