كشفت مجلة «دير شبيجل» أن 90 ألفًا من المجندين والمجندات الألمان شاركوا ضمن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان منذ العام 2002 وحتى الآن.
وتعدّ المهمة العسكرية الألمانية في أفغانستان، هي الأطول في تاريخ الجيش الألماني خارج الديار.
ولطالما رفضت وزارة الدفاع الألمانية الكشف عن عدد الجنود الذين خدموا في أفغانستان، وبعضهم خدم لأكثر من مرة، غير أن فريقًا من الباحثين التابعين لمركز بوتسدام للعلوم والتاريخ العسكري والاجتماعي، تمكنوا من تحديد ذلك الحصر الفريد، وفق «شبيجل».
وعادت معظم تلك القوات إلى البلاد، حيث انتهت مهمة ألمانيا في أفغانستان رسميًّا منذ عام 2014، بينما تبقى فقط 1180 جنديًّا على الأرض لتدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن الأفغانية.
ولا تبدو حالة كل الجنود العائدين من أفغانستان جيدة، فحسب تقرير للإدارة الطبية للجيش الألماني، فإنه -وبعد 5 أعوام على انتهاء مهمة الجيش الألماني رسميًّا- لا تزال المراكز العلاجية العسكرية تتلقى مزيدًا من الحالات المصابة بصدمات الحروب النفسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» مؤخرًا: «المراكز الطبية العسكرية سجّلت عمومًا في العام الماضي 279 حالة تعاني من أمراض نفسية، وعلى رأسها الاكتئاب».
وأشار إلى أن تلك الأرقام تعتمد فقط على الجنود المرضى ممن تقدموا إلى القوات المسلحة الفيدرالية طلبًا للعلاج والمشورة، ما يعني أن العدد الفعلي للمصابين أعلى من ذلك بكثير.
يشار، إلى أن حجم العمليات العسكرية الألمانية في أفغانستان سيظل كما هو حتى رغم الانسحاب الأمريكي المحتمل من هناك.
وأعلنت واشنطن أنها ستغادر أفغانستان خلال عام ونصف، بينما تجري مفاوضات سلام مع حركة طالبان لأجل ضمان الأمن واستقرار السلطة مستقبلًا.
وبذلك تنهي الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أطول معاركها الخارجية، والتي استمرت لأكثر من 17 عامًا.
وحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية، فإن نصّ التفويض الذي ستحصل عليه القوات العسكرية الألمانية في أفغانستان من البرلمان بعد الحادي والثلاثين من مارس الجاري، «لن يتضمن تغييرًا في الحدّ الأقصى من الجنود الألمان الذين يسمح البرلمان بمشاركتهم في العمليات، والذي يمكن أن يصل إلى 1300 جندي».
