الوسادات والأَسِرّة تراقبك خلال فترة النوم

تبدأ بجمع بياناتك ثم تشاركها..
الوسادات والأَسِرّة تراقبك خلال فترة النوم

توفر شركات حول العالم، الآن، مجموعة متنوعة من الأسرة الذكية، ووسادات المراتب وتطبيقات النوم، وهي تلك المنتجات التي تراقبك للتعرف على عادات وطقوس نومك؛ حيث تستطيع تتبع معدل ضربات القلب والتنفس والحركة، وتجمع أكثر من 8 مليارات نقطة بيانات بيومترية كل ليلة، ترسل عبر تطبيق الإنترنت إلى خوادم الشركات المصنعة، ما يجعلها قادرة على الاستمرار في تغذية خوارزميات تنمي ذكاء تلك البرامج، بتحليل كل تلك البيانات كما يساعد أيضًا جهودهم لصنع منتج أفضل.

إلا أن أنصار خصوصية المستهلك يثيرون بشكل متزايد المخاوف بشأن مصير تلك المعلومات الصحة الشخصية، والتي من المحتمل أن تكون ذات قيمة للشركات التي تجمعها وتبيعها، والتي يتم جمعها من خلال عدد متزايد من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، وحسب هولاء فإننا لا نعرف ماذا يحدث لكل هذه البيانات.

وحيث إن البيانات الصحفية والإعلانات غالبًا ما تساوي النوم الجيد بحياة أفضل، فقد نَمَتْ مبيعات بعض هذه الأسِرَّة في إحدى الشركات الشهيرة علي سبيل المثال بنسبة 6 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 1.5 مليار دولار في عام 2018، فيما ينص إشعار خصوصية الشركة على أن المعلومات الشخصية يمكن مشاركتها مع شركات التسويق أو شركاء الأعمال، ومن أجل البحث أو التحليل أو إدارة المسوحات، واستغلالها لأي غرض، وهي تجمع معلومات شخصية تتضمن أسماء عمر المستهلك ووزنه وطوله ونوعه، وإذا قام المستهلك بإنشاء ملف تعريف مستخدم، فسيتم توسيع هذه المعلومات الشخصية لتشمل تفاصيل عن الحركة، الوضع، التنفس ومعدل ضربات القلب، وقد يتم تخزين البيانات الشخصية إلى أجل غير مسمى، حتى بعد إلغاء تنشيط حسابات المستخدمين.

وعمومًا تعرف هذه الأسرة كثيرًا بفضل مجموعة من المستشعرات، يستخدم البعض على سبيل المثال الميكروفونات لتتبع الشخير، كما تجمع البيانات من خلال تغييرات ضغط هواء المراتب، فيما تحتوي على مجسات يمكنها تضخيم الفراش أو تنقيته أو ضبطه بطريقة أخرى من أجل الراحة، ويمكن لبعض أجهزة تتبع النوم أو التطبيقات الاتصال بأجهزة ذكية أخرى في منزلك، مثل منظم الحرارة أو صانع القهوة، وعند الاستيقاظ يمكن أن تبدأ هذه الأجهزة في العمل.

وحسب المنتجون فإن كل مستهلك يحدد أهدافه للنوم بإنشاء ما يسمى معدل حاصل الذكاء أثناء النوم، وإذا كان المستهلكون لا يرغبون في تتبع ما يجري في السرير، فيمكنهم التراجع عن إعداد وضع الخصوصية، والذي يوقف الإرسال، ولكنه يحد أيضًا مما يمكن للمستهلك أن يتعلمه عن أنماط نومه، ويفترض أن ذلك أحد الأسباب وراء قيامه بشراء هذا السرير من الأساس.

ومن الواضح في سياسات الخصوصية لهذه الأسرة والتطبيقات مفيدة بطرق أخرى أيضًا، فعلى سبيل المثال تقول شركة فرنسية تصنع المتتبعات في هذه المراتب، إنها تشارك بيانات مجهولة المصدر ومجمعة مع شركاء مثل المستشفيات أو الباحثين أو الشركات، لكن خبراء الخصوصية أظهروا أنه ليس من الصعب للغاية استخدام هذه المعلومات أو دمجها من أجل إعادة تحديد الأشخاص، ولكن إحدى النتائج غير المتوقعة التي ظهرت أخيرًا، هي أن الأشخاص الذين يصبحون متناغمين للغاية مع بياناتهم من تلك الأسرَّة والأجهزة، قد يشعرون بالقلق وعدم القدرة على النوم أو ما يعرف (أورثوسومنيا).

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa