طفرة في استخدام الذكاء الاصطناعي بالصحة السلوكية والعقلية

عبر اتجاهات جديدة في العلاج النفسي..
طفرة في استخدام الذكاء الاصطناعي بالصحة السلوكية والعقلية

ربما لا يمكن لأحد أن يعارض استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية، بعد الطفرات الكبيرة التي حققها في مستويات التشخيص والعلاج، وأخيراً الخدمات التمريضية، وربما سوف يشق طريقه في النهاية إلى العلاج النفسي بشكل أو بآخر، كأن يساعد في البداية كأداة تشخيصية للمعالجين، وربما لاحقاً كمعالج متحدث.

وحسب الخبراء، عاجلاً أو آجلاً سوف تكون قادراً على الانتقال إلى موقع ويب بمقابل مادي ربما للحصول على مساعدة لمواجهة القلق والاكتئاب وغيرها من الاضطرابات الشائعة، بالاستعانة بأخصائي علاج هو في الحقيقة عبارة عن «ذكاء اصطناعي»، كما ستكون قادراً على تنزيل تطبيق علاجي مثلShrinkMe ، لتحمله في حقيبتك أو جيبك، أو ربما ستنشئ Alexa أو Siri أو Google Home  ميزة العلاج النفسي، فهذه التطبيقات السالفة تعرف ما يدور حولك وفي منزلك 24 ساعة ولسبعة أيام في الأسبوع، كما يعرفون الكثير عنك أكثر مما يمكن لأي معالج معرفته.. فلماذا لا تستخدم كل هذه المعلومات المثيرة لعلاجك؟!.

ولكن الأدوات الذكية مثل السماعات أو الهواتف الذكية التي تشغل هذه التطبيقات، ستكون في محيطك وبالتالي تستطيع مساعدتك بطرق لا تستغرق ساعة واحدة في الأسبوع، وإذا كانت لديك مشكلات في ذلك، يمكن للتطبيق الروبوت الخاص بك مراقبة تفاعلاتك مع رئيسك في الوقت الفعلي، فيما تهمس في أذنك بالنصائح المفيدة، إذا قال مثلاً شيئاً مثيراً للقلق، كأن يذكرك التطبيق بأنه لا ينبغي عليك القفز إلى الاستنتاجات غير المفيدة التي تثير القلق، وبمعنى آخر يمكن لبرامج الروبوت أن تضيف مختبراً عملياً لتلك النصائح التي تحصل عليها من المعالج.

ورغم ذلك يعتقد الخبراء أن مثل العديد من التقنيات الجديدة الناجحة، لن تنجح روبوتات العلاج من خلال الاستعاضة تماماً عما سبقها من معالجين من لحم ودم، ولكنها ستقوم بمساعدة الناس بطرق جديدة مهمة لم يتمكن من سبقها من تحقيقها أبداً، كأن يتم برمجة روبوت ليبدو وصياً مثل الوالد، ولكن على عكس الوالد الذي تجاهل أو قلل من شأن ابنه أو أساء معاملته، قد يصممه المعالج روبوتاً ليكون داعماً وعكس كل هذه الصفات، كما يمكن معالجة القلق الاجتماعي وإعادة صاحبه للمجتمع بنفس بمنهج مشابه، يعمل على عكس الكثير من الأشخاص الحقيقيين، ومن ثم ستتمتع هذه الروبوتات بالرعاية والتعاطف.

كما ستوفر الروبوتات الدعم العاطفي الذي توفره الحيوانات لمربيها كالكلاب مثلاً، ولكن روبوتات الكلاب لن يتم تدريبها في المنزل أو إطعامها أو نقلها إلى الطبيب البيطري، ولن تضطر إلى مناقشة شركة الطيران حول ما إذا كانت تقدم خدمة للحيوانات أثناء تنقلها معك.

وكذلك يمكن أن توفر الروبوتات والتطبيقات مدرباً للحياة أو ممارساً للعلاج السلوكي المعرفي، يمكنك الاستعانة به في مختلف المواقف، وكذلك فإن الروبوت النفسي العصبي، يمكن أن يوفر المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومرضى النمو والسكتة الدماغية والذين يتعافون من أنواع أخرى من إصابات الدماغ، لاستعادة المهارات المعرفية من خلال المشاركة اللفظية ولعب الألعاب على مدار الساعة لمدة سبعة أيام وبلا توقف على عكس الأطباء الحقيقيين.

كما يمكن للروبوت أن يشاهد ما تأكله حرفياً دون أن تضطر إلى كتابة ما وكم تستهلك، ومن ثم تنبيهك مع استغلال تأثير Hawthorne للمراقب، وغيرها الكثير من الأشياء التي يمكن أن يساعد فيها كلما تقدم العلم وتعمقت التكنولوجيا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa