معركة طرابلس.. الوجه الآخر للمواجهة الحاسمة في ليبيا

داعمو حفتر يرونه الأقدر على فرض الاستقرار
معركة طرابلس.. الوجه الآخر للمواجهة الحاسمة في ليبيا

توقفت عملية قائد «الجيش الوطني الليبي» خليفة حفتر للسيطرة الخاطفة على العاصمة الليبية، لكنه لن يواجه على الأرجح ضغوطًا حقيقية من الخارج للانسحاب؛ لأن وصول خصوم متشددين يعزز دعوته للحرب على »الإرهاب».

وتقدمت قوات «الجيش الوطني الليبي» إلى ضواحي طرابلس قبل نحو أسبوعين، وتوقعت حدوث انشقاقات وتحقيق النصر في غضون يومين وخروج النساء للاحتفال في الشوارع. لكن حكومة رئيس الوزراء فائز السراج المعترف بها دوليًّا استطاعت وقفهم في الضواحي الجنوبية.

وحسب تحليل لوكالة «رويترز»، فإن الفضل في وقف الهجوم يعود إلى حد كبير لجماعات مسلحة سارعت لتقديم العون من الفصائل الليبية المختلفة في غرب البلاد.

وكان حفتر (75 عامًا)، وهو ضابط كبير سابق انشق في الثمانينيات على جيش معمر القذافي، قد حشد قواته وكثّف ضرباته الجوية في حملة يقول إنها ضرورية لاستعادة النظام والقضاء على المتشددين.

بيد أن محللين يقولون إن هذه الحملة توحد خصوم حفتر خلف السراج الذي يفتقر إلى القوات النظامية ويحتاج إلى المساعدة، لكنه قد يجد صعوبة في السيطرة عليهم كلما طال أمد الحرب.

وأفسد تجدد الصراع خطة الأمم المتحدة لإحلال السلام في ليبيا بعد تأجيل مؤتمر للمصالحة الوطنية هذا الأسبوع. ويهدد أيضًا بتعطيل إمدادات النفط من الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وإطلاق موجة جديدة من المهاجرين عبر البحر صوب أوروبا.

ويعتقد دبلوماسيون أن حفتر لن يواجه في الوقت الراهن ضغوطًا من داعميه، خاصة فرنسا التي لا تزال تراه الرهان الأفضل لإنهاء الفوضى والانقسامات المستمرة منذ الإطاحة بالقذافي في 2011.

ويدعم حجتهم -التي تقوّض دعوات إيطاليا الدولة المستعمرة لليبيا سابقًا ودول أخرى للتوصل لحل سياسي- وصول متشددين في الأيام الأخيرة لمساعدة قوات السراج.

ومن بين هؤلاء صلاح بادي القيادي في ميناء مصراتة، وصاحب الصلات المعروفة بالمتشددين، وربما له هو نفسه طموحات للسيطرة على طرابلس.

وفي مقاطع مصورة من خط المواجهة، ظهر بادي وهو يوجّه الرجال، بالإضافة إلى مهرّب للبشر فرضت الأمم المتحدة عقوبات عليه.

وأظهرت هذه المقاطع أيضًا مشاركة بعض الإسلاميين المتشددين الذين كانوا مرتبطين في السابق بجماعة «أنصار الشريعة» في القتال.

وأنحت واشنطن باللوم على هذه الجماعة في اقتحام مجمع دبلوماسي أمريكي في بنغازي في 2012، والذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أمريكيين آخرين.

ودعت فرنسا، التي تملك أصولًا نفطية في ليبيا رغم أنها أقل من إيطاليا، إلى وقف لإطلاق النار في الوقت الذي كررت فيه رواية حفتر بوجود بعض المتطرفين وسط المدافعين عن طرابلس.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: «هناك تبسيط مفرط.. ليس فقط حفتر الشخص الشرير الذي يواجه الأشخاص الطيبين في طرابلس ومصراتة.. هناك على الجانب الآخر جماعات متحالفة في النهاية مع القاعدة».

وأضاف: «ربما لو كان المعارضون لحفتر قد توصلوا لاتفاق معه في 2017 لما كان توازن القوى تغيّر ضدهم». مشيرًا إلى المحادثات المباشرة التي رتبتها فرنسا بين حفتر والسراج في باريس.

وحاولت حكومة السراج التقليل من شأن وجود متشددين. وقال وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها محمد سيالة للصحفيين، إنه يوجد على الطرفين أشخاص متهمون بأنهم خارجون على القانون.

وبدأ حفتر في 2014 حملته التي سماها «عملية الكرامة»، ثم انتصر في معركة بنغازي ضد المتشددين، ولكن بعضًا من خصومه المهزومين موجودون الآن في طرابلس سعيًا للثأر.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa