أبعاد اللقاء المشبوه بين أردوغان والسراج في قصر دولمة

يأتي في إطار مساعي ضرب الاستقرار والقضاء على الجيش
أبعاد اللقاء المشبوه بين أردوغان والسراج في قصر دولمة

أخذت الأزمة الليبية منحًى تصاعديًا، بعد إقحام أردوغان أنفه فيما يجري هناك، ودعمه غير المحدود لفائز السراج  رئيس حكومة «الوفاق»، وإمداده للميليشيات المسلحة بالسلاح والمال، في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وفي إطار مساعيه لاستمرار حالة عدم الاستقرار في ليبيا، التقى أردوغان، أول أمس الجمعة، رئيس حكومة «الوفاق» فائز السراج، بقصر دولمة باهتشة بمدينة إسطنبول، لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا، وآفاق التعاون بين البلدين، بحسب بيان الرئاسة التركية.

وقد أثار هذا اللقاء العديد من التخوفات والتساؤلات حول هدف أردوغان من هذا الاجتماع، ونوع التعاون، وإمكانية عقد اتفاقية دفاع مشترك مع السراج؛ لضرب قوات الجيش الوطني الليبي، وإعاقتها عن تحرير العاصمة طرابلس من الإرهاب. وتحوم الشبهات حول أهداف هذا اللقاء، خاصة أنه جاء مفاجئًا، وفي اليوم التالي مباشرة من نجاح الجيش الليبي في  تدمير غرفة التحكم بالطائرات التركية المسيرة داخل قاعدة معيتيقة الجوية بالعاصمة طرابلس.

وبينما يرى عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس، أنَّ حكومة «الوفاق» من حقها طلب الدعم العسكري من تركيا وفقًا للقرار رقم 2441 لمجلس الأمن في عام 2018، يؤكّد الكاتب الصحفي الليبي عبد الباسط بن هامل، أنَّ اتفاق «الصخيرات» منتهٍ تمامًا، باعتبار أنَّه لم يحصل على توافق كل الليبيين، خاصة أن السراج لم يلتزم بأي اتفاقيات أو مبادرات ليبية.

ونفى مدير إدارة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الليبية، وآمر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، العميد خالد المحجوب أحقية حكومة السراج في الدعم العسكري أو حصولها على شرعية في ليبيا، مؤكدًا أنَّ أي تدخل خارجي سيقابل بانتفاضة شعبية عارمة في عموم ليبيا، وأنَّ أي محاولات تنسيق بين السراج مع أي جهة لن يحول دون تنفيذ المهمة الوطنية، وهي تحرير طرابلس، وتطهيرها من الإرهاب.

وتعد طرابلس العاصمة، هي الهدف الرئيسي للجيش الليبي؛ حيث تتضمن العديد من الفصائل المسلحة، والتنظيمات الإرهابية، والسيطرة عليها سيفتح الباب أمام إجراء انتخابات رئاسية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وفقًا لِمَا أكَّده المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، إلا أنَّ السراج يقف أمام هذه المحاولات، بدعم عسكري تركي غير مسبوق، حيث أعلن أردوغان، رسميًا عن دعم قوات السراج عسكريًا للوقوف أمام قوات الجيش الليبي، وجدَّد دعمه خلال لقاء أمس بإسطنبول.

يأتِي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في ليبيا، أحمد العليقي، ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات العاصمة طرابلس إلى حوالي 1000 قتيل وأكثر من 5000 جريح، خاصة بعد ما أدَّى الهجوم على مركز المهاجرين في تاجوراء إلى مقتل 53 وإصابة 130.

وردًا على ما وصفه اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات الجيش، بـ«الغزو التركي» للأراضي الليبية، شنَّ الجيش حملات مكثفة على المواقع التركية في ليبيا، واحتجز ستة بحارة أتراك الأسبوع الماضي، واستهدف طائرة مسيرة تركية في طرابلس، كانت تستعد لتنفيذ غارات على مواقع الجيش الليبي، فضلًا عن تدمير غرفة التحكم بالطائرات التركية المسيرة داخل قاعدة معيتيقة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa