علاقة إيران بـ«القاعدة» تلفت نظر «لوفير» الأمريكية: معقدة تحكمها منافع

رغم الخلاف الأيديولوجي...
علاقة إيران بـ«القاعدة» تلفت نظر «لوفير» الأمريكية: معقدة تحكمها منافع

ألقت مدونة «لوفير» الأمريكية الضوء على العلاقة المشبوهة بين إيران وقيادات تنظيم «القاعدة»، وقالت إنَّه رغم انعدام الثقة المتبادلة والخلاف الأيديولوجي بينهما، إلا أن طهران تستضيف قيادات مهمة في التنظيم، فيما يؤكد مراقبون أن هناك منافع متبادلة تحكم هذه العلاقة.  

وذكر مقال نشرته مدونة «لوفير» الأمريكية، للباحثين أسفنديار مير من معهد «ستانفورد» الأمني، وكولين كلارك من مجموعة «صوفان»، أن العلاقة بين «القاعدة» وإيران من أكثر العلاقات المثيرة للجدل بين بلد ومجموعة إرهابية. 

ويرى خبراء ومراقبون أن الخلافات الجذرية بين الطرفين تؤثر على العلاقات لدرجة تجعلها «بوليصة تأمين» لكل منهما، فيما يرى آخرون أن بينهما شراكة استراتيجية ذات جذور عميقة.

ولفتت المدونة، التابعة لمعهد «لوفير» المعني بدراسات الأمن القومي، إلى أن العلاقة بين «القاعدة» وإيران ليست بالأمر الجديد، بل هي موثقة في تقييمات مخابراتية أمريكية عدة ووثائق سرية تابعة للتنظيم، ويمكن تعقبها إلى تسعينات القرن الماضي، حينما أبرمت طهران و«القاعدة» اتفاقًا لتدريب بعض عناصر التنظيم مع وكلاء الاستخبارات الإيرانية داخل طهران ووادي البقاع في لبنان. 

أفغانستان الجديدة

وخلال السنوات الماضية، شهدت العلاقات تقلبات عدة لكن دون أن تنقطع، وهو ما ظهر في تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، حيث قال، قبيل رحيله من المنصب، إن قيادات «القاعدة» نصبت تركيزها في الآونة الأخيرة على تنفيذ هجمات من داخل إيران، واصفًا الأخيرة بـ«أفغانستان الجديدة»، وهو ما يمثل تغيير حقيقي في سلوك طهران وعلاقتها مع التنظيم، في إشارة إلى عبدالرحمن المغربي (وغيره من المقيمين في إيران)، المسؤول عن تنسيق الجهود مع المجموعات الموالية في الإقليم. 

ويعد المغربي أحد أهم قيادات التنظيم، فهو درس هندسة المعلومات في ألمانيا قبل انضمامه إلى التنظيم في أفغانستان بالعام 1999، وهو صهر زعيم التنظيم أيمن الظواهري، ومسؤول عن عمليات التنظيم الإعلامية.

وقالت «لوفير»: «يتمتع المغربي بما يؤهله لتولي دور قيادي في المستقبل فضلًا عن مشاركته في عمليات عدة. ظهوره مرة أخرى في إيران، بعد اختفائه لأكثر من عقد من الزمن، يشير إلى مدى تمكن قيادات التنظيم من البقاء بفضل حماية إيران».

منفعة متبادلة

ورغم الاحتكاك الظاهر، قالت المدونة الأمريكية إن العلاقة التي طورتها إيران و«القاعدة» لها أبعاد تعاون كثيرة بما يكفي لجعلها ذات فائدة متبادلة لكلاهما، فمن وجهة نظر طهران، المنفعة الظاهرة من حماية عناصر وقيادات التنظيم هو إثناء «القاعدة» عن تنفيذ هجمات ضد إيران أو المجموعات الشيعية الموالية لها. كما أن هذه الحماية تمنح تنظيم «القاعدة» الاعتقاد أنه غير مضطر إلى الدخول في «زواج مصلحة» مع تنظيم «داعش»، وهذا مهم بالنسبة لإيران بسبب استهداف الأخير المستمر للشيعة في المنطقة. 

وأضافت «لوفير»: «أضف إلى ذلك، مساعدة إيران للقاعدة في الحفاظ على هيكلها القيادي ما مكن الجماعة من تحدي الولايات المتحدة وحلفائها المناهضين لإيران، وربما كان هذا هو السبب المنطقي وراء دعم إيران المستمر للتنظيم منذ 11 سبتمبر». 

وبالنسبة إلى «القاعدة»، قالت المدونة الأمريكية إن «التنظيم قادر على انتزاع فوائد مادية مهمة من إيران، تتراوح من عدم تعاون طهران مع نظام مكافحة الإرهاب الدولي إلى تسهيل التمويل والعبور.. هذه الفوائد أقل مما تقدمه إيران لوكلائها وربما نتجت عن مساومة مستمرة، كما ساعد التواصل الجغرافي لإيران مع أفغانستان وباكستان القاعدة بشكل حاسم في نقل رأس مال التنظيم الذي لا يقدر بثمن عبر ساحات القتال الرئيسية تحت ضغط مباشر من الولايات المتحدة».

وربما تكون الفائدة الأكثر أهمية لـ«القاعدة» هي حماية قادتها وتوفير ملاذ آمن لهم. فقد سهّل الملاذ الإيراني بقاء التنظيم، وبدونه لكان كبار عناصر «القاعدة» مثل سيف العدل وأبو محمد المصري وعبد الرحمن المغربي وأبو خير المصري عرضة لخطر القتل أو الأسر، حسب المقال. 

أقرأ أيضًا: 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa