نسبة الـ12% توسع احتجاجات العاطلين الإيرانيين ضد الملالي

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية..
نسبة الـ12% توسع احتجاجات العاطلين الإيرانيين ضد الملالي

شهد عام 2018 انتشار الاحتجاجات كالنار في الهشيم داخل إيران، بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة التي تجاوزت الـ12 %، ومثل الشباب العمود الفقري للاحتجاجات، وفق التقارير الرسمية.

وتوقع مسؤولون إيرانيون احتمالية وقوع اضطرابات مجددًا، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية بفعل انهيار الريال الإيراني المتأثر بالعقوبات الأمريكية، التي تعمل على تجفيف موارد النظام من النفط والتعدين والعملات الأجنبية عبر عزله عن النظام المصرفي العالمي.

وتسبب ذلك في فشل نظام الملالي في السيطرة على معدل البطالة، الذي وصل بالفعل إلى 12.1 بالمئة، مع عجز 3 ملايين إيراني عن إيجاد عمل، وفق "سكاي نيوز".

وحذر تقرير برلماني في سبتمبر، من أن تجاوز معدل البطالة هذا الرقم سيهدد استقرار البلاد، قائلًا: "إذا كنا نعتقد أن الوضع الاقتصادي في البلاد هو المحرك الرئيس للاحتجاجات الأخيرة، وأن معدل التضخم عند 10 % وللبطالة عند 12% أطلقوا الاحتجاجات، لا نستطيع تخيل مدى شدة ردود الأفعال الناجمة عن ارتفاع حاد في معدلي التضخم والبطالة.

وأضاف التقرير أنه إذا ظل النمو الاقتصادي في إيران دون 5 بالمئة في السنوات المقبلة، فإن معدل البطالة ربما يصل إلى 26 بالمئة.

وكان وزير العمل الإيراني السابق علي ربيعي، قد أقر في أغسطس السابق أمام البرلمان بأن البلاد تتجه لخسارة مليون وظيفة بنهاية 2018.

بركان مخيف

وبعدما رفع الشباب في مشهد وطهران والأحواز وشيراز وغيرها من المدن الإيرانية، لافتات تطالب للمرة الأولى بإسقاط المرشد علي خامنئي ونظامه بالكامل، اعتبر قادة النظام أن البطالة هي البركان المخيف الذي يهدد وجودهم.

وقد عبر نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، عن رعبه من هذه الحقيقة عندما قال لوسائل إعلام حكومية، إنه "يجب أن يحتل خلق الوظائف أولوية قصوى".

ولا تعد البطالة أزمة جديدة على إيران، فالسياسات الاقتصادية للحكومة وإنفاق المليارات على توسيع النفوذ في الدول المجاورة أسفر عن تراجع كبير في الأنشطة الصناعية والتجارية، وتوسيع قاعدة الشباب العاطلين عن العمل.

وبينما يعكس معدل الـ 12% النسبة الكلية للعاطلين في البلاد، فإن البطالة بين الشباب وصلت بالفعل إلى 25%، في بلد 60% من سكانه (البالغ عددهم 80 مليون نسمة)، تحت سن الثلاثين، بحسب تقارير رسمية.

أما هؤلاء الذين تمكنوا من الحصول على شهادات عليا ويعدون القوة الأكثر تأثيرًا في الرأي العام، فقد تجاوزت نسبة البطالة بينهم 50%.

وأصبح النظام الإيراني في معضلة حقيقية، فجلوس الشباب في بيوتهم ما هو إلا تمهيد لنزولهم إلى الشوارع في احتجاجات ضده بسبب سياساته التي فشلت في توفير فرص عمل لهم.

وأضافت العقوبات الأمريكية، التي تهدف إلى كبح الأنشطة الإيرانية الداعمة للإرهاب في الشرق الأوسط، عبئًا كبيرًا على كاهل النظام العجوز الذي يحكم منذ 40 عامًا.

واستهدفت الحزمة الأولى من العقوبات التي أعيد فرضها في أغسطس الماضي، قطاع السيارات الإيراني والقطاع المصرفي، بما في ذلك التعامل مع الريال الإيراني والسندات الإيرانية.

وشملت العقوبات أيضًا بيع وشراء الحديد والصلب والألومنيوم، وسحب تراخيص صفقات الطائرات التجارية، وكذلك معاقبة القطاع الصناعي الإيراني عمومًا، بما في ذلك قطاع السجاد الإيراني.

أما الحزمة الثانية، الأشد إيلامًا، فقد استهدفت قطاعات النفط والتعدين بشكل رئيس، والنقل البحري والموانئ والتأمين، إضافة إلى قيود على البنك المركزي.
ونجم عن ذلك توقف مئات الشركات عن العمل وتسريح آلاف العمال، لينضموا إلى "قوة العاطلين" المخيفة للنظام، بينما تعول واشنطن على الغضب الشعبي لإزاحة الملالي من السلطة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa