تطورات درامية في كشمير.. ومحللون دوليون: تحركات مزعجة ومشؤومة

«بلومبرج»: الهند تحتجز القادة السياسيين.. وتحذيرات من الوضع الأمني
تطورات درامية في كشمير.. ومحللون دوليون: تحركات مزعجة ومشؤومة

أعلنت الحكومة الهندية إلغاء الوضع الدستوري الخاص الذي يمنح منطقة كشمير «حكمًا ذاتيًا»، في خطوة أثارت احتجاجات داخل البرلمان، وتُنْذِر في الوقت نفسه بتعميق الوضع الأمني المتدهور في المنطقة المتنازع عليها مع باكستان.

وأفادت وكالة «بلومبرج» الأمريكية أنَّ حكومة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، اجتمعت اليوم الاثنين، وأعلن وزير الشؤون الداخلية، أميت شاه، قرار الحكومة، في خطوةٍ تلغي وضعًا من الحكم الذاتي تمتعت به كشمير منذ عقود.

وبموجب المادة رقم 370 من الدستور، تمتعت منطقتا كشمير وجامو بحكم ذاتي مطلق، كما كانت الهيئة التشريعية بالمنطقتين حرَّة في وضع القوانين الخاصة ما عدا شؤون الدفاع والشؤون المالية والخارجية، فيما مُنع الهنود من شراء أراضٍ في المنطقتين.

وقبيل صدور قرار الحكومة الهندية، تمَّ احتجاز القادة السياسيين (في المنطقة الواقعة تحت إدارة الهند بكشمير) ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، بينهم رئيسا وزراء كشمير السابقان عمر عبد الله ومحبوبة مفتي.

وفيما جرى نشر آلاف القوات الإضافية في إجراءات أمنية استثنائية لم يشهدها الإقليم منذ سنوات، قال «عبدالله»، في تغريدةٍ، أمس الأحد: «تمَّ وضعي تحت الإقامة الجبرية منذ منتصف الليل، والعملية شملت عددًا من القادة البارزين».

وبادرت الهند بإخلاء آلاف السياح والطلاب والحجاج من المنطقة، بحجة وجود «تهديدات إرهابية»، كما قامت بإيقاف خدمات الهاتف والإنترنت خلال الـ48 ساعة الماضية، وأوضح الجيش الهندي، أنَّ «الإجراءات تأتي ردًا على انتهاكات متزايدة في اتفاق الهدنة مع باكستان».

وحذَّر رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، من أنَّ «أفعال الهند المعادية الجديدة قد تتسبَّب في انفجار أزمة إقليمية»، كما حذَّرت وزارة الخارجية الباكستانية من أنَّ أي تغيير على وضع منطقة كشمير سيكون انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال الناطق باسم الوزراء، محمد فيصل: «هذا التصعيد الأخير من جانب الهند هو مصدر قلق كبير لباكستان»، فيما أوضح المحلل في مجموعة «أوراسيا» للاستشارات حول المخاطر، أخيل بيري، أنَّ «اعتقال الهند للزعماء السياسيين بدون تفسير أمر غير مسبوق...».

وأوضح أنَّ «هذا من شأنه تشجيع الإرهابيين المتمركزين في باكستان على البدء في تكثيف الهجمات مرة أخرى، وهذا ينطبق على رواية عمران خان بأنَّ الهند هي المسؤولة عن تصعيد التوترات...».

وقال الباحث في شؤون جنوب آسيا بمركز «وودرو ويلسون» الأمريكي، مايكل كوجلمان: «نشر القوات الجديدة وأوامر الإخلاء المفاجئة والمثيرة والاعتقالات من المنازل التي تعرض لها بعض القادة المحليون قد يتبعها حظر التجول.. إنها لحظة مزعجة ومشؤومة بالنسبة لكشمير».

ورفضت الهند، في وقت سابق، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالوساطة بين الدولة الواقعة في جنوب آسيا وباكستان، التي تعاني من توترات طويلة الأمد تتركز على كشمير، وفي أواخر فبراير، سمحت حكومة مودي بشنّ غارات جوية على باكستان ردًا على هجوم إرهابي في كشمير.

وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، اليوم الاثنين، عن قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع في جامو وكشمير، بما في ذلك التقارير التي تُفِيد بنشر قوات شبه عسكرية إضافية واستخدام القوات الهندية ذخائر عنقودية محظورة ضد المدنيين.

وعبرت منظمة التعاون الإسلامي، عن حزنها لوقوع المزيد عن الإصابات في صفوف المدنيين نتيجة لانتهاك القوات الهندية وقف إطلاق النار عبر خط المراقبة، معربةً عن تضامنها مع شعب جامو وكشمير التي تحتلها الهند.

وجدَّدت المنظمة دعوتها إلى المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤوليته في إيجاد حل سلمي لنزاع جامو وكشمير من خلال الطريقة الديمقراطية المتمثلة في إجراء استفتاء حر ونزيه وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي وتطلعات شعب جامو وكشمير.

وفرضت السلطات في كشمير، اليوم، حظرًا على التجمّعات العامة وأغلقت المدارس في كبرى مدن الإقليم والمناطق المحيطة بها، وذلك في خضمّ تجدّد التوتّر بين نيودلهي وإسلام آباد، وأعلنت أنها فرضت «حظرًا تامًا على التجمّعات والاجتماعات العامة» في سريناجار وضواحيها.

وتصاعد التوتر على جانبي الحدود في كشمير منذ عشرة أيام، في أعقاب نشر الهند لـ10 آلاف جندي على الأقلّ، كما فرضت السلطات الهندية في كشمير تدابير أمنية، ودعت المواطنين إلى تخزين الطعام والوقود.

اقرأ أيضا:

الهند ألغت الحكم الذاتي.. «التعاون الإسلامي» تحذِّر من الوضع في كشمير

باكستان تدين قرار الهند بشأن كشمير.. وخان: قادرون على رد العدوان

رابط الصور:

https://www.bloomberg.com/news/articles/2019-08-05/pakistan-leader-warns-of-crisis-with-india-over-kashmir-tensions

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa