بوريس جونسون.. صحفي يحكم بريطانيا ويتعهد بحسم «بريكست»

بــ«صعوبة مهمته».. وينتظر تكليفه برئاسة الحكومة.. الأربعاء
بوريس جونسون.. صحفي يحكم بريطانيا ويتعهد بحسم «بريكست»

اعترف وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون (55 عامًا) بعد انتخابه، اليوم الثلاثاء، رئيسًا جديدًا لحزب المحافظين (الحاكم) في بريطانيا، تمهيدًا لرئاسته للحكومة، خلفًا لتيريزا ماي، بــ«صعوبة مهمته»، في ضوء الأجندة المتخمة التي تنتظره، والتي يتصدرها ملف اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)؛ حيث تعهد، في وقت سابق، بالخروج من الاتحاد الأوروبي في الموعد المؤجل (31 أكتوبر المقبل) «سواء تم التوصل لاتفاق أم لا».

وفيما تم، اليوم، انتخاب جونسون، الذي حظي بالنسبة الأكبر من تأييد إجمالي الناخبين في الحزب (159 ألف عضو بالحزب) خلال الماراثون الانتخابي، مع ووزير الخارجية جيرمي هنت، فقد تعهد جونسون بـ«قدرتنا على تحقيق النتائج المطلوبة لصالح الشعب البريطاني»، و«الاهتمام بالطبقات الفقيرة والمهمشة في بريطانيا».

وبينما كانت التوقعات تشير منذ البداية إلى انتخاب جونسون رئيسًا للحزب؛ خاصة خلال جولة الإعادة مع «جيرمي هنت»، فإن جونسون سيتولى منصب رئاسة الحكومة، رسميًا، بعد ظهر غد (الأربعاء)، عقب زيارة الملكة إليزابيث الثانية، التي ستكلفه تشكيل الحكومة، وسط حالة من القلق حول طبيعة المرحلة المقبلة، والمواقف التي سيتبناها، الرجل الذى سبق أن شغل مناصب عدة (من رئاسة بلدية لندن إلى وزارة الخارجية، قبل استقالته منها ذ بسبب خطط ماي).

وقالت معلومات إنه «من غير المحتمل أن يعلن جونسون عن تغييرات وزارية رئيسة قبل تنصيبه، الأربعاء»، فقد توقعت المعلومات نفسها أن يكون فوزه برئاسة الحزب «بداية موجة من الاستقالات الداخلية في حزب المحافظين، المنقسم بشدة»، يأتي هذا فيما استقال وزيرا دولة بسبب استعداد جونسون للخروج من الاتحاد الأوروبي دون ترتيبات انتقالية، وقال وزير المالية فيليب هاموند ووزير العدل ديفيد جوك إنهما يعتزمان الاستقالة قبل إقالتهما.

وسيرث جونسون (بحسب وكالة رويترز) «أزمة سياسية كبرى تتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المقرر يوم 31 أكتوبر المقبل، وسيتعين عليه إقناع الاتحاد بإحياء المحادثات بشأن اتفاق للانسحاب، وهو أمر يتعنت التكتل بشأنه، وإلا سيسير جونسون ببريطانيا نحو حالة من الغموض الاقتصادي بسبب الخروج دون ترتيب...»، جنبًا إلى جنب مع غموض موقف الداخل البريطاني، بعد رفض البرلمان ثلاث مرات الاتفاق الوحيد المطروح على الطاولة.

وفيما توعد مشرعون كثيرون- بمن فيهم المؤيدون للاتحاد الأوروبي من حزب المحافظين- بمنع جونسون من محاولة إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «دون اتفاق»، فقد تعهد جونسون بأنه سيكثف الاستعدادات للخروج دون اتفاق لـ«محاولة إجبار مفاوضي الاتحاد الأوروبي على إجراء تغييرات في الاتفاق»، قائلا (لإذاعة توك راديو): «سنكثف خطة عملنا بالتأكيد وسنستعد للخروج يوم 31 أكتوبر أيا كان الوضع.. إنها مسألة حياة أو موت، أيا كان الوضع».

وانتهت، الإثنين الماضي، عملية تصويت أعضاء حزب المحافظين في الانتخابات البريطانية لاختيار خليفة رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، التي تنافس فيها مع جونسون، وزير الخارجية جيريمي هانت (52 عاما) الذي لا يتمتع (بحسب فرانس برس) بإجماع تام داخل حزبه، «خصوصا في أوساط المعسكر المؤيد لأوروبا الذي أبدى عزمه على وضع العقبات في طريقه إذا واصل تهديده مغادرة الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق».

وإلى جانب مهمة التفاوض حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، يواجه جونسون استحقاقًا آخر، يتعلق بـ«هيبة بريطانيا»؛ حيث يتحتم على رئيس الحكومة المرتقب حسم الملف الساخن، المتمثل في إقدام إيران على احتجاز إيران ناقلة النفط، ستينا إيمبيرو، التي ترفع العلم البريطاني، والتي كانت السبب في رفع درجة التوتر في الخليج، وفيما بادر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف بتهنئة جونسون بزعامة حزب المحافظين، والزعم بأن «إيران لا تسعى إلى المواجهة»، يتخوف مراقبون من رد فعل جونسون، المعروف بـ«سلوكه خارجا عن المألوف»، على حد وصفهم.

وبدأ جونسون حياته المهنية صحفيا، وتدرج في عمل بعدد من أعرق الصحف البريطانية (تايمز.. ديلي تلغراف.. سبكتيتر...»، قبل دخوله الوسط السياسي، وعين خلال الفترة 1999 رئيسا لتحرير مجلة «سبكتيتر»، ثم نتخب عمدة لمدينة لندن عام 2008، ومن أهم إنجازاته حين كان عمدة للندن، منعه شرب الكحول في وسائل النقل العام.

وفي انتخابات عام 2001 انتخب لمجلس العموم عن منطقة هينلي، وأصبح واحدا من أبرز السياسيين في البلاد، محتفظا بمنصب رئيس تحرير مجلة سبكتيتر، وفي عام 2012 أعيد انتخابه عمدة للندن، وفي عام 2015 عاد إلى مجلس العموم، قبل أن تعينه تيريزا ماي وزيرا للخارجية في 13 يوليو 2016، وظل في منصبه حتى 9 يوليو 2018؛ حيث قدم استقالته إثر أزمة بريكست.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa