حليب الإبل يحوِّل سعوديًا من مبتعث لرجل أعمال في أمريكا

صناعة تقدر حاليًا بمليارات الدولارات
حليب الإبل يحوِّل سعوديًا من مبتعث لرجل أعمال في أمريكا

بثقة غير مسبوقة، نجح شاب سعودي في تحويل مسار حياته من مجرد "مبتعث" إلى رجل أعمال بارز في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اقتحامه سوقًا رائجة لمنتج غير تقليدي.

شبكة "سي إن إن" الأمريكية سلطت الضوء على قصة الشاب وليد عبدالوهاب، الذي أصبح في الوقت الحالي رجل أعمال بارز، بعدما اعتمد على سوق "حليب الإبل"، بالتعاون مع مزارعين أمريكيين بعد تغلبه على العديد من الصاعب والعراقيل.

عندما التقى "عبدالوهاب"، مزارعين من طائفتي الأميش والمينوناتية، الذين يعمل معهم الآن لم يظنوا أنه مسلم من المملكة العربية السعودية، حيث يقول عبدالوهاب: "لقد ظنوا أنني من الأميش بسبب لحيتي".

والتقى عبدالوهاب بالمصادفة المزارعين بينما كان يحاول البحث عن إبل، وعثر عليهم في مزارع الأميش والمينوناتية بولاية بنسلفانيا، وأوهايو، وكولورادو وميسوري، ثم أنشأ شركة "Desert Farms" التي تبيع منتجات الإبل عبر موقعها على الإنترنت، وأيضًا عبر متاجر الأطعمة الصحية والأسواق المركزية الأخرى.
ويعد حليب الإبل واحدًا من بين أفضل ثمانية أطعمة للمصابين بالحساسية في الولايات المتحدة. ومن الممكن أن تسبب حساسية بروتين الحليب آلامًا في الجهاز الهضمي، وطفح جلدي، وصعوبة في التنفس.

وعلاوة على ذلك، فإنَّ نحو 36 % من الأمريكيين فوق سن العاشرة، يعانون من عدم تحمل  اللاكتوز، أو القدرة على تحليل السكر الموجود في الحليب البقري، وعادة ما تكون الأعراض أقل حدة لكنها تظل مزعجة.

ونتيجة لذلك، فإنَّ السوق الأمريكية تغرق ببدائل الحليب بما في ذلك لبن اللوز والشوفان والأرز وجوز الهند والصويا؛ لكن أيًا من تلك المنتجات لا يمكن أن نطلق عليه بديلًا مثاليًا. وفقًا لـ"عبد الوهاب".

وأوضح الشاب السعودي "أن تلك المنتجات البديلة إما دون المستوى النموذجي من ناحية القيمة الغذائية أو أقل من ناحية الطعم أو القبول، من حليب البقر". من وجهة نظره.

وذكر عبدالوهاب أن حليب الإبل يعد مشروبًا خفيفًا أكثر حلاوة ومالحًا بعض الشيء من حليب الأبقار.

ويعتقد عبدالوهاب أن لبن الإبل بإمكانه إنهاء عملية بحث الكثيرين المتواصلة عن بديل لحليب الأبقار، والحصول أيضًا على طعام ممتاز.

وقد نشأ عبدالوهاب، في جدة، وشرب أول كوب حليب من الإبل عندما كان عمره 12 عامًا، وفى هذا الصدد، قال الشاب السعودي: "إن هذا كان ترفًا، وليس بالإمكان أن تشربه كل يوم"، مشيرًا إلى أنّ حليب الإبل معروف بفوائده الصحية.

وفي عام 2008، انتقل عبدالوهاب إلى "لوس أنجلوس"، للدراسة بجامعة Southern California ، وتأثر  بثقافة الوعي الصحي بالمدنية، وهذا ولَّد لديه فكرة تجارية.
 وقال عبدالوهاب: "الناس يبحثون دائمًا عن الأمر المهم الجديد في الأطعمة، وأردت أن أجلب شيئًا مفيدًا وإيجابيًا من وطني، وكان ذلك حليب الإبل الذي انتشر على الفور".

وأشار اختصاصي تغذية مسجل بجامعة ولاية أوهايو، إلى أنه في حين أن البعض لن يقبل بفكرة تناول حليب الإبل، إلا أنَّ أعدادًا متزايدة تبحث عن المزيد من العلاجات الطبيعية لمخاوفهم الصحية.

وقال جيسون ويدنر، نائب مدير متجر للمنتجات العضوية (الأورجانيك): إن الإقبال على حليب الإبل شهد نموًا ثابتًا في متاجرهم، وقد زادت شعبيته عند طريق الأحاديث المتداولة بين الناس.

وبعد أن حدد "عبدالوهاب" المنتج الذي سيقوم بالتجارة فيه، وجد أن غالبية الإبل في الولايات المتحدة الأمريكية مملوكة لمزارعين من طائفتي "الأميش" و"المينونايت"، وهما طائفتين منعزلتين يرتدون ملابس محتشمة ، ولا يركبون السيارات ويعيشون حياة بسيطة.

وقال عبدالوهاب: إن مزارعي الأميش والميننونايت، يربون الإبل ويبيعونها مقابل ما يصل إلى 25 ألف دولار، كما أنهم يقومون بتأجيرها مقابل 1200 دولار بالشهر.

وعندما تواصل معهم عبدالوهاب، في عام 2014، لم يكونوا يبيعون حليب الإبل بشكل تجاري، وكان التحدي الحقيقي، وفقًا للشاب السعودي، هو إقناعهم بوجود سوق حقيقي لـ"حليب الإبل".

وبالمثابرة، نجح عبدالوهاب في إقناع أصحاب 7 مزارع ليشاركوه في عام 2015 في شركته Desert Farms، لتصبح بعد ذلك أول شركة أمريكية تحصل على ترخيص من وزارة الزراعة الأمريكية ببيع حليب الإبل بشكل تجاري.

وكان ينبغي على "عبدالوهاب" أن يجد طرقًا مبتكرة للعمل مع مورديه، فلا يفضل مزارعي الأميش والمينونايت، أن يكونوا ملزمين بعقود، ولا يملك البعض منهم هاتفًا خلويًا، ويتعين عليهم الانتقال إلى هاتف محلي عمومي؛ لإجراء مكالمات هاتفية، كما أنهم غير قادرين على التواصل عبر الإنترنت.

ومن أجل ذلك، قام "عبدالوهاب"، بتركيب تقنية شبيهة بالفاكس تربط بين هاتف أرضي وطابعة، في المزرعتين الوحيدتين اللتين تسمحان بذلك، وتمكن من إرسال ملصقات وطلبات إلى هؤلاء المزارعين.

واليوم الأعمال التجارية مزدهرة، وتبيع الشركة حوالي 630 جالونًا (2400 لتر ) من حليب الابل في الأسبوع. بحسب "عبدالوهاب".

وبالإضافة إلى الحليب الطازج والمبستر، تبيع الشركة الحليب المجفف ومنتجات التجميل المصنوعة من حليب الإبل ودهون السنام.

ولا تقتصر شهية حليب الإبل على الولايات المتحدة، فوفقًا لشركة Technavio للأبحاث السوقية، من المتوقع أن ينمو سوق حليب الإبل عالميًا بنحو 7 % من 10.81 مليار دولار في عام 2017 إلى 15.05 مليار في عام 2022.

وقد ساعدت مساندات المشاهير مثل "كيم كردشيان"، التي نشرت على حسابها كوبًا من حليب الإبل، في انتشار المنتج، ومنحه مزيدًا من السمعة الجيدة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa