بالصور.. بشائر الربيع تحول الجوف إلى لوحة خلابة.. والخضرة تجذب عشاق الطبيعة

يعيش الزائر شعورًا مفاده ولادة جديدة لأرض قاحلة
بالصور.. بشائر الربيع تحول الجوف إلى لوحة خلابة.. والخضرة تجذب عشاق الطبيعة

حوَّلت بشائر الربيع منطقة الجوف إلى مناظر خلابة جعلتها أشبه بلوحة فنية رائعة مزركشة بألوان طبيعية تكسوها في موسم ربيعي فريد؛ لتبهر زائريها بالوان الأخضر والأصفر والبنفسج والأبيض والأحمر على جبال الشمال وسهولها ورمالها.

يحل الربيع هذا العام، بعد موسم أمطار غزير شمل معظم أجزاء مناطق الشمال؛ لتبدأ بشائره مبكرًا قبل نهاية الشتاء فكثر العشب وتنوعت ألوانه، وظهرت أعشاب لم تنبت منذ سنين على مساحات كبيرة؛ لتكتسي الأرض بألوان الربيع المتعددة، وظهرت زهور الأقحوان، الجهق، الهرم، الخزامى، النفل، النقد، اليعضد، الربحلا، البساس، الكيسوم، وكميات كبيرة من الفقع بأنواعه وأحجامه الكبيرة.

وتزايد إقبال المتنزهين؛ ليجعل منطقة الجوف وجهة كثيرين من متتبعي الأجواء الربيعية من مختلف مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وأصحاب الأغنام والإبل، الذين أتوا بماشيتهم للكلاء، فضلًا عن عشاق مشاهدة روعة النبت والزهر والاستماع لصوت العصافير؛ ليعيش الزائر شعورًا مفاده «ولادة جديدة لأرض قاحلة، تحولت من حالة جفاف وتصحر إلى مسطحات خضراء».

وتوافد آلاف المسافرين من مناطق متنوعة إلى منطقة الجوف للاستمتاع بالربيع، وتحولت البراري لمدن صغيرة تعج بالسكان في مخيمات متعددة وضعها أهالي الشمال للتنزه والاستمتاع بالربيع؛ ليستعيد الربيع جمال زمن جميل مضى منذ سنوات .

كما يشهد ربيع منطقة الجوف موسم «الفقع»؛ حيث ظهور نبات الكمأة بشكل كبير ومختلف؛ ليخرج محبوها في رحلات البحث عنها يوميًّا خاصة آخر النهار؛ حيث يبرز القفع عن الأرض فتجد الباحثين في مساحات كثيرة وكبيرة يتفحصون البر ويبحثون عنه، يستدلون عليه بنبات «الرقوق»، ويتنافسون في جمع أكبر كميات من الفقع، وتزدهر سوقه فيتراوح سعر الكيلو ما بين 35 و50 ريالًا، في حين كان يُباع ما بين 80 و100 ريال في وقت سابق؛ نظرًا لوفرة المعروض .

ولوفرة الربيع في منطقة الجوف عجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور خلابة ومقاطع فيديو ترصد جمال الطبيعة، وتخصص عدد من المهتمين بزيارة المواقع في نقل صورها للمتنزهين يوميًّا؛ لتحظى بمشاهدات كبيرة من المتابعين الباحثين عن مواقع الجمال .

ويُعد موسم الربيع فرصة اقتصادية لأبناء البادية فترتفع أسعار المواشي؛ نظرًا لعدم الرغبة ببيعها؛ لتوافر العشب والأعلاف في ظل تزايد الطلب، كما أشعل الموسم الطلب على الخيام ومحلات مستلزمات الرحلات حتى كادت تنتهي من المتاجر.

المتنزهون سجلوا إعجابهم بالمنطقة فقال إبراهيم صالح من تبوك: «لم أكن أصدق أن أرى مثل هذه المناظر التي اعتدناها في دول أوروبا، فقد انبهرت لجمال الطبيعة الذي كسا معظم براري المنطقة بألوان الطبيعة المتعددة التي تفوح منها رائحة عطرية تنعش الجو».

وقال صالح الهادي من القصيم: «أتيت إلى الجوف؛ للتمتع بأجواء الربيع التي علمت بها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لذا قررت قضاء أجمل الأوقات فيها، وجمع الفقع الذي اشتهرت به المنطقة، بينما قرّر المواطن عبدالله العلي من الرياض قضاء إجازة نهاية الأسبوع في سهول الجوف المكسوة بالنباتات البرية، والاستئناس بالهواء الطلق».

يُذكر أن عددًا من الإدارات الحكومية والتطوعية بمنطقة الجوف تشارك المتنزهين هذه الأجواء؛ لتقدم خدماتها كأمانة المنطقة التي وزعت الحاويات لجمع المخلفات، كما تشارك القوات الخاصة لأمن الطرق متابعة الطرقات، وأطلقت المديرية العامة للدفاع المدني التنبيهات الخاصة لسلامة المتنزهين، وتشارك فرق الإنقاذ التطوعية في البحث عن المفقودين والتائهين. 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa