لماذا رفعت بنوك الاستثمار توقعاتها لأسعار النفط؟

خام برنت مُرشح لتجاوز الـ 70 دولارًا للبرميل..
لماذا رفعت بنوك الاستثمار توقعاتها لأسعار النفط؟

تتجه أسعار النفط الخام إلى أفضل ربع لها منذ منتصف عام 2016، مع زيادة 25% حتى الآن؛ مما أجبر مجموعة من المحللين وبنوك الاستثمار على تعديل توقعاتهم للعام الجاري.

وتستمر العقوبات الأمريكية ضد منتجي النفط إيران وفنزويلا، في تعزيز الأسعار، رغم التكهنات بأن زيادة الإنتاج الأمريكي قد تؤدي لمزيد من انخفاض الأسعار.

وارتفع سعر خام غرب تكساس الأمريكي إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر، معوضًا معظم خسائره التي حققها خلال الربع الأخير من العام 2018.

وفي الوقت نفسه، بدأ الخام الأمريكي في تضييق فجوة الأسعار مع خام برنت العالمي، متأثرًا بتباطؤ نمو الإنتاج في الولايات المتحدة وهبوط غير متوقع في المخزونات الأمريكية بمقدار 3.86 ملايين برميل.

انتعاش غير متوقع للطلب

وقال بنك جولدمان ساكس في مذكرة صدرت، أمس الثلاثاء، إن نمو الطلب المرن، وانقطاع الإمداد قد يدفعان الأسعار لأعلى من 70 دولارًا للبرميل في المستقبل القريب، مُشيرًا إلى أن الأسعار الراهنة فاقت التوقعات، وأن نمو الطلب فاق توقعات الجميع مع استمرار الدعم الفني طويل الأجل.

وأشار البنك، الذي يتخذ من الولايات المتحدة، إلى أن الانقطاعات في فنزويلا قد يُقابلها انتعاش الإمدادات من ليبيا، لكن المفاجأة كانت انتعاش الطلب.

وبنهاية عام 2018 وبداية هذا العام، بلغت أسعار النفط أدنى مستوياتها وهيمنت المخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي العالمي على الأسواق العالمية، لكن في الوقت الحالي على الأقل، كان الطلب قويًّا، وفي يناير الماضي، ارتفع الطلب بمقدار 1.55 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي.

يقول جولدمان ساكس، إن الطلب على النفط يرتفع بوتيرة أسرع من المتوقع، مما يضع خام برنت، المعيار الدولي لأسعار النفط، في طريقه إلى ما يتجاوز 70 دولارًا للبرميل.

ويتوقع البنك نمو الطلب على النفط لعام 2019 بنحو 2 مليون برميل يوميًّا تقريبًا، على عكس التوقعات السابقة البالغة 1.1 مليون برميل في اليوم.

وقال البنك إن زيادة الطلب جاءت مدفوعة إلى حد كبير بالاستهلاك في الأسواق الناشئة وقليل من النمو في الاستهلاك في الأسواق المتقدمة.

وأشار جولدمان، إلى أن الطلب على البنزين على وجه الخصوص يثير الدهشة في الاتجاه الصعودي، ويساعده انخفاض الأسعار؛ مما يؤكد أن الضعف في الاسواق في نهاية العام الماضي كان مدفوعًا بالعرض.

يُذكر أن «بنك جولدمان» توقع سابقًا وصول برنت إلى ذروته عند 67.50 دولارًا أمريكيًا في الربع الثاني من العام الجاري، ولكنه وصل إلى أعلى مستوى في 2019 متجاوزاً الـ 68 دولارًا للبرميل، خلال تداولات أمس الثلاثاء.

تقييد إيجابي للمعروض

ويقول بنك جيه بي مورجان: «نظرًا لتركيز الأصول المحفوفة بالمخاطر على المخاوف الكلية، فقد تجاهلت أسواق النفط إلى حد كبير الزيادة في المعروض، مما ساعد أسواق النفط العالمية على إعادة التوازن منذ نهاية عام 2018».

وأضاف مورجان، أنه مع احتمال ظهور قرار محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، يجب أن تخرج أسعار النفط من نطاق التداول الضيق، ويجب دعمها على المدى القريب جدًا نظرًا لتشديد جانب العرض الذي تحركه العوامل السياسية في كثير من البلدان الرئيسية المُنتجة للنفط.

وأشار، إلى أن العجز في العرض يمكن أن يصبح ذا أهمية كبيرة؛ حيث يبلغ إجمالي نمو الطلب على المنتجات النفطية 1.03 مليون برميل يوميًّا مقابل نمو المعروض بنحو 0.3 مليون برميل يوميًّا فقط.

وتابع البنك: «مع بدء تخفيضات (أوبك+) بسبب القيود الكندية، وتباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي المؤقت، والصيانة في بعض حقول النفط العالمية الرئيسية، نتوقع أن يكون هناك ارتفاع واسع النطاق بأسعار النفط خلال الربع الثاني من العام الجاري».

مزيد من التزام أوبك

ويرى كل من جولدمان ساكس وجيه بي مورجان، أن العجز في العرض يُمكن أن يتلاشى في النصف الثاني من العام الجاري ما لم تواصل مجموعة «أوبك+» الامتثال بقرارها بخفض الإنتاج، وأيضًا قد ينتعش النفط الصخري في الولايات المتحدة من الهدوء الحالي، وهو ما يؤدي في النهاية إلى عودة مُجددة لتراجع أسعار النفط.

وهنا يرى جي بي مورجان أن تخفيضات «أوبك+» ستحتاج لتمديد ليس فقط حتى نهاية عام 2019 ولكن أيضًا في عام 2020 إذا أرادوا تجنب انهيار آخر لأسعار النفط.

وقال ألفونسو إسبارزا كبير محللي السوق لدى OANDA للسمسرة الآجلة: «إن صفقة (أوبك+) جلبت الاستقرار لأسعار النفط الخام، وكذلك تُدعم تكهنات تمديد التخفيضات من الأسعار المُستقبلية للخام».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa