دراسة صادمة تكشف جهل متخصصين في التعامل مع «العلاجات الخطرة»

فريق من باحثي جامعة كاليفورنيا سلّطوا الضوء على المشكلة..
دراسة صادمة تكشف جهل متخصصين في التعامل مع «العلاجات الخطرة»

نشر فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو ومستشفى الأطفال الوطني في العاصمة الأمريكية واشنطن، نتائج التحقيق فيما إذا كان يمكن لعمال الصيدلة تقديم معلومات دقيقة حول التخلص من اثنين من فئات الأدوية أم لا، وهما: المواد الأفيونية والمضادات الحيوية، وكانت النتائج مخيفة!.

الباحثون قاموا بتجنيد متطوعين لإجراء مكالمات إلى ما يقرب من 900 صيدلية في كاليفورنيا، متنكرين كآباء وأمهات لديهم المضادات الحيوية والأفيونيات المتبقية من جراحة أجريت مؤخرًا لأطفالهم، وسألوا موظفي الصيدليات على الخط «سواء كانوا صيادلة أو فنيي صيدلة» عن كيفية التعامل مع هذه الأدوية غير المستخدمة، ثم قارن الباحثون تلك الإجابات مع الإرشادات الخاصة بالتخلص الصحيح المنشورة من قِبَلِ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فوجدوا أن حوالي 43 في المئة من هؤلاء استجابوا بدقة حول كيفية التعامل مع المضادات الحيوية، بينما وجدوا 23 في المئة فقط يعرفون ماذا يفعلون مع المواد الأفيونية.

وحسب الخبراء فإن التخلص من المواد الدوائية الأفيونية المسكّنة هو أحد تلك المشاكل المزعجة؛ حيث يرغب الناس عمومًا في فعل الشيء الصحيح، لكن في الغالب لا يعرفون كيف يفعلون ذلك، وكما أشار الباحثون فإن هناك تعليمات محددة حول كيفية التخلص من هذه الأدوية، وقد اعتمدت جمعية الصيادلة الأمريكية هذا كمعيار، ومع ذلك لا يتم منحها للمستهلك بشكل صحيح معظم الوقت.

ووفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يجب وضع الأدوية غير المستخدمَة (دون سحق أي حبوب أو كبسولات في مادة غير جذابة، مثل الأوساخ أو فضلات القطط أو القهوة المستخدمة، ثم يجب وضع هذا الخليط في حاوية مُحْكَمَةِ الإغلاق مثل مادة بلاستيكية آمنة كحقيبة مثلًا قبل طرحها في القمامة، بالإضافة إلى ذلك يجب مسح أو إتلاف جميع المعلومات الشخصية إن وجدت على العبوة.

وفي الواقع فقد نشر فريق من العلماء في الوكالة الأمريكية للمسح الجيولوجي وحماية البيئة ورقة بحثية في عام 2017، حول نتائج دراسة وجدت 230 نوعًا من المواد المخدرة والسموم المنتشرة في البيئة نتيجة للتخلص غير السليم، ومن المعروف أن العديد من الأدوية التي حُدِّدَتْ في هذه الدراسة تقتل أو تُلْحِقُ الضرر بصحة الأسماك أو الحشرات أو غيرها من الحيوانات البرية وتغير سلوكها، وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على السلسلة الغذائية ويضر البشر في النهاية أيضًا.

وتعتبر المضادات الحيوية والمواد الأفيونية، وهما فئتان من الأدوية التي نظرت فيها مجلة حوليات الطب الباطني، ضارتين بشكل خاص عندما لا يتم التخلص منهما بشكل صحيح، فعندما يتم نشر المضادات الحيوية على نطاق واسع في جميع أنحاء البيئة، فإنه يثير فرص تطور البكتيريا المقاومة للأدوية، فأي بكتيريا تصادف مضادًا حيويًّا سواء في جسم الإنسان أو في مجرى مائي أو بركة، ستحاول البقاء على قيد الحياة وستنقل تطورها الجيني للأجيال التالية من البكتيريا، مما يثير قلقًا صحيًّا عالميًّا متزايدًا، كما أوضحت منظمة الصحة العالمية أن مقاومة مضادات الميكروبات في الميكروبات هي واحدة من أكبر التحديات الصحية، بالنظر إلى أنه يمكن القضاء على بعض أدوات العلوم الطبية الأكثر فعالية ضد هذه الكائنات المسببة للأمراض.

وفي الوقت نفسه تشير البحوث حول تأثيرات المواد الأفيونية على حيوانات المختبر إلى أنها تستجيب للأدوية مثلها مثل البشر مما يضر بها، ولا يزال العلماء يعملون على فهم كيفية تأثير المواد الأفيونية على الحيوانات التي تعيش في البرية، ولكن الشيء الوحيد المؤكد هنا هو أن المواد الأفيونية موجودة في إمدادات المياه العالمية، وقد وجدت مراجعة أجريت عام 2018 للأدبيات العلمية 22 مادة أفيونية في مياه الصرف الصحي وعيّنات المياه السطحية من جميع أنحاء العالم.

وربما تكون المشكلة الأكبر مع المواد الأفيونية، هي أن الذين وُصِفَتْ لهم يميلون إلى الاحتفاظ بها، وقد وجدت نتائج دراسة استقصائية نُشرت في موقع جاما نشير إليها على سبيل المثال، أن حوالي 60 في المئة من الأمريكيين الذين يستخدمون المواد الأفيونية الدوائية الموصوفة يحتفظون بمخلفاتهم منها للاستخدام في المستقبل، كما وجد عدد من الدراسات والتحقيقات الحديثة أن هذه الأدوية عندما يتم مشاركتها أو غير الموصوفة لهم، يمكن أن تؤدي إلى الإدمان ومشاكل الجرعة الزائدة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa