سلالة «دلتا» ترفع معدلات الإصابات «طويلة الأمد» بكورونا لمستويات خطيرة

سلالة «دلتا» ترفع معدلات الإصابات «طويلة الأمد» بكورونا لمستويات خطيرة

حذَّر باحثون من أن يتسبب التفشي السريع لمتحور «دلتا» في إصابة مئات الآلاف بـ«كورونا طويل الأمد»، في الوقت الذي تستعد فيه عديد من الدول لرفع قيود الإغلاق، رغم انتشار المتحور في أكثر من مائة دولة حول العالم.

ويصاحب  إصابة كورونا طويلة الأمد، المعروفة كذلك بمتلازمة ما بعد «كورونا»، درزينة على الأقل من الأعراض يمكن أن تستمر لأشهر طويلة بعد الإصابة بالفيروس، بينها التعب والإنهاك المستمر وضيق التنفس وآلام الصدر وصعوبات النوم ومشاكل بالذاكرة والتركيز، ما يطلق عليه اسم «ضباب الدماغ». كما تمَّ الإبلاغ عن حدوث خلل وظيفي في بعض الأعضاء مثل القلب والدماغ.

وفي هذا الشأن، قال داني ألتمان، أستاذ علم المناعة في كلية لندن الملكية، إنَّ الدلائل في عدد من البلدان تشير إلى أنَّ عدد كبير ممن أُصيبوا بفيروس «كوفيد19»، سواء ظهرت عليهم الأعراض أم لا، معرضون لخطر المعاناة من الأعراض المرضية طويلة الأجل، حسبما نقلت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية.

وأضاف: «أصبح لدينا الآن قاعدة عامة مفادها أنَّ أيَّ حالة من حالات الإصابة بكورونا، سواء كانت إصابة بدون أعراض أو خفيفة أو شديدة، تنطوي على خطر نسبته 10 إلى 20% للإصابة بكورونا طويل الأمد، ولم نر أيّ استثناءات لذلك».

وأشار ألتمان إلى أنَّ حقيقة كون متغير دلتا يزيد عدد الإصابات بكورونا يوميًا تعني أن حالات «كورونا طويل الأمد» قد تصل إلى أرقام عالية ومخيفة.

وفيما تستعد بريطانيا لرفع قيود الإغلاق الكامل، الأسبوع المقبل، حذر وزير الصحة، ساجد جافيد، من زيادة الإصابات اليومية لتسجل 100 ألف إصابة على الأقل، بينها 20 ألف حالة على الأقل محتمل أن تصاب بـ«كورونا طويل الأمد».

ومن جانبها، توقعت كلير ستيفز، عالمة الأوبئة في جامعة «كينغز كوليدج» بلندن، أن تكون الأسابيع الستة المقبلة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص مع رفع القيود في بريطانيا وعدد من دول العالم، حيث لم يتم تطعيم العديد من الشباب بشكل كامل بعد مع استمرار تفشي متحور «دلتا».

ولازال السبب الحقيقي وراء الإصابة بـ«كورونا طويلة الأمد» غير معروف، ويرجع باحثون ذلك إلى مزيج من الظروف المختلفة والأسباب الكامنة، منها حدوث ضرر خلوي، مثل تندب الرئة مع إصابة الأنسجة. وهناك احتمال آخر هو تباطؤ الفيروس ليشكل خزانات صغيرة في القناة الهضمية على سبيل المثال.

لكن هناك دلائل متزايدة تفيد بأن نسبة كبيرة من إصابات «كورونا طويلة الأمد» مدفوعة بالتأثير الذي يتركه الفيروس على الدفاعات المناعية للجسم، حيث يسبب اضطراب في بعض أجزاء الجهاز المناعي مثلما تفعل الحمى الغدية، وبالتالي يحفز إنتاج ما يعرف بالأجسام المضادة الذاتية، تفشل في محاربة الفيروس وتنشيط الجسم ضده.

ووجدت دراسة بريطانية أن هذه الظاهرة منتشرة بشكل أكبر في البالغين أكثر من الشباب صغار السن، وفي النساء أكثر من الرجال.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa