مصادر «عاجل» تكشف: تمرد عسكري داخل إيران والمرشد يرد بإعادة «السفاح»

قالت إن بعض الضباط عبّروا عن تخوفهم من تفاقم الأزمة مع واشنطن
مصادر «عاجل» تكشف: تمرد عسكري داخل إيران والمرشد يرد بإعادة «السفاح»

ذكرت مصادر إيرانية، أن التغييرات الأخيرة التي أجراها المرشد علي خامنئي في قيادة الحرس الثوري الإيراني، جاءت نتيجة ما سمته محاولة تمرد داخلية، تم اكتشافها من قبل جهاز الاستخبارات، مضيفة أن النظام الإيراني بات قلقًا من تعرضه لانقلاب داخلي؛ نتيجة للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة عليه.

وقالت مصادر من المعارضة الإيرانية لـ«عاجل»، إن تلويح الولايات المتحدة بضرب إيران، دفع قيادات مهمة داخل الحرس الثوري لإبداء رفضها السياسة المتعنتة، التي يصر عليها النظام في مواجهة المطالب الدولية، مشيرة إلى أن عددًا من هؤلاء عبَّر- خلال اجتماعات جرت الأيام الماضية- مع كبار المسؤولين وبينهم رئيس الجمهورية حسن روحاني، عن تشككهم في نجاح هذه السياسة، وحذَّروا من تداعياتها المحتملة على البلاد.

وأوضحت المصادر، أن عددًا من كبار القادة الأمنيين والعسكريين، أطلع الرئيس روحاني على مخاوفه من إقدام الولايات المتحدة على شن ضربات للمواقع الاستراتيجية في البلاد، لاسيما حقول إنتاج النفط والمنشآت النووية في البلاد، عبر عمليات خاصة، فيما حذَّر آخرون من احتمال تعرض البلاد لهجوم شامل، كالذي تعرضت له العراق في عام 2003، مطالبين القيادة السياسية بالتحرك؛ لوقف جماح الأزمة مع واشنطن.

ووفق المصادر، فقد أكد روحاني أن النظام في إيران قوي لدرجة تمكنه من استخدام أوراق عديدة؛ لمنع الولايات المتحدة من الإقدام على أي تصعيد عسكري، مشيرًا بالخصوص إلى ما سماه شبكات الأمان الخارجية، التي يمثل الدعم الروسي محورها الرئيسي، على الرغم من اعترافه بوجود تباينات متزايدة مع موسكو؛ جراء التنافس الحاصل بين البلدين في سوريا.

وحسب مصادر «عاجل»، فقد ربطت أجهزة الاستخبارات الإيرانية بين تنامي هذه الآراء، وما اعتبرته بداية تمرد عسكري داخل القوات النظامية، لاسيما الحرس الثوري الذي يمثل القوة الضاربة للنظام، مضيفة أن التغييرات الأخيرة التي أجراها خامنئي، شكلت محاولة مبكرة لإجهاض أي تحرك مضاد داخليًا، علمًا بأن المصادر ذاتها أشارت إلى صعوبة الرهان على مثل هذا الاحتمال؛ نظرًا للسيطرة شبه الكاملة للأجهزة الاستخباراتية على المؤسسة العسكرية في إيران.

وجاءت هذه المعلومات، بعد يومين من إعلان الحرس الثوري الإيراني تغييرات جديدة في جهاز الاستخبارات التابع له، في ظل التوتر والتصعيد المستمرين بين إيران والولايات المتحدة.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «فارس»، أنه تم تعيين حسين طائب رئيسًا جديدًا لجهاز استخبارات الحرس الثوري، واللواء حسن محقق نائبًا له.

وكان خامنئي، قد أصدر- قبل ذلك بيوم واحد- قرارين عيّن بموجبهما الأميرال علي فدوي نائبًا للقائد العام لقوات الحرس الثوري، والعميد محمد رضا نقدي مساعدًا تنسيقيًا لقائد الحرس الثوري.

كما عُين النائب السابق لرئيس الاستخبارات العميد حسين نجات مساعدًا لقائد الحرس الثوري للشؤون الاجتماعية، حسب الوكالة الإيرانية.

ولفتت مصادر «عاجل»، إلى أن تعيين حسين طائب، الذي وصفته بـ«السفاح»، والذي «صمم خطط القتل ومؤامرات المافيا في نظام ولاية الفقيه»، دليلًا على حالة القلق التي يعيشها النظام، ورغبته في توجيه رسالة ردع للقوى الداخلية، لاسيما قادة الحركات الاحتجاجية، حتى لا يحاولوا استغلال الأزمة الخارجية لزعزعة الوضع في البلاد.

وقالت المصادر، إن السيرة الذاتية لحسين طائب تعكس أيضًا تمكّن الجناح المتشدد من فرض وجهات نظره على السياسة الإيرانية، مضيفة أن الرئيس الجديد لاستخبارات الحرس الثوري، يعد من المقربين من خامنئي شخصيًا.

وأوضحت المصادر، أن حسين طائب يرتبط بعلاقة مصاهرة مع علي أكبر موسوي حسيني، العضو السابق في مجلس شورى النظام، مضيفة أنه عمل منذ تولى خامنئي موقعه العمل، فيما يعرف ببيت القيادة، كما عمل في مديرية الثقافة في الهيئة المشتركة لقوات الحرس لأكثر من ثلاث سنوات، كما كان قائدًا لكلية الثقافة بجامعة الإمام حسين.

ونوهت المصادر، بأن طائب شغل في عام 1999 نفس الموقع، الذي أعيد إليه مؤخرًا؛ حيث تولى وقتها قمع انتفاضة 9 يوليو 1999، وكان وراء العديد من الجرائم، التي نفذها النظام بحق معارضيه.

ولاحقًا، شغل طائب موقعًا قياديًا في جهاز الاستخبارات بعهد الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، وكان- وفق المصادر- أحد متزعمي سلسلة جرائم القتل، التي أوقفها رفسنجاني؛ بسبب الخلافات بين رموز النظام، وذلك قبل أن يلتحق ببيت الولي الفقيه، ويشارك بنشاط مع نجل خامنئي مجتبى في إنشاء وحدة الاستخبارات الموازية.

وبتوصية من نجل خامنئي، عين طائب في عام 2008 قائدًا لقوات الباسيج، وهي ميليشيات داخلية تطوعية، تضم أكثر المتحمسين للنظام الإيراني، وتمثل خط الدفاع الأول عن النظام في مواجهة أزمات الداخل.

وفي أكتوبر 2009، تم تعيينه في دائرة استخبارات قوات الحرس؛ ليتولى قمع انتفاضة 2009، على غرار ما حدث مع مسيرة طهران المليونية، بعد ظهر 15 يونيو من ذلك العام، عندما قامت كتائب الباسيج بإصابة وجرح العشرات من الأشخاص على طول شارع آزادي، كما تسببوا في أضرار جسيمة لسيارات الأشخاص والمتاجر، التي كانت تؤوي المتظاهرين.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa