قصة أشهر معالم الخرطوم وكيف تحول لبيت أشباح

قصة أشهر معالم الخرطوم وكيف تحول لبيت أشباح

يعرف السودانيون وزائرو السودان جيدًا فندق «أراك» الذي كان  واحدا من أشهر معالم العاصمة السودانية الخرطوم وأكثرها حيوية وسط الحي التجاري، وظل المكان المفضل لإقامة السياح ورجال الأعمال الأجانب والملتقيات الكبيرة وذلك حتى عام 1987.

ومنذ ذلك التاريخ، تحول هذا الفندق إلى كتلة حجرية هامدة تدور حولها العديد من القصص المخيفة وسط اعتقاد راسخ بأنه أصبح مسكنا للأشباح، وخلال تقرير كشفت «سكاي نيوز» عن قصة هذا الفندق.

في منتصف العام 1987؛ تم إجلاء نزلاء الفندق بعد حادثة قتل مريبة وقع ضحيتها أحد تجار العملة؛ لكن السلطات الأمنية لم تكشف حتى اليوم عن تفاصيل تلك الجريمة التي أثارت مخاوف كبيرة في أوساط المجتمع السوداني، آنذاك، وفتحت الباب أمام تأويلات عديدة.

يقع «أراك» في قلب المنطقة التجارية بوسط العاصمة الخرطوم وعلى بعد أمتار من القصر الجمهوري ومجلس الوزراء وتحيط به العديد من المصارف الكبيرة، ويفصله شارع ضيق عن مسجد الخرطوم العتيق.

وكان الفندق، وهو من ثمانية طوابق، على أحدث طراز معماري في ذلك الوقت، ظل بمثابة قبلة لآلاف السياح الأجانب الذين كانوا يقصدون السودان؛ وتعود ملكيته لأسرة رجل الأعمال الراحل، إبراهيم مالك، والتي تمتلك عددا من العقارات في وسط العاصمة السودانية الخرطوم وترفض حتى الآن الحديث عن أسباب إغلاق الفندق أو التعليق على ما يدور حوله من قصص وروايات.

وتسبب إغلاق الفندق لأكثر من 34 عاما بشكل مفاجئ، في انتشار شائعات عن أنه مسكون بالجن والأرواح الشريرة بسبب طول إغلاقه.

وقال مصطفى الفاضل الذي يقيم في منطقة قريبة من الفندق: سمعنا روايات عديدة من أشخاص كانوا يعملون بالقرب من الفندق بأن هناك أصواتا غريبة تصدر من الغرف المهجورة وآخرون قالوا إنهم شاهدو إضاءة داخل الغرف في أوقات متأخرة من الليل، لكن الفاضل يشير إلى أن تلك المزاعم غير مثبتة حتى الآن.

لم يعرف بعد السر الذي قاد لإغلاق الفندق، فالبعض يقول إن السلطات الأمنية هي التي أصدرت أمر إغلاق الفندق بعد وقوع جريمة القتل؛ لكن عوض كرنديس الذي كان ضابطا في الشرطة في ذلك الوقت ينفي صدور قرار أمني بإغلاق الفندق.

وأشار إلى أن قصة إغلاق الفندق بدأت بعد العثور على جثة تاجر عملة بخزانة في إحدى غرف الفندق بعد سبعة أيام من اختفائه.

ويرى كرنديس أن أمر إغلاق الفندق ربما كان شأنا خاصا بالملاك لاعتبارات عديدة، ويضيف "حتماً هناك سر آخر لإغلاقه، فلو كان القتل سببا أساسيا للإغلاق لتم إغلاق فندق آخر شهد مقتل أحد المعارضين العراقيين قبل حادثة أراك ".

يقول الصحفي المختص في الجريمة والحوادث، طارق عبد الله، إن سبب إغلاق الفندق هو تراجع سمعته بسبب تلك الجريمة الغامضة التي كانت واحدة من سلسلة من الجرائم الكبيرة والغامضة التي وقعت في ذلك الوقت في العاصمة الخرطوم.

اليوم وبعد 34 عاماً من إغلاق فندق "أراك" أصبحت المنطقة المحيطة به ساحة لتجار العملات الأجنبية ومقرا للمشردين ومكبا كبيرا للنفايات. بعد أن كان مزارا للسياح الأجانب من الطبقات الراقية وملتقى لكبار رجال الأعمال السودانيين.

لكن؛ وبعيدا عن القصص والروايات المخيفة التي تحيط بالفندق؛ تؤكد حكومة ولاية الخرطوم سعيها لإقناع ملاكه بضرورة إعادة تشغيله ضمن خطة طموحة لإحياء العديد من المنشآت السياحية.

ويقول المدير العام لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة ولاية الخرطوم، يوسف حمد، ‘نهم يبذلون كل الجهد الممكن لتشغيل كافة المنشآت السياحية في الخرطوم؛ بما في ذلك فندق "أراك" الشهير.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa