80 ألف كردي بإيران يقتلهم الفقر والقتل

يعملون بمهنة العتالة
80 ألف كردي بإيران يقتلهم الفقر والقتل

تعيش المناطق الكردية في إيران تحت وطأة الفقر المدقع، حيث يعمل حوالي 80 ألف كردي بمهنة العتالة، فيقومون بنقل البضائع على ظهورهم من بين الجبال الوعرة عبر الحدود الإيرانية-العراقية.

وخلال تلك الرحلة الشاقة التي يحاولون خلالها الابتعاد عن نقاط السيطرة الحدودية والدوريات، يتعرض كثير منهم للموت برصاص الأمن أو وحدات الحرس الثوري المنتشرة في تلك المناطق، وفق فضائية «العربية».

وتمتنع السلطات عن إصدار تصاريح عمل لأولئك العتالين؛ لكي تنتهي معاناتهم وقتلهم على يد قوات الأمن والشرطة، وفق ما ذكرت وكالة «إيلنا» الحكومية الإيرانية.

ونقلت الوكالة عن شاب كردي يدعى رضا، المتخرج من الجامعة لكنه يعمل كعتال، قوله «نعبر الحدود أربع أو خمس مرات في الأسبوع، لكن في أحسن الأحوال نحصل على مرة أو مرتين من يدفع لنا أجرًا مقابل نقل البضاعة».

وأضاف أن ذلك يعتمد على أنه يجب أن تكون هناك بضاعة أولًا ثم يثق بك صاحبها والأهم من كل ذلك ألا تقع في كمين.

وتابع: إذا وقعت في كمين فإن البضاعة تتم مصادرتها، كما أنك لن تحصل على أجرتك ولن يثق بك أحد بعد الآن ليعطيك بضاعة.

80 ألف عتال بأجر زهيد

وبحسب التقرير، هذه القصة القصيرة تعكس مهنة العتالين الصعبة، وهي قصة عمرها عقود حيث يعمل 80 ألف كردي كعتالين بسبب انتشار البطالة.

ولا تعتبر العتالة مهنة معترف بها حيث يتم اعتقال آلاف منهم شهريًّا على يد السلطات الإيرانية بتهمة التهريب.

وغالبًا ما يحمل هؤلاء العمال على ظهورهم بضائع تزن من 20 وحتى 40 كيلوجرامًا ويسيرون بها عبر الجبال الوعرة لمسافة أكثر من 10 كيلومترات على الأقل، مقابل أجرة بسيطة تصل إلى 6 آلاف تومان للكيلو، أي حوالي نصف دولار أمريكي.

وكجزء من الحل لهذه المعضلة منحت السلطات تراخيص لبعض سكان القرى الحدودية بنقل البضائع ولكن فقط تلك المرخصة من الجمارك ومقابل مبالغ زهيدة.

ووفقًا للتقرير، حتى هذا النوع من العمل محدود جدًّا ويعطى لعدد قليل من الشبان ولذا يلجأ بعضهم لنقل البضائع عن طريق الجبال ما يعرضهم إلى المرض والموت أحيانًا كثيرة بسبب الثلوج الكثيفة أو تلقيهم رصاصات من دوريات الأمن أو الحرس الثوري.

وكان رضا البالغ من العمر 36 عامًا وهو من مدينة مريوان الكردية، وحاصل على بكالوريوس في علم النفس من جامعة أصفهان، يعمل في مجال البناء، لكن بسبب عدم وجود أعمال بناء لجأ للعتالة ويقول إنه مضطر لذلك ليعيل زوجته وأطفاله.

ويوضح رضا أن مدينة مريوان لا توجد بها حتى معمل واحد لكي يعمل بها 10 أو 20 شخصًا، والزراعة غير منتجة ولا تجلب الكثير من المال، ولذا فالشباب هنا يعانون من البطالة وبالنهاية يلجؤون للعتالة.

وتشير بيانات مركز الإحصاء الإيراني إلى أن معدل البطالة في المناطق الكردية أعلى من متوسط البطالة في البلاد حيث يوجد في كرمنشاه أعلى معدل بطالة في البلاد، ومعدل البطالة في كردستان وأذربيجان الغربية أعلى من متوسط معدل البطالة في البلاد بكثير.

وكان جلال محمود زادة، النائب عن مدينة مهاباد الكردية في البرلمان الإيراني قد قال في تصريحات إنه كانت خطة لتأسيس شركة لتنظيم استيراد البضائع بشكل قانوني وتسجيل العتالين في التأمينات لكن هذا المشروع شمل 15 ألف شخص منهم فقط وتم نسيان من تبقى منهم.

ويشتكي الأكراد الإيرانيون من التهميش والقمع، ويقولون إن نظام ولاية الفقيه بدأ القمع ضدهم بعد الثورة مباشرة بهجوم عسكري عام 1979، ثم استمر باعتقال النشطاء أو إعدامهم وقصف مواقع الأحزاب الكردية عبر الجبال في كردستان العراق أو قتل من لم يجدوا سبيلًا للعيش إلا من مهنة العتالة.

واندلعت مظاهرات عدة مرات في مختلف المدن الكردية تندد بموجة قتل العتالين برصاص الحرس الثوري.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa