تداعيات كورونا في أفغانستان.. زراعة الأفيون أفضل من البطيخ

تداعيات كورونا في أفغانستان.. زراعة الأفيون أفضل من البطيخ

بسبب إغلاق الحدود

أدى إغلاق الحدود في أفغانستان بسبب تفشي وباء فيروس كورونا، بجانب وفرة محصول البطيخ، إلى استياء الكثير من المزارعين هناك؛ حيث تتوافر أطنان من البطيخ الطازج تحت خيام ملونة في كل مكان تقريبًا في الأسواق بشوارع العاصمة كابول؛ وذلك في إشارةٍ مقلقةٍ إلى أن المزارعين لا يصدرون القدر الكافي منه إلى الخارج.

ويقول محمد داوود –وهو مزارع ورجل أعمال من إقليم فرح في غرب أفغانستان– إنه قرر أن يوقف تجارة البطيخ في العام المقبل، محذرًا من أن كثيرًا من المزارعين قد يبدؤون في زراعة الأفيون بدلًا من البطيخ، مثلما حدث في الأعوام الماضية، مشيرًا إلى أن الذين زرعوا الأفيون، جنوا أرباحًا تفوق ما ربحه مزارعو البطيخ بعشر مرات.

وقد أدت قلة فرص التصدير بسبب إغلاق الحدود، بجانب تعبئة المحصول غير المناسبة، وتضاؤل حجم الطلب في المنطقة، إلى حدوث وفرة في سوق البطيخ، كما تسبب في إثارة قلق المزارعين.

ويقول داوود: «من سوء الحظ أن سعر البطيخ منخفض جدًّا.. حتى إنني لم أتمكن من جني نصف ما أنفقته».

وقام داوود بزراعة نحو 80 هكتارًا من الأراضي بالبطيخ، لكنه تمكن من نقل عدد قليل فقط من المقطورات بمنتجاته إلى العديد من الأقاليم الأفغانية؛ وذلك على الرغم من المشاكل الموجودة على الطرق السريعة، مثل الابتزاز الذي تقوم به قوات الأمن الأفغانية ومسلحو طالبان، بالإضافة إلى الطرق غير المُمهَّدة.

ولا تقتصر المعاناة على داوود وحده؛ حيث إن الفلاحين الآخرين استطاعوا بالكاد التخلص من منتجاتهم. وتعتبر تكاليف النقل إلى كابول –بالنسبة إلى البعض– أعلى من سعر المنتجات نفسها.

ويتمتع إقليم فرح بمناخ جيد مناسب لزراعة البطيخ، وقد أنتج المزارعون في الإقليم أكثر من 689 ألف طن من البطيخ في عام 2020، بزيادة قدرها 6% عن العام السابق، بحسب ما يقوله عبدالمنان متين مدير شؤون الزراعة في الإقليم، ولكون أفغانستان دولة حبيسة جغرافيا ليس لها سواحل؛ فهي تعتمد في التجارة على الدول المجاورة لها، أو على الممرات الجوية التي يعتقد المزارعون أنها ليست مجدية فيما يتعلق ببيع منتجاتهم.

وكان المزارعون في فرح، قد قاموا في عام 2019 بإلقاء البطيخ في الشوارع والطرق للاحتجاج على أسعار البيع الضئيلة مقابل تطلعاتهم.

وتعي السلطات المشكلة جيدًا؛ حيث يقول سيام بيسارلاي –وهو متحدث باسم غرفة التجارة– إن الأسعار تنخفض كل عام خلال موسم البطيخ.

ويعتمد تجار أفغانستان خاصةً على الصادرات إلى باكستان المجاورة، ولا سيما تجار الفاكهة، إلا أن أزمة فيروس كورونا التي تسبَّبت في غلق الحدود لعدة أشهر، أدَّت إلى تفاقم المشكلة؛ ما أدى إلى بقاء أغلب كمية محصول البطيخ في أسواق كابول، إلا أن ذلك أيضًا أدَّى إلى انخفاض الأسعار بسبب وفرة المعروض.

وكانت المشكلة حادةً للغاية، لدرجة أن إحدى الوكالات الوطنية وضعت البطيخ على قائمة طعام قوات الأمن الأفغانية.

من ناحية أخرى، ذكرت وسائل الإعلام الأفغانية إن التجار الأفغان طلبوا من السفارة الأمريكية في كابول التدخل بسبب إبقاء باكستان حدودها مغلقة أمام الصادرات الأفغانية.

وفي 15 يوليو، أعلنت باكستان أنها قررت استئناف دخول الصادرات الأفغانية عبر نقطة حدود «واجاه» الحدودية مع الهند، بعد تطبيق البروتوكولات المتعلقة بفيروس كورونا، وهي علامة إيجابية في ظل الوضع الحالي؛ حيث تعتبر الهند سوقًا مهمةً بالنسبة إلى البطيخ الأفغاني.

وفي إقليم فرح، دعا سياسي محلي الحكومة إلى بناء ثلاجات لتخزين المحصول، وفتح أسواق للمنتجات، وبناء السدود للمساعدة في ري الأراضي الزراعية.

اقرأ أيضًا

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa