#سمية_عسير

#سمية_عسير

بين الحمد والتسبيح، وبين الرضا والصبر، وكل مقدر خير، والمؤمن من رضي بقضاء الله وقدره، تعرضت سمية ذات 17 ربيعًا لحادث مروري مع عائلتها، جعلها تعاني الأمرين بين جنبات مستشفى عسير المركزي، توسلوا نقلها وإنقاذ حياتها، فأجابوهم بأنهم على قدر عالٍ من المسئولية، ولو تم نقلها إلى الرياض، فماذا سيقولون عنا؟! أدخلوها العمليات فظهرت بخطأ طبي فادح.

عند ذلك اختلفوا الأطباء فيما بينهم، أصحاب الضمائر الحية يستعجلون ذوي المريضة بنقلها، وأما الطرف المرعب فيخفي ويداري حجم فعلته، المقص والشاش لا يفرقان جسدها، أغزروها بوابل من العمليات، تموت رويدًا رويدًا، يأتي الطبيب يخبر أخاها بأن هذا الدواء غير متوافر! يكتب الطبيب الوصفة يستعجلهم بسرعة جلبه! تأتي الأخرى بأوراق العمليات، يهب الناس لنجدتها بالدم والدعاء، الأطباء خلسة يتوسلون أهلها بسرعة نقلها إلى مركز متقدم، سمية تمسك بيد أخيها وتبتسم، يأتي طبيب آخر يحاول أن يشتري الدواء على حسابه الخاص، ترتفع أصوات المناشدات #سمية_تستغيث_قبل_الموت على وسائل التواصل الاجتماعي، استغاثت حتى نزفت أعطت ابتسامتها الأخيرة لأخيها منصور، ونظرت إلى سقف غرفتها منتقلةً إلى جوار ربها بطفولتها وشبابها.

كانت تلبس معطف الطبيب، تعشق هدايا شقيقتها الكبرى، لم ترتوِ من لقاء صديقاتها، تحب معلماتها، تنثر الحب في ساحة مدرستها، آخر العنقود ومدللة أبيها، زهرةً في عين والدتها، المفتخرة بأخوتها، رقصت في طفولتها فرحًا، كبرت حلمًا وأضغاثه أصبحت واقعًا .

عسير تئن وتنزف، تفقد أبناءها يومًا بعد يوم، الخدمات الصحية دون المستوى والمأمول، إنقاذ حياة الإنسان هي أعظم وأهم عمل مناط بوزارة الصحة، ومع الأسف أن التجاوب كان على قدر الواسطة! لا يوجد أسوأ من أن يتم الاعتماد عليك لإنقاذها فتخرج منك بخطأ طبي، يطلب ذووها نقلها، فيتم التكتم على وفاتها دماغيًا!

إن ما حدث في مستشفى عسير المركزي كارثة مخيفة لأهالي منطقة عسير، فإذا كان هذا المستشفى هو الأفضل على مستوى المنطقة الجنوبية.. فكيف بالبقية؟! هناك تقصير وإهمال كبيران تسببا في فقد سمية، كانت في حالة صحية أفضل قبل دخولها غرفة العمليات! يا أيها المسئول كان المستشفى مشغولًا في احتفالاته وبهرجته وسمية تئن بجانبهم!

الحمد لله على قضاء الله وقدره، ربها كان رحيمًا بها من عذاب العمليات المتتالية، والتشخيصات المتضاربة، ماتت سمية أمام أنظار المسؤولين، وذهبت لمن هو أرحم منهم، وإلى كل من قصر في علاجها فهي في ذمته، رحلت سمية لكن أنقذوا عسير قبل أن تموت سمية أخرى.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa