لم تشهد مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي، التي أقيمت يومي السبت والأحد المنصرمين، أيًّا من أنواع الحداد لضحايا هجوم نيوزيلندا الإرهابي، الذي أودى بحياة 50 شخصًا في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش، الجمعة الماضية، الأمر الذي أثار انتقادات وتساؤلات وسائل الإعلام الإنجليزية.
وظن متابعو الدوري الإنجليزي أن دقيقة الصمت التي شهدتها مباراة فولهام ونظيره ليفربول كانت لإبراز التضامن مع ضحايا المذبحة البشعة، لكن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا؛ فقد كان الصمت على وفاة أحد موظفي نادي فولهام.
وطرحت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عدة تساؤلات عن «التناقض والنفاق» في كرة القدم الإنجليزية، التي اكتفت بنشر تغريدة مواساة على «تويتر» نعت فيها ضحايا الهجوم الدامي.
وقال يونس لونات، رئيس مجلس المساواة العرقية بالاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لـ«بي.بي.سي»: «ليس هناك عذر، عندما يقع حادث حتى إن كان بحجم أصغر، كرة القدم دائمًا ما كانت تقف وقفة تضامن»، وأشار إلى أن تصرف الهيئة الحاكمة للرياضة في إنجلترا ينم عن «ازدواجية المعايير والنفاق» مبينًا أن الوقوف دقيقة صمت كان ينبغي أن يكون هو التصرف الصحيح في هذا الموقف.
وكان مسؤول بالدوري الإنجليزي الممتاز، قد برر عدم الوقوف دقيقة صمتًا على أرواح الضحايا، بأن فترات الحداد تقيمها الأندية في العادة لتكريم رموزها الراحلين أو وفاة مشجعيها، أو لتخليد ذكريات الحوادث المتعلقة بالنادي مثل كارثة التدافع الشهيرة في هيلزبرة بإنجلترا عام 1989 التي راح ضحيتها 96 مشجعًا.
لكن هذا الأمر لم ينطبق على هجمات باريس في نوفمبر 2015، وفق ما ذكرت «بي.بي.سي»، ووقتها رددت الملاعب الإنجليزية النشيد الوطني الفرنسي قبل انطلاق مبارياتها تضامنًا مع باريس.
ولم تكن هجمات باريس الوحيدة التي استدعت وقفة حداد إنجليزية، حيث تزين ملعب ويمبلي بالعلم الفرنسي، مع عبارات التضامن التي برزت خارجه، بعد هجمات نيس في يوليو 2016، ولم يتسن للأندية الوقوف حدادًا، لأن مسابقات الدوري كانت في فترة التوقف الصيفي.
وشهد الدوري الإنجليزي الممتاز خمس مباريات هذا الأسبوع في ملاعب وستهام يونايتد وبيرنلي وبورنموث وفولهام وإيفرتون، كما أقيمت أربع مباريات إضافية في الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي، لم تشهد أيًّا منها دقيقة حداد على ضحايا هجوم المسجدين.
