دراسة تعيد التفاؤل لمرضى «التصلب العصبي المتعدد» بالخلايا الجزعية

للحد من الانتكاسات ومنع الهجمات وإبطاء مسار التدهور..
دراسة تعيد التفاؤل لمرضى «التصلب العصبي المتعدد» بالخلايا الجزعية

عادة ما يصف الأطباء لمرضي التصلب المتعدد- المعروف اختصارًا (MS)- أدوية معدّلة، وخاصة للمرضى الذين يعانون من أشكال مختلفة من الانتكاسات؛ للحدّ من الهجمات وإبطاء مسار التدهور، وقد أثبتت هذه الأدوية فعاليتها في أداء وظيفتها، ولكن تجربة سريرية جديدة وجدت أنَّ زرع الخلايا الجذعية في الدم قد يؤدّي إلى نتائج أفضل وأطول أجلًا، حيث تتطور الخلايا الجذعية المكوّنة للدم إلى جميع أنواع خلايا الدم المختلفة، بما في ذلك خلايا الدم البيضاء، التي تشكل جزءًا من جهاز المناعة.

الدراسة الجديدة التي نُشِرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، والتي أجراها الباحث الرئيسي د.ريتشارد بيرت- رئيس قسم الأمراض المناعية وأمراض المناعة الذاتية بكلية الطب في فينبيرج في جامعة نورث وسترن بشيكاغو- والمتعاونون معه، تعد أول تجربة تقارن العلاج بالعقاقير المعدلة للمرض مع زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم. 

وقد شملت الدراسة 110 مرضى يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد المتناثر والنشط، تم تشخيص حوالي 80 إلى 85 % منهم كمرضى للتصلب المتعدد المنتكس، الذي يتميز بفترات مستقرة تتخللها حالات تفجّر أو تفاقم للأعراض الموجودة، مثل مشاكل التوازن أو مشاكل الرؤية، أو ظهور أعراض جديدة، وتمّ اختيار نصف المشاركين في الدراسة عشوائيًا للزرع وهو علاج لمرة واحدة، في حين تلقى الباقون الأدوية المعدلة للمرض، وقد عانى الأشخاص الذين كان متوسط أعمارهم 36 عامًا، على الأقل اثنين من الانتكاسات أثناء تناول الأدوية في العام قبل بدء الدراسة.

وبعد المتابعة لمدة تصل إلى خمس سنوات، ساءت أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد في ثلاثة أشخاص تلقوا الخلايا الجزعية، مقارنة مع 34 تلقوا العلاج المعدل، كما أظهر مرضى الزرع تحسنًا على مقياس حالة الإعاقة، كما أن تلف الخلايا العصبية قد انخفض 33 % لأولئك الذين تلقوا الخلايا الجذعية، مع تحسن ملحوظ في نوعية الحياة.

يذكر أنَّ إجراء زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم غالبًا ما يتم مع الأشخاص المصابين بأنواع محددة من السرطان، مثل المايلوما المتعددة وسرطان الدم، أما عندما يتعلق الأمر بالتصلب المتعدد، فلا يزال العلاج في مهده، ولا تزال التجارب السريرية جارية لتحديد فعالية وسلامة هذا العلاج، ولكن بعض المراكز حول العالم توفره حاليًا للمصابين بالتصلب المتعدد.

وحسب الباحثين فإنَّ الفكرة من هذا العلاج هو إعادة تشغيل الجهاز المناعي لوقف هجومه على الدماغ والجهاز العصبي، وفيه يقوم الأطباء أولًا بجمع الخلايا الجذعية من الدم، بعد العلاج باستخدام العلاج الكيميائي الخاص بالجهاز المناعي والأجسام المضادة لقمع أو قتل الخلايا المناعية في الشخص المصاب، ثم يتم غرس الخلايا الجذعية المخزنة في مجرى الدم من خلال الوريد.

وعمومًا يمكن أن تشكل عملية الزرع مخاطر مثل العدوى وحتى الموت، ولكن هذه التجربة استخدمت نظام العلاج الكيميائي شديد الحساسية، والذي كان أقل سُمّية من تلك المستخدمة في بعض التجارب الأخرى، ومن ثم فقد كان لها بعض الآثار الجانبية، ولكن دون حدوث وفيات، وحسب وصف الباحث الرئيسي فإنّ هذا العلاج قوي للغاية، ولكنه يمكن أن يكون آمنًا للغاية أيضًا، وقد يدوم لفترات طويلة ما يعني توفير تكاليف كبيرة، على الرغم من أنّ سعر الزرع يمكن أن يكون مرتفعًا، إلا أنه قد يكون فعالًا من حيث التكلفة على المدى الطويل مقارنة بأدوية مرض التصلب العصبي المتعدد، وحسب د.بيرت فإنَّ هذه الدراسة هي الخطوة الأولى، كأول طائرة للأخوان رايت والتي لم ترتفع لأكثر من 120 قدمًا، إلا أنّ الطائرات تطير الآن حول العالم دون توقف.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa