قيمته 10 ملايين دولار.. ملابسات سقوط حافظ سعيد مؤسس «عسكر طيبة»

واشنطن ونيودلهي يحملانه مسؤولية «هجوم مومباي»
قيمته 10 ملايين دولار.. ملابسات سقوط حافظ سعيد مؤسس «عسكر طيبة»

كشفت معلومات، اليوم الأربعاء، عن اعتقال الشرطة الباكستانية، مؤسس جماعة عسكر طيبة، حافظ سعيد، التي تحمِّلها الولايات المتحدة والهند مسؤولية هجوم على مدينة مومباي استمر أربعة أيام عام 2008.

ونقلت وكالة رويترز عن قناة «جيو»، التلفزيونية أنَّ السلطات الباكستانية ألقت القبض على حافظ سعيد، وذكر متحدث باسم جماعة الدعوة (جمعية خيرية يديرها سعيد) أنَّ مسؤولي مكافحة الإرهاب اعتقلوا «سعيد».

وكان مؤسس جماعة عسكر طيبة، حافظ سعيد، في طريقه إلى بلدة جوجرانوالا بوسط باكستان، هذا وتأسست منظمة عسكر طيبة في تسعينيات القرن الماضي، ويقال عام 1987، وكان مقرها في مدينة موريدكي، قرب لاهور.

وأشارت تقديرات في ذلك الوقت إلى أنَّ عدد مقاتليها لا يقل عن ستة آلاف، قبل أن تُصنِّفها الولايات المتحدة، منذ أواخر عام 2001، منظمة إرهابية، وتتهم الجماعة بتنفيذ هجمات بومباي الإرهابية عام 2008.

ونتيجة لذلك فقد عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل رأس حافظ سعيد مؤسس الحركة لدوره في هجمات مومباي الإرهابية عام 2008، التي قُتِل فيها 164 مدنيًا بما في ذلك 6 مواطنين أمريكيين.

وحافظ سعيد، أستاذ سابق للدراسات الإسلامية بجامعة الهندسة والتكنولوجيا في لاهور، أنشأ جماعته كجناح مسلح لحزبه المعروف باسم حزب مركز دعوة الإرشاد، وبدأت الجماعة عملياتها المسلحة ضد قوات الاحتلال السوفييتي في أفغانستان بين عامي 1987 و 1988.

وكان نطاق عملياتها المقاطعات الشرقية لأفغانستان، خاصة إقليمي باختيا وكونار، وبعد سنوات قليلة من خروج السوفييت من أفغانستان، تحديدًا، منذ عام 1993، فوجهت «عسكر طيبة» اهتمامها نحو الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير.

وفي عام 2002 حظرت السلطات الباكستانية رسميًا عسكر طيبة، التي تتبنَّى فكر مدرسة أهل الهداية، وهو الفكري المنتشر في باكستان، وقبل حظرها بفترة وجيزة، ترك سعيد الجماعة، متجهًا إلى العمل الخيري.

وأسَّس سعيد منظمة باسم «إدارة خدمات خلق» أو «منظمة مساعدة الناس»، مرددًا أنه قطع كل علاقاته بعسكر طيبة، فيما بدأت الجماعة العمل تحت اسم جديد (جماعة الدعوة) وتدار حاليًا من قبل قاري عبد الواحد الكشميري.

وفي عام 2005، ألقي القبض على سعيد لمدة تزيد على الشهرين من جانب السلطات الباكستانية، واحتجز دون توجيه أي اتهام له، ثم أفرج عنه بموجب تسوية جرت ما بين عائلته والسلطات، وحاليًا تدير منظمته الخيرية 200 مدرسة ثانوية، يطلق عليها اسم «مدارس الدعوة».

كما يدير كليتين للعلوم الشرعية، وتقدم المنظمة خدمات طبية مختلفة، مثل خدمات الإسعاف، والعيادات المتنقلة، وبنوك الدم، وجذبت اهتمامًا عالميًا بمساعداتها لمنكوبي الزلازل التي ضربت باكستان، خاصة الزلزال الذي ضرب جنوب شرقي إقليم بلوشستان.

أصبح حافظ محمد سعيد زعيم تنظيم عسكر طيبة الباكستاني المتشدد، المطلوب رقم واحد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إعلان السلطات الأمريكية عن مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله.

وأعلنت عن هذه المكافأة ويندي شيرمان مساعدة وزيرة الخارجية، خلال زيارة إلى الهند، وأكّد هذه المعلومات الموقع الحكومي الأمريكي الذي تنشر فيه واشنطن لائحة الأشخاص الذين تطاردهم، وسط اتهام لسعيد بالمسؤولية عن هجمات بومباي في 2008.

وكانت باكستان قد فرضت الإقامة الجبرية على حافظ سعيد لمدة شهر بعد اعتداءات بومباي ثم أطلقت سراحه في 2009 في إجراء أكدته المحكمة العليا؛ نظرًا لغياب أدلة تبرر احتجازه. ويعيش سعيد في باكستان.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa