الفاكهة والخضروات يختلف تأثيرها عن الوجبات السريعة والحلويات.. كيف يتأثر الدماغ بمشاعر التبلد أو الأرق أو الانتباه بنوع الطعام الذي يتم تناوله؟.. دكتور بعلم الأعصاب الإدراكي يرد

من الناحية الوظيفية والنمو والتطور والمزاج وإنتاج الطاقة..
الفاكهة والخضروات يختلف تأثيرها عن الوجبات السريعة والحلويات.. كيف يتأثر الدماغ بمشاعر التبلد أو الأرق أو الانتباه بنوع الطعام الذي يتم تناوله؟.. دكتور بعلم الأعصاب الإدراكي يرد

أوضح على الغامدي دكتور علم الأعصاب الإدراكي، مدى تأثر دماغ الإنسان بنوع الطعام الذي يتناوله، من الناحية الوظيفة والنمو والتطور والمزاج وإنتاج الطاقة، مشيرًا إلى تأثير اختياراتنا في الطعام على مشاعرنا الحالية وقدراتنا العقلية على المدى البعيد.

وأورد الغامدي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» سلسلة تغريدات تحت عنوان «كيف يتأثر الدماغ بالطعام الذي نتناوله؟» قائلا: «لو تم تجفيف الدماغ فإننا سنجد أن معظم تركيبه يتكون من دهون تسمى (lipids) بالإضافة للأحماض الأمينية والجلوكوز والفيتامينات والمعادن»، موضحًا أنّ كلًّا من هذه المركبات له تأثير مهم على الدماغ من ناحية «الوظيفة - النمو والتطور - المزاج - إنتاج الطاقة».

وأضاف: «فشعورك بحالة التبلد بعد وجبة غداء كبيرة و شعورك بالأرق والانتباه وقت النوم قد يكون نتيجة الغذاء الذي تناولته».

وتابع دكتور علم الأعصاب الإدراكي قائلاً: «أقوى الدهون المؤثرة على الدماغ  هي مركبات (omega3،6) ونجدها في المكسرات والحبوب وزيوت المأكولات البحرية وهي عبارة عن أحماض دهنية مرتبطة بحماية تركيب الدماغ من التآكل والانحلال التي تسبب أمراض الخرف».

ومضى قائلا: «في المقابل نجد أن تناول أنواع الدهون الأخرى مثل الدهون المشبعة الموجودة في الوجبات السريعة والحلويات لفترة طويلة يؤدي إلى تآكل الخلايا والروابط العصبية تدريجياً وبالتالي تتراجع معها القدرات العقلية مثل الانتباه والذاكرة والتفكير المنطقي والتحليل».

وأوضح أن «البروتينات والأحماض الأمينية مهمة أيضاً في عمليات بناء وتطوير الخلايا العصبية وتتحكم بشعورنا وسلوكياتنا بشكل مباشر، فالبروتينات هي المسؤولة عن بناء معظم النواقل العصبية لذلك تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على المزاج والنوم والانتباه والوزن»، مشيرًا إلى أنها المسؤولة عن احساسك بالبهجة بعد تناول طبق من المكرونة مثلاً، والغذاء المتوازن يمنحك شعورًا متوازنًا ويمنع مشاعرك من الانحراف بشدة تجاه شعور واحد فقط.

وقال الغامدي إن مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه والخضار تعزز من صحة الدماغ عن طريق التخلص من مواد ضارة تسمى «free radicals» والتي تقوم بتدمير الخلايا العصبية، وعند التخلص منها تزيد فعالية وكفاءة الوظائف المعرفية بشكل ملحوظ.

وأشار إلى أن الفيتامينات والمعادن أيضاً مثل B12 , 6 - حمض الفوليك تعزز من جودة وسرعة نقل الاشارات العصبية وتحفز نشاط الدماغ بشكل عام ونقص مستواها مرتبط بكثير من الأمراض العصبية المزمنة مثل الألزهايمر والرعاش وكثير من اضطرابات الذاكرة والانتباه.

ونوّه إلى أن هناك فيتامينات ومعادن أخرى مهمة للوظائف الإدراكية مثل الحديد- الزنك - الصوديوم- النحاس والحفاظ على مستوياتها بشكل معتدل يحافظ على توازن الوظائف العقلية وصحة الدماغ لفترة طويلة ويقلل من نسبة الإصابة بالأمراض العقلية المزمنة.

وقال الغامدي، إن دماغ الإنسان يستهلك حوالي 20% من طاقة الجسم، نحصل على معظمها من الكربوهيدرات التي تحولها أجسامنا إلى جلوكوز - سكر الدم.

وأوضح، أن الأجزاء الأمامية من الدماغ حساسة جداً وتتأثر بكمية الجلوكوز الموجودة في الدم بشدة ، علمًا أنه يمكن الحصول على الكربوهيدرات من ثلاثة مصادر «النشويات - السكر - الألياف».

وأشار، إلى أن الحصول على كمية كبيرة من السكر في الجسم نتيجة تناول الخبز الأبيض بكمية كبيرة تؤثر سلبًا على المزاج؛ لأن كمية الجلوكوز في الدم عندها ترتفع إلى مستويات عالية جداً بسرعة كبيرة مما يسبب تحسن سريع في حالة المزاج يعقبها هبوط حاد يؤدي بعد فترة قصيرة إلى استياء واضطراب في المزاج بشكل مزعج.

في المقابل نجد أن الشوفان والبقوليات تزيد من كميات الجلوكوز ببطء وتوازن مما يحافظ على توازن مزاجنا لفترة طويلة ويمنع اضطرابه وتمنحنا مستوى ثابتًا من الشعور الجيد والانتباه. واختتم قائلا: «اختيار وجباتنا التي نتناولها مهم جداً للتحكم بمشاعرنا وصحتنا العقلية».

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa