بدفاع جديد عن الإجرام الإيراني.. «الجزيرة» تواصل السقوط

حادث خليج عمان فضح علاقتها المشبوهة مع الإرهابيين
بدفاع جديد عن الإجرام الإيراني.. «الجزيرة» تواصل السقوط

انبرت قناة الجزيرة في الدفاع عن إيران بكل ما أوتيت من قوة، وظهر ذلك بوضوح من خلال التغطية الخاصة لحادث استهداف ناقلتي النفط في بحر عمان.

وفي إطار مساعيها للدفاع عن نظام طهران، خصصت «الجزيرة» ما أسمته بـ«تغطية مفتوحة»، واستضافت على معظم برامجها مجموعة  ممن أسمتهم بالخبراء، وهم بعيدون كل البعد عن الحيادية. وعلى سبيل  المثال لا الحصر، ظهر انحياز «الجزيرة» للنظام الإيراني جليًّا في برنامج «البورصة» الذي يقدِّمه المصري سالم المحروقي.

وعلى مدار الفترة المخصصة لفقرة «البورصة» لم يقترب المذيع من الشؤون الاقتصادية إلا باستعراض تأثير حادث بحر عمان على سوق النقط والبورصات الخليجية والعربية، ثم أجرى اتصالًا عبر «سكايب»، ليعلق من داخل طهران، الدكتور محمد صالح مدير «المركز العربي  للدراسات الإيرانية»، على ردّ الفعل الإيراني حيال حادث استهداف ناقلتي النفط.

وباستضافة هذا الشخص، يتأكد للجميع أن «الجزيرة» أخذت اتجاهًا واحدًا بمجرد الإعلان عن وقوع حادث  الاستهداف، ويتأكد أيضًا أنها سخَرت كل إمكانياتها لعرض وجهة النظر الإيرانية، حتى قبل أن توجه الاتهامات إلى أية جهة.

وبالنظر إلى طبيعة الأسئلة الموجهة لضيوف «الجزيرة»، يتأكد أنَّ ذراع تنظيم الحمدين الإعلامية أعدّ العدة مبكرًا، وحدَّد وجهته مسبقًا، بالدفاع عن نظام طهران تحت أي ظرف. 

وبالرجوع إلى برنامج «البورصة»، سنجد أنَّ المذيع بدأ بسؤال ضيفه عن ردود الفعل الإيرانية حيال الحادث، وجاءت الإجابة وفق السياق المحدد سلفًا من جانب إدارة القناة، حيث راح الضيف يدافع باستماتة عن النظام الإيراني، قائلًا: «لأول مرة يصدر تعليق من المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، والذي أعرب عن أسفه لوقوع هذا الحادث، خاصة أنَّه وقع خلال لقاء رئيس وزراء اليابان مع المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي». مشيرًا إلى أنَّ ربيعي «ربط بين جنسية الناقلتين، ولقاء رئيس الوزراء الياباني.

وأضاف الضيف الذي يتحدث من طهران: «إيران وصفت هذا الحادث بالمشكوك وقالت: إنَّ من يقف وراءه لا يريد الهدوء والاستقرار للمنطقة، وإنما يهدف إلى تصعيد التوتر في منطقة الخليج التي تعتبر شريان  النفط الأساسي، للدول المستهلكة».

وفي سياق الدفاع عن طهران، سأل مذيع «الجزيرة» ضيفه قائلًا: ما دلالة التشكيك الإيراني في الجهة التي تقف وراء الحادث، فردَّ الضيف قائلًا: بالتأكيد من يقف وراء الحداث لا يريد لجهود الوساطة الدولية والإقليمية أن تنجح، ولا يريد أن يسود الأمن والاستقرار للمنطقة، وبالتالي أعتقد أن هناك أيادي تلعب من أجل اتهام إيران، والبعض يريد توجيهها إلى طهران.

وأضاف: «أنا لا أعتقد أن إيران بهذا الغباء، وأن تقوم في مثل هذه الظروف بتنفيذ حادثتين أمام ميناء الفجيرة الإماراتي، وهذا هو الحادث  الثاني.. وهذا يؤكد أن هناك الكثير من الشكوك.. الولايات المتحدة تريد ذريعة من أجل الهجوم على إيران».

«الجزيرة» لم تقف في خندق النظام الإيراني فقط، ولكنها دافعت أيضًا عن «الحرس الثوري»، وهذا ما ظهر في رد الضيف الذي يتحدث من طهران، على سؤال للمذيع، حيث قال:  عندما ننظر بزاوية معينة.. كل التطورات الحادثة في المنطقة، والتصعيد ضد إيران، ووضع الحرس الثوري على القائمة السوداء، وقبل ذلك كان الانسحاب من الاتفاق النووي، والآن تفجيرات في مضيق هرمز، واستهداف الناقلات النفطية.. هناك تعقيد وخلط في الأوراق، وبالتالي يجب أن تكون دول المنطقة حذرة من أي تصعيد ربما يحدث، واتهام يوجه (إلى إيران).. يجب تحديد البوصلة بشكل جيد، واتخاذ موقف يمكن أن يؤدي إلى خفض حدة التوتر، وبالنسبة إلى إيران فقد أعلنت أنها على استعداد للحوار والتعاون مع  كل دول المنطقة، وأعتقد أن الخيار أمام كل دول المنطقة هو أن تجتمع وتتحاور من أجل استيعاب ما يمكن استيعابه؛ لأنَّ هناك الكثير يتربصون بهذه المنطقة وليس بإيران فقط.. وعلى دول المنطقة أن تدرس وتحدِّد من يقف وراء كل ما يجري، ووقتها سنصاب بحالة أكبر من الذهول».

وبطرح عدة أسئلة، يتبيَّن، أن التغطية الإعلامية لها ضلت طريقها من جديد، فهل من المهنية والحرفية، أن تتم استضافة شخص من طهران ليتحدث عن اتهام إيران في الحوادث التي وقعت في المنطقة مؤخرًا؟ وهل يستطيع شخص يقيم في طهران بمهاجمة النظام الإيراني وكشف دوره في الحوادث التي وقعت مؤخرًا؟ هل من المنطقي تخصيص كل البرامج للدفاع عن إيران؟.. وما هي المصالح المشتركة بين القناة و«الحرس الثوري»؟

وفي  تأكيد آخر على وجود علاقة مشبوهة بين القائمين على «الجزيرة» والنظام الإيراني، قامت باستضافة استاذ النزاعات الدولية إبراهيم فريحات، للتعليق على حادث استهداف الناقلتين، والذي سخر كل تعليقه لإبعاد الشبهة عن النظام الإيراني، قائلًا: «قد تكون إسرائيل وراء الهجوم لإرسال رسالة لليابان بأن الوساطة بين طهران وواشنطن ليست الخيار بهذا الوقت»، وإذا ما نظرنا لهذا التفسير سنجد أن يتماهى مع رأي مدير «المركز العربي  للدراسات الإيرانية»، الدكتور محمد صالح، الذي تمَّت استضافته في برنامج «البورصة». خاصة ما يتعلق بالربط بين الوساطة اليابانية ووقوع الحادث. 

في السياق ذاته، استضافت «الجزيرة مباشر» المحلل السياسي عمر عياصرة، الذي خَلُص  تعليقه إلى أن «إيران هي  المتضرر من هذه الحادثة.. وهناك من يريد دفاع الصراع إلى حافة الهوية». كما استضافت القناة اللواء مأمون نوار، الذي سار أيضًا في درب الدفاع عن النظام الإيراني، قائلًا: ما يحدث بداية حرب ناقلات نفط في الخليج، ووراء هذا الهجوم قيادة تخطط» مستبعدًا أن تكون إيران وراء الحوادث  الاخيرة. 

وقد واصلت «الجزيرة» حملتها لتبييض وجه النظام الإيراني، وأذاعت تقريرًا نُسِب إلى نائب وزير الخارجية الروسي القول «موسكو تدعو إلى عدم تحميل إيران مسؤولية حادث ناقلات النفط في بحر عمان».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa