الطب النفسي المتهم بالجنون

الطب النفسي المتهم بالجنون

سأتحدَّث عن ظاهرة اجتماعية غير صحية وخطيرة جدًا من واقع تجربةٍ مريرةٍ واقعية ومنتشرة في المجتمع على نطاق واسع.. هذه الظاهرة تتمثَّل في الصدّ عن الاعتراف والإقرار بعلم طبي راسخ لا يقل أهمية عن العلوم الأخرى، بل ويكاد يكون أهمها؛ وهو الطب النفسي.

ينتشر بين الناس عامة صورة نمطية مغلوطة تتمثَّل في أمرين رئيسيين؛ الأمر الأول هو أنَّ الشخص الذي يتعالج علاجًا نفسيًا هو بالضرورة مختلٌّ عقليًا. والأمر المغلوط الآخر يتمثَّل في أنَّ الدواء النفسي يسبب الإدمان الدائم عليه. هذه النظرة المجتمعية الخاطئة تمامًا كانت سببًا في حرمان الكثيرين من المصابين باعتلالات نفسية أو عقلية من العلاج الصحيح الذي يجب اللجوء له حالًا منذ اللحظة التي تبدأ فيها بوادر الاضطراب النفسي أو العقلي. إلا أن الكثيرين من أفراد المجتمع وأولياء الأمور آثروا الميل نحو توجيه أصابع الاتهام للحسد والسحر والعين أو حتى البعد عن الله والقيام بالعبادات على أكمل وجه، على الإقرار بضرورة التدخل الطبي النفسي الصحيح. وهم بذلك يزيدون الطين بلة عن جهالة، ويهاجمون أي محاولة متواضعة للتوعية بالطب النفسي والعلاج السلوكي والمعرفي. 

والنتيجة أن الكثيرين يعانون بصمت، وقد يلوم المرء نفسه على شعوره غير الطبيعي بسبب ما يُلقى على كاهله من لوم على شعوره ومرضه. 

إن الحاجة للتوعية الواضحة والصريحة و«الجريئة» في المدارس والجامعات والمراكز الحكومية والمجتمعية عن العلاج النفسي هي ضرورة ملحة يجب عدم إهمالها. فكم من شخص يعاني الآن ولا يجد من يأخذ بيده ويعالج نفسه المضطربة بشكل علمي صحيح.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa