دماء الأرمن «تعكّر» يوم أردوغان وتجبره على فتح «أرشيف الأجداد»

أنقرة تتهرب من جريمتها بمزاعم سياسية
دماء الأرمن «تعكّر» يوم أردوغان وتجبره على فتح «أرشيف الأجداد»

على الرغم من الأزمات المتوالية التي يواجهها على المستويين السياسي و الاقتصادي، حرص النظام التركي على إطلاق حملة تشويه منظمة ضد رواية الأرمن بشأن حرب الإبادة التي شنتها الدولة العثمانية على أجدادهم، وتسببت في قتل وتهجير الملايين منهم.

وشهدت العديد من مدن العالم، اليوم الأربعاء، احتفالات بذكرى الإبادة التي توافق 24 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي شهد صدور أمر عثماني باعتقال و قتل وتهجير المثقفين الأرمن، ضمن حملة ضخمة شنتها القوات التركية  لإخراج هذا الشعب من أراضيه التاريخية.

وأزعجت الاحتفالات الدولية بذكرى الإبادة، الحكومة التركية، فحاول الرئيس رجب طيب أردوغان التصدي لها، وتوجيه الأنظار عنها، بمهاجمة قادة الدول الكبرى، فيما سعت مسؤولة بحزب «العدالة و التنمية»، التشكيك في تفاصيل الجريمة التي توارثتها الأجيال الأرمينية، عبر أكثر من 100 عام.

وتتهم تركيا الدول الغربية بتأجيج العداء بينها وبين أرمينيا، وذلك من خلال إثارة قضية الإبادة، لكنها لا تنكر أن هناك نصف مليون أرميني قُتلوا خلال  تلك الفترة، محاولة رد هذه الجريمة إلى ما تسميه الاضطرابات التي شهدتها المنطقة بسبب أجواء الحرب العالمية الأولى.

واليوم الأربعاء، حاول الرئيس التركي التصدي لحملة التعاطف الدولية مع الأرمن، بإعلانه أن أرشيف بلاده مفتوح حتى النهاية لكل من يريد معرفة الحقيقة بشأن «إبادة الأرمن».

وقال الرئيس التركي الذي بدت عليه علامات التوتر، في كلمة ألقاها خلال ندوة عن الأرشيف وتطويره ورؤيته ومساهماته في الدراسات التاريخية بالعاصمة التركية: «التهجير شيء، والمجازر شيء آخر»، غير أنه لم يتطرق للرواية التاريخية الأرمينية واكتفى بتذكير الدول الكبرى بجرائمها في مناطق مختلفة حول العالم، مطالبًا قادتها بالنظر فيما فعلته حكوماتهم ضد الشعوب الأخرى.

بالمنطق نفسه، قالت نائبة رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، ليلى شاهين أوسطة، إن البلدان الغربية لا يحق لها أن تتقول بتلك المزاعم بحق تركيا، وفق ما أوردت وكالة الأناضول.

وأضافت أوسطة، وهي المسؤولة عن حقوق الإنسان في الحزب الحاكم: «أقولها بوضوح، إنه لا يحق لا لفرنسا ولا لألمانيا ولا للولايات المتحدة، ولا لبلجيكا ولا لهولندا ولا للدنمارك ولا للسويد ولا لإيطاليا ولا لبريطانيا، ترديد المزاعم الأرمنية».

وكانت حكومات تركية متعاقبة قد رفضت بشدة استخدام مصطلح إبادة جماعية في وصف عمليات الطرد الجماعي والقتل لنحو 1.5 مليون من الأرمن على أيدي الإمبراطورية العثمانية.

وتعترف أنقرة رسميًا بأن ما بين 300 ألف و500 ألف من الأرمن لَقَوْا حَتْفهم، لكنها ترد ذلك إلى ما تسميه الاضطرابات الناجمة عن الحرب العالمية الأولى.

وخلال الأيام الماضية، حظيت قضية إبادة الأرمن بمزيد من الدعم الدولي؛ حيث اعترف البرلمان الإيطالي بها، فيما قرر الرئيس الفرنسي تخصيص يوم لإحياء ذكراها السنوية.

وأيد البرلمان الإيطالي قبل أسبوعين، قرارًا يدعو الحكومة إلى «الاعتراف رسميًّا بالإبادة الجماعية للأرمن، وإعطائها اهتمامًا دوليًّا».

وحصل الاقتراح على دعم من مختلف الأحزاب وتم تمريره بعد تأييد 382 نائبًا دون أي معارضة، بينما امتنع 43 نائبًا عن التصويت.

من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، 24 أبريل يومًا لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن في فرنسا، علمًا بأن فرنسا اعترفت رسميًّا بالإبادة الجماعية للأرمن في 2001.

وقال ماكرون في تغريدة بعد اجتماع مع ممثلي الأرمن في باريس: «فرنسا تواجه التاريخ».

وفيما قام رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، بإحياء مراسم إحياء الذكرى في باريس بإلقاء كلمة ووضع الزهور على ضريح الإبادة الأرمينية الذي أقيم على الضفة الشرقية من نهر السين في 2003،  رد أردوغان على الرئيس الفرنسي بعنف، ووصفه بـ«الساذج سياسيًّا»، الأمر الذي ينذر بتفاقم الخلاف بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa