أوضحت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء السعودية والوطن العربي تشهد عند منتصف الليل، اليوم الخميس، وقوع القمر الأحدب المتناقص بالقرب من نجم قلب العقرب، في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة باتجاه الأفق الجنوبي، وستبقى مشاهدة إلى شروق شمس الجمعة.
وقال رئيس فلكية جدة المهندس ماجد أبو زاهرة –عبر صفحة الجمعية على فيسبوك- إن نجم قلب العقرب هو نجم عملاق أحمر ضخم، تبلغ كتلته 15 إلى 18 ضعف كتلة الشمس، وهو بالفعل نجم هائل حيث يزيد نصف قطره على (448,793,612) كيلومترًا، لذلك لو كان قلب العقرب مكان الشمس فإن سطحه سيمتد إلى ما بعد مدار المريخ، وعلى عكس النجوم القزمة الحمراء، فإن عمر النجوم العملاقة قصير وفق المعايير النجمية.
وأضاف رئيس فلكية جدة أن عمر نجم قلب العقرب يبلغ نحو 12 مليون سنة فقط، ومع ذلك فهو في خريف عمره، على عكس الشمس التي يبلغ عمرها 4 ونصف مليار سنة وهو متوسط عمرها.
وأشار إلى أن اللون الأحمر لقلب العقرب يشير إلى درجة حرارة سطحه المنخفضة التي تبلغ نحو (3,200) درجة مئوية، هذا على النقيض من درجة حرارة سطح الشمس (5,700) درجة مئوية ذات اللون الأصفر، والأمر يختلف عند مقارنة قلب العقرب مع نجم ساخن جدًا، مثل السماك الأعزل الأبيض المزرق الذي يتميز بدرجة حرارة سطح تبلغ نحو (22,100) درجة مئوية.
وأوضح أن معظم النجوم ذات اللون الأحمر غير مرئية بالعين المجردة؛ لأنها نجوم قزمة حمراء صغيرة وخافتة، فالنجوم القزمة الحمراء الباردة ليست سوى جزء بسيط من حجم و لمعان الشمس، ولكن يُعتقد أنها تشكل نحو 70٪ من النجوم في مجرتنا درب التبانة، وتعد هذه الأقزام الحمراء نجومًا طويلة العمر للغاية، حيث يبلغ عمرها الافتراضي نحو تريليون سنة.
وأشار أبو زاهرة إلى أن النجوم ذات اللون الأحمر التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة نادرة إلى حد ما. في الواقع، كل النجوم الحمراء الساطعة التي نراها في سماء الليل بالعين المجردة هي إما عمالقة حمراء (مثل النجم الدبران) وإما فوق عمالقة حمراء (مثل النجوم قلب العقرب ومنكب الجوزاء).
وأضاف أن النجوم فوق العملاقة الحمراء نادرة، فهي تمثل واحدًا من كل مليون نجم تقريبًا في مجرتنا درب التبانة، يمكن رؤية ما يقرب من 10 نجوم فوق عملاقة حمراء بالعين المجردة في سماء مظلمة، فالحجم الكبير لهذه النجوم فوق العملاقة الحمراء يجعلها ساطعة، على الرغم من كونها بعيدة نوعًا ما، فعلى سبيل المثال، فيُعتقد أن قلب العقرب يقع على مسافة 600 سنة ضوئية، لكن هذا النجم لمعانه من القدر الأول.
اقرأ أيضا:
