مالي تحلم بإنجاز حقيقي في كأس الأمم الإفريقية

كتيبة محترفين تدعم «النسور» بالبطولة
مالي تحلم بإنجاز حقيقي في كأس الأمم الإفريقية

بعد فترة عصيبة عاشها الاتحاد المالي لكرة القدم كادت تعصف بفرص المنتخب المالي في المشاركة ببطولة كأس أمم إفريقيا 2019 في مصر، سيكون الفريق على موعد مع عدة تحديات صعبة، خلال مشاركته المرتقبة بالبطولة.

وتمكَّن الاتحاد المالي من تفادي خطر تجميد النشاط الكروي من جانب الاتحاد الدولي «فيفا»؛ بسبب شبهات قوية على حدوث تدخل حكومي في عمل الاتحاد المالي.

وبعد التغلب على هذه المشكلة، سيكون الفريق المالي على موعد مع تحديات صعبة في هذه النسخة من البطولة الإفريقية؛ حيث يخوض الفريق البطولة بقيادة مدرب وطني مؤقت، إضافة لعدم ظهوره بشكل جيد خلال فترة الإعداد، التي سبقت مشاركته في البطولة.

فعقب الخروج المبكر في كلٍ من النسختين الماضيتين لبطولة كأس الأمم الإفريقية، واستقالة المدرب الفرنسي ألان جيريس، الذي يتولى تدريب المنتخب التونسي حاليًا، لم يستطع منتخب مالي التعاقد مع مدرب أجنبي جديد لقيادة الفريق في النهائيات.

ونجح المدرب المؤقت محمد ماجاسوبا، البالغ من العمر 61 عامًا، في قيادة الفريق للتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019؛ بتصدر مجموعته في التصفيات ليحصل على فرصة للاستمرار مع الفريق في النهائيات.

وكان منتخب مالي، قد فاز بالمركز الثالث في نسختي 2012 و2013 تحت قيادة المدربين ألان جيريس وباتريس كارتيرون، لكنه لم يستطع عبور الدور الأول في نسخة 2015 بغينيا الاستوائية، بقيادة المدرب البولندي هنري كاسبرجاك، ليعود إلى الاعتماد في النسخة الماضية عام 2017 بالجابون على ألان جيريس، لكن الفريق لم يحقق النجاح أيضًا وودَّع البطولة من الدور الأول.

وسيكون الفريق أمام تحدٍ جديد في بطولة 2019 بمصر؛ حيث يرغب في تحقيق النجاح هذه المرة بقيادة وطنية، بعد المحنة التي عاشها الاتحاد المالي في الفترة الماضية، التي ربما أثرت سلبيًا على استعدادات الفريق للمعترك الإفريقي.

وبغض النظر عن هذه المشاكل والظروف، يتطلع الفريق إلى التقدم خطوة أخرى إلى الأمام، وعبور المربع الذهبي للمرة الثانية في تاريخه، عندما يخوض فعاليات النسخة الثانية والثلاثين التي تستضيفها مصر.

وفشل منتخب مالي في عبور الدور الأول لبطولتي كأس الأمم الإفريقية 2008 بغانا و2010 بأنجولا، إلا أنه أعلن عن نفسه بقوة في نسختي 2012 و2013، قبل تراجعه الغريب والمفاجئ في النسختين الماضيتين.

ولم يعد أمام الفريق سوى أن يلقي بنتائج النسختين الماضيتين خلف ظهره، ويبدأ البحث عن نجاح جديد والمنافسة على لقب البطولة في كأس الأمم الإفريقية المقبلة.

ويقتصر رصيد المنتخب المالي بالبطولة الإفريقية على عشر مشاركات سابقة، لكنه نجح في فرض نفسه بقوة من المشاركات الأولى.

لذلك، ستكون البطولة الجديدة هي المشاركة الحادية عشرة للفريق في كأس الأمم الإفريقية، وكذلك عنق الزجاجة التي يسعى نسور مالي للخروج من خلالها من مرحلة المنافسة على مركز جيد إلى المنافسة على اللقب، خاصة أن الجيل الحالي للفريق يضم عددًا من النجوم المتميزين والمحترفين بالأندية الأوروبية.

وبدأت مشاركات منتخب مالي في التصفيات المؤهلة لبطولات كأس الأمم الإفريقية، بعد انطلاق البطولة بنحو عقد من الزمان، وبالتحديد منذ تصفيات بطولة عام 1965، غير أن الفريق لم يصل للنهائيات إلا في بطولة عام 1972 بالكاميرون.

وبرغم ذلك، ترك بصمة رائعة في أول مشاركة له بالبطولة الإفريقية؛ حيث بلغ المباراة النهائية في ياوندي أمام نظيره الكونغولي، الذي توّج بلقب البطولة، وأحرز منتخب مالي المركز الثاني.

وضم هذا الفريق العديد من النجوم، الذين تركوا بصمة واضحة على تاريخ اللعبة في إفريقيا، مثل ساليف كيتا وكيديان دياللو وباكو توريه.

وعلى عكس المتوقع، غاب الفريق عن البطولة بعد ذلك على مدار 22 عامًا، فشل خلالها في بلوغ النهائيات، لكنه عاد لتحقيق النجاح مع ظهوره مجددًا في النهائيات فوصل للمربع الذهبي في بطولة عام 1994 في تونس، ثم كرر الإنجاز نفسه عامي 2002 على أرضه و2004 في تونس.

ورغم وجود العديد من المواهب في صفوف المنتخب المالي عبر السنوات الماضية، إلا أنه فشل في بلوغ نهائيات كأس أفريقيا 2006 بمصر، ثم خرج من الدور الأول لنهائيات البطولة التالية عام 2008 بغانا، وعانده الحظ في 2010 ليخرج مجددًا من الدور الأول لصالح المنتخب الجزائري؛ بفضل نتيجة المواجهة المباشرة بينهما بعد تساويهما في رصيد النقاط.

ومع اكتساب نجوم الفريق مزيدًا من الخبرة من مشاركتهم مع أنديتهم في أكبر بطولات الدوري المحلية بأوروبا، بات منتخب مالي من الفرق التي تثير القلق لدى منافسيها.

وأصبحت الآمال معلقة على الجيل الحالي من اللاعبين في بلوغ المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخ مالي ببطولات كأس الأمم الإفريقية؛ رغم اعتزال النجم الكبير سيدو كيتا اللعب الدولي، بعد فشله مع الفريق في نسخة 2015 .

ويضم الفريق الحالي عددًا من اللاعبين الموهوبين، مثل مامادو فوفانا مدافع ميتز الفرنسي، ولاسانا كوليبالي لاعب خط وسط رينجرز الأسكتلندي، وشيخ دوكوري الذي يبلغ من العمر 19 عامًا لاعب لانس الفرنسي، وموسى ماريجا مهاجم بورتو البرتغالي.

وخدمت القرعة المنتخب المالي بوقوعه في المجموعة الخامسة متوسطة المستوى مع منتخبات تونس وأنجولا وموريتانيا، علمًا بأن المنتخب الموريتاني يخوض النهائيات للمرة الأولى.

وينتظر أن تحظى مباراة الفريق أمام تونس في الجولة الثانية بالمجموعة باهتمام بالغ؛ حيث يصطدم خلالها المنتخب المالي بمدربه السابق ألان جيريس، الذي يتولى تدريب «نسور قرطاج» حاليًا.

وبهذا، يستطيع المنتخب المالي المنافسة دون عناء كبير على التأهل للدور الثاني؛ لكن مهمة الفريق في الأدوار الإقصائية لن تكون بنفس السهولة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa