نتنياهو يعترف: نشن هجمات «يومية» على أهداف إيرانية في سوريا

قبيل توجُّهه لحضور مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط
نتنياهو يعترف: نشن هجمات «يومية» على أهداف إيرانية في سوريا

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن أن جيش الاحتلال يشن هجمات على سوريا بـ«شكل يومي»، مشيرًا إلى أن «الضربات تستهدف تقويض الوجود الإيراني هناك».

وقال نتنياهو، في تصريحات للصحفيين، قبل التوجُّه إلى بولندا لحضور مؤتمر بشأن الشرق الأوسط: «نقوم بعمليات كل يوم ضد إيران بما في ذلك أمس الأول الإثنين، في كل وقت ضد إيران وضد محاولتها ترسيخ وجودها في المنطقة».

وكانت وسائل إعلام سورية رسمية قد نقلت عن مصادر عسكرية أنّ الجيش الإسرائيلي شنّ عدة غارات في الداخل السوري أمس الأول الإثنين، وقالت: «قام العدو الإسرائيلي باستهداف تل الضهور في جباتا الخشب وتل الدرعيا وتلة خالد بعدة قذائف، كما قامت طائرة مسيرة إسرائيلية بإطلاق أربعة صواريخ باتجاه (مستشفى) القنيطرة وإحدى النقاط التابعة لقوات حفظ النظام واقتصرت الأضرار على الماديات».

وبحسب مصادر أخرى، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي تسعة صواريخ باتجاه مزارع وأحراش المنطقة منزوعة السلاح «فض الاشتباك»، التي تشرف عليها قوات «أوندوف» (قوة دولية لمراقبة الهدنة العسكرية لسوريا وإسرائيل).

وكان الجيش السوري قد استعاد - في صيف 2018 - السيطرة على كامل محافظة القنيطرة الجنوبية، والتي كانت فصائل معارضة سيطرت على الجزء الأكبر منها في العام 2013، وتضم المحافظة هضبة الجولان، التي تحتل إسرائيل القسم الأكبر منها.

في تفاصيل أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ القوات الإسرائيلية استهدفت بعدة صواريخ مناطق توجد بها ميليشيات تابعة لإيران وحزب الله في منطقتي جباتا الخشب والقنيطرة المهدمة؛ حيث استهدفت بثلاثة صواريخ مستشفى مدمر في القنيطرة المهدمة، وبصواريخ أخرى أطراف جباتا الخشب، ووثّق المرصد إصابة أربعة عناصر من الميليشيات جرّاء الضربات.

وكثيرًا ما ندّدت وزارة الخارجية السورية بالهجمات الإسرائيلية على أراضيها، لكنّها لم تُعقب إلى الآن عن هجمات أمس الأول، إلا أنّ روسيا (الحليف الأقوى للرئيس بشار الأسد) وصفتها بـ«غير القانونية».

وصرّح نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف - يوم الإثنين: «الغارات الإسرائيلية التي تستهدف أراضي في سوريا غير قانونية وغير مبررة، على الرغم من أن أمن إسرائيل يحظى بأولوية وأهمية قصوى بالنسبة لموسكو».

وأضاف في تصريحات للصحفيين: «لا أتحدث عن الضربات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي السورية، بما في ذلك على الأهداف التي ترتبط بإيران بشكل أو بآخر، ولا عن أن هذه الضربات يمكن أن تكون قانونية ومبررة.. نحن ندينها، وهي غير قانونية، لكن هذا لا يعني أننا يجب ألا نهتم في أمنها».

واعتادت إسرائيل شن هجمات على الداخل السوري، وتقول: «إنّها تستهدف ميليشيات تابعة لإيران وحزب الله ضمن محاولاتها لتقويض وجودهما في المنطقة»، لكنّ اللافت أنها باتت تعلن ذلك على الملأ، بعدما دأبت على شن هجماتها دون أن تعلنها.

وفي 13 يناير الماضي، أقرّ نتنياهو بشن تل أبيب مئات الغارات على سوريا، وذلك بعد ساعات من استهداف مستودعات في مطار دمشق الدولي.

وصرح نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته - في ذلك اليوم: «الجيش الإسرائيلي قصف مئات المواقع التابعة لإيران وحزب الله.. وقد استهدف سلاح الجو مستودعات إيرانية تحتوي على أسلحة في مطار دمشق الدولي.. عدد الهجمات الأخيرة يدل على أنّ إسرائيل مصممة أكثر من أي وقت مضى على التصرف ضد إيران في سوريا».

لكن في إحصائية أخرى، تحدّث رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي (قبل ساعات من تقاعده في منتصف يناير الماضي) الجنرال جادي إيزنكوت لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن أنّ تل أبيب ضربت «آلاف» الأهداف الإيرانية في سوريا دون أن تعلن ذلك.

وتُفسّر الحكومة السورية الهجمات الإسرائيلية والإعلان عنها بأنّها محاولة من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل لإطالة أمد الصراع من خلال هجماتهما، لكنهما لن يكون بوسعهما تحقيق أهدافهما، كما كان سابقًا، حسبما صرح مساعد وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، في يناير الماضي.

وقال سوسان، في مؤتمر صحفي: «لا يمكن للولايات المتحدة أو إسرائيل تبرير هذا العدوان بأي حجج أو ذرائع.. هذا عدوان بالمعنى الكامل للكلمة.. لن يتمكنوا من تحقيق عبر هذه الهجمات ما لم يتمكنوا من تحقيقه مسبقًا في سوريا.. ومن خلال الهجمات التي ينفذاها ضد سوريا، لا يريدان سوى تصعيد الصراع وإطالته وتعقيد الوضع في سوريا».

وتستضيف العاصمة البولندية وارسو - اليوم الأربعاء - اجتماعًا يستمر حتى غدٍ الخميس، دعت إليه الولايات المتحدة ويناقش «السلام في الشرق الأوسط»، وقد صرح نتنياهو، قبل مغادرته للمشاركة في الاجتماع، بأنّ الملف الإيراني سيكون على رأس جدول الأعمال، وسيتم التركيز على «كيفية الاستمرار في الجهود؛ لإحباط محاولاتها للتموضع عسكريًّا في سوريا»، و«الحيلولة دون استمرار عدوانها في المنطقة، ومنعها من الحصول على أسلحة نووية».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa