«العامر» يكشف ارتباط الحوثيين بالإخوان فكريًا وسياسيًا

محاضرة بنادي أبها بيَّنت سبب عدائهم للدولة الوطنية
«العامر» يكشف ارتباط الحوثيين بالإخوان فكريًا وسياسيًا

أكَّد الشيخ بدر العامر، أنَّ التيارات الإسلامية الحركية في طريقة بنائها التنظيمي لا تختلف عن الحركة الماركسية كثيرًا، وأنَّ كلَّ الحركات الإسلامية تحمل الفكر الإخواني، وإن تبدلت مسمياتها، مستشهدًا بحضور أفكار سيد قطب وحسن البنا في أدبيات زعيم الحركة الحوثية حسين الحوثي، وموقف الإخوان المتضامن مع إيران فكريًا وسياسيًا في الفترة الحالية.

جاء ذلك خلال محاضرة فكرية ألقاها العامر، في نادي أبها الأدبي، ضمن برنامج النادي لصيف عسير «مرحبًا ألف»، بحضور عضو هيئة كبار العلماء المشرف العام على دار الإفتاء بمنطقة عسير الدكتور جبريل البصيلي وعدد من المثقفين والأدباء والمهتمين.

واستعرض العامر خلال المحاضرة، نشأة تلك التيارات، منوهًا أنها دخلت في حركة التدين، وأن أكثر البسطاء لم يفرقوا بين حركة التدين الأيدولوجية وبين حركة التدين السليمة؛ إذ إنَّ الأول سيَّس الفكر والدين لأغراضه الخاصة، وحرص على هدم الكيانات السياسية التي يطلقون عليها الكيانات الاستبدادية تحت مسمى الوحدة الإسلامية، في ظل أولويات الإطار والحكم السياسي.

وشدَّد العامر على أن تلك الحركات، خاصة الإخوانية، تتفق مع الإمامية الأثنى عشرية في جعل الإمامة أصلًا من أصول الدين وإشاعة مقولة: «إن غاب الحكم غابت الشريعة».

وحذَّر العامر من أنَّ غياب نقد تلك الحركات قد يؤدّي إلى إشكالية تحويل الفكرة من كونها فكرة إلى اعتقاد، ومن ثمَّ تسليم بها، مشيرًا إلى أنَّ المملكة لم تسلم من تغلغل الفكر الإخواني في زمن الصحوة، وأنَّ جزءًا منها جمع بين الحركية الإخوانية بغطاء وشعار سلفي كالسرورية، وتغيير أسلوبها بما يوائم اهتمام السلفية في قضايا الاعتقاد والتوحيد، وتحويل خطاب الدعوة إلى توظيف وغايات سياسية.

وأضاف أنَّ القتال والجهاد تحت ذريعة إعادة الأمة الإسلامية لسابق عهدها حاضرٌ بقوة في الفكر الإخواني على وجه الخصوص، وكذلك إعادة زمن الخلافة، واستغلال وتوظيف بعض الأحاديث التي جاءت في السياق الخبري لأغراضهم السياسية.

وكشف العامر الموقف الإخواني المعادي من مفهوم الدولة الوطنية وإطلاق مسميات عديدة عليها منها «الوثنية»، منوهًا بفشل التيارات الإسلامية الحركية في الحكم كما حدث في مصر وأفغانستان وغيرها لعدم تمييزها بين وعي الجماعة والدولة وعدم اهتمامها بالبُعد التنموي والثقافي والفكري وتركيزها على بعض التطبيقات المتشددة.

ورأى العامر أنَّ إشكالية التيارات الإسلامية الحركية الكبرى تتمثل في اعتقادها أنَّ لديها الحق المطلق، مناديًا إلى إطلاق مشروع يصحح ويفند الاتهامات التي تربط ديننا وبلادنا بالعنف وفكر تلك التيارات وإرساء أن الإسلام دين رحمة وهداية وأن نبينا- صلى الله عليه وسلم- رشح السلم على الحرب، والاهتمام بنقد ما يتضمنه فكر التيارات، وذلك على الجانبين الشرعي والثقافي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa