موسكو تنتقد واشنطن وحلفاءها بسبب «سلام جنوب السودان»

قلق دولي إزاء غياب الالتزام السياسي
موسكو تنتقد واشنطن وحلفاءها بسبب «سلام جنوب السودان»

وجّهت روسيا انتقادات للولايات المتحدة وحلفائها في مجلس الأمن الدولي، لعدم دعمهم «اتفاق السلام في جنوب السودان»؛ حيث عارضت مشروع قرار طرحته واشنطن- أمس الجمعة- للتصويت.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم السبت، بأنّ روسيا امتنعت عن التصويت خلال جلسة لمجلس الأمن، على قرار قدَّمته واشنطن يدعو قادة جنوب السودان إلى إبداء المزيد من الإرادة السياسية لإحلال السلام في بلادهم.

وحصل القرار، الذي ينص أيضًا على تجديد تفويض القوات الدولية لحفظ السلام في جنوب السودان لعام، على تأييد أعضاء مجلس الأمن الـ14 الآخرين.

ورأت روسيا أنَّ النص لا يدعم اتفاق السلام الموقّع في سبتمبر الماضي برعاية السودان، معتبرةً أنّ ذلك يوجّه رسالة خاطئة إلى أطراف النزاع في جوبا.

من جانبه، صرّح مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي: «نعرب عن خيبة أملنا حيال تعنت زملائنا في امتناعهم عن الترحيب بالاتفاق».

كذلك، أعربت الصين عن خيبة أمل لعدم إبداء مجلس الأمن دعمًا حازمًا لاتفاق السلام، غير أنَّها صوَّتت رغم ذلك لصالح القرار.

ووصف القرار اتفاق السلام، بأنَّه «خطوة مهمة إلى الأمام وفسحة فرص»، لكنَّه دعا قادة جنوب السودان إلى إظهار إرادة سياسية في تسوية النزاع بالسبل السلمية.

وشدَّد القرار على أنَّ البنود الأساسية في اتفاق السلام المتعلقة بتقاسم السلطة والترتيبات الأمنية لعودة قادة المعارضة إلى جوبا، وهي بنود لا تزال قيد التفاوض، هي «أساسية» من أجل عملية السلام.

من جانبه، قال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة بالوكالة جوناثان كوهن، أمام المجلس بعد التصويت، إنّ بلاده لا تزال قلقة كثيرًا حيال عدم إبداء الأطراف على المستوى الوطني التزامًا سياسيًا من أجل التطبيق الكامل لكل بنود الاتفاق الأساسية.

وكان الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، قد وقّعا في سبتمبر الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اتفاق سلام ينص على تقاسم السلطة في حكومة هدفها التحضير لانتخابات تطوي صفحة خمس سنوات من الحرب في البلاد.

ويقول معارضو الاتفاق، وفق الوكالة الفرنسية، إنَّه نسخةٌ من اتّفاق سابق تمّ التوصّل إليه في عام 2015، وانهار إثر اندلاع معارك عنيفة في جوبا بين قوات الرئيس ومقاتلين موالين لمشار.

وسيواجه الاتّفاق أول اختبار له في شهر مايو المقبل، حين تتولى حكومة انتقالية يقودها كير وخمسة نواب للرئيس، بينهم مشار الموجود حاليًّا في المنفى، الحكم في البلاد.

وفي مسعى لتعزيز اتّفاق السلام، دعت الأمم المتحدة إلى تقديم دعم مالي عبر التبرّعات لصندوق ائتماني تم إنشاؤه للمساهمة في تأمين الموارد لجنوب السودان.

لكنَّ الولايات المتحدة، أكبر داعم مالي للبلاد، أعلنت بكل وضوح أن على حكومة جوبا تخصيص جزء من عائداتها من انتاج النفط لدعم السلام.

وذكرت الوكالة أنّ جنوب السودان غرق في الحرب في ديسمبر 2013 بعد اتّهام كير لمشار بالتخطيط لانقلاب ضده.

وبموجب اتّفاق سابق، عاد مشار من المنفى مع مجموعة من حراسه في يوليو 2016، ما تسبَّب بمعركة كبرى في جوبا أجبرت زعيم التمرّد على الفرار.

وأدّت الحرب منذ نحو خمس سنوات إلى مقتل عشرات الآلاف، وشرّدت أكثر من ثلث سكان جنوب السودان البالغ عددهم 12 مليون شخص، وسجّلت خلالها أعمال عنف وهجمات دموية ضد مدنيين.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa