المعلمي يستعرض بمجلس الأمن جهود المملكة لمواجهة كورونا محليًّا ودوليًّا

أكد أنها قدمت مساعدات خارجية بـ542 مليون دولار
المعلمي يستعرض بمجلس الأمن جهود المملكة لمواجهة كورونا محليًّا ودوليًّا

أكد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، أن المملكة استشعرت ومنذ اللحظات الأولى لانتشار جائحة كورونا خطورة هذا الوباء؛ حيث قامت باتخاذ جميع التدابير الاحترازية والوقائية لمواجهة انتشارها لحماية مواطنيها والمقيمين على أرضها من هذا الخطر الداهم.

جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية التي سلمها السفير المعلمي لمجلس الأمن خلال المناقشة المفتوحة المنعقدة، اليوم الخميس، عبر الاتصال المرئي بشأن الجوائح والأمن.

وقدم السفير المعلمي في بداية الكلمة التهنئة للمندوب الدائم لجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة؛ بمناسبة رئاسة وفد بلاده لمجلس الأمن عن شهر يوليو الجاري، موضحًا أن مجلس الأمن يجتمع اليوم ولأول مرة في تاريخه ليس لمناقشة قضية أو نزاع أو صراع يهدد الأمن والسلم الدوليين؛ ولكن لمناقشة أحد أهم التحديات الصحية التي يواجهها عالمنا اليوم المتمثل في انتشار جائحة كورونا.

وأشار السفير المعلمي إلى أن هذا الوباء الذي يهدد الأمن الصحي الدولي ألحق أضرارا بليغة باقتصادات دول العالم، وتسبب في توقف كل سبل ومناحي الحياة، كما ترك العالم في عزلة جبرية ووحدة مؤلمة خشية أن تطالهم الإصابة، مقدمًا العزاء والمواساة لمن قضى بسبب هذه الجائحة حول العالم، متمنيًّا الشفاء لجميع المصابين.

وأعرب عن امتنانه للعاملين في القطاعات الصحية، أبطال الصراع مع هذا الوباء الذين هم على خطوط الدفاع الأمامية لما يبذلونه من جهود كبيرة وشجاعة فائقة في مكافحة جائحة كوفيد-19 التي يوجهها العالم.

وأفاد السفير المعلمي بأنه على الرغم من التقدم التقني، وابتكار العالم أحدث أنواع الأسلحة المدمرة، فقد أثبتت لنا هذه الجائحة مدى هشاشة النظام العالمي في مواجهة فيروس لا يُرى بالعين المجردة، ليكون ناقوس خطر يذكرنا بأهمية التعاون والتضامن لنتجاوز خلافاتنا ومصالحنا الضيقة، ونعمل على تعزيز استجابة عالمية شفافة وقوية ومنسقة وواسعة النطاق وقائمة على العمل بروح التضامن.

وقال: «إنه إيمانًا من المملكة بأهمية العمل الدولي المشترك لمواجهة هذه الجائحة، ومن منطلق رئاستها دول مجموعة العشرين، واستشعارها الحاجة للاستجابة الدولية، والتعاون الدولي فقد أدت جهود المملكة الدولية إلى عقد قمة استثنائية افتراضية لقادة مجموعة العشرين، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 26 مارس الماضي، ودعوة الدول والمنظمات إلى المشاركة لتقديم جميع الجهود الممكنة».

وأضاف: «امتدادًا لجهود المملكة فقد اتخذت دول العشرين إجراءات وقرارات غير مسبوقة لدعم الاقتصاد العالمي، ومن بينها ضخ سبعة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي».

وتابع: «كما عملت المملكة على تعزيز التعاون الدولي، والعمل مع المنظمات الدولية وتحديدا منظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي وبنوك التنمية متعددة الأطراف والإقليمية، ودعم صندوق منظمة الصحة العالمية بـ10 ملايين دولار لمساعدة البلدان ذات النظم الصحية الهشة».

وأردف المعلمي، قائلًا: «لم تتوقف جهود المملكة عند هذا الحد ففي تاريخ 26 أبريل الماضي، أعلنت المملكة تقديم إسهام بمبلغ 500 مليون دولار لمساندة الجهود الدولية للتصدي لجائحة كوفيد-19؛ حيث خصصت المملكة، 150 مليون دولار لتحالف ابتكارات التأهب الوبائي، و150 مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، و200 مليون دولار؛ لدعم منظمة الصحة العالمية في مكافحة الوباء على مستوى العالم».

وأبان أنه على الصعيد الإقليمي فقد قامت المملكة ببذل جهود كبيرة في دعم الدول الشقيقة والصديقة وأعانتهم في مواجهة انتشار الوباء؛ حيث قدمت دعمًا ماليًّا بمبلغ 25 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم جهودها في محاربة تفشي جائحة كورونا في اليمن الشقيق، وقدمت أربعة ملايين دولار لدولة فلسطين (على شكل مساعدات عينية)، وتقديم دعم للصومال بمبلغ ثلاثة ملايين دولار، كما تستعد لدعم العديد من الدول الأخرى.

ولفت النظر إلى أنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق الذي لا يعترف بالحدود الدولية، وما يشكله من خطر داهم على المجتمعات، والشعوب خاصة الشعوب التي ترضخ تحت وطأة الاحتلال والاستيطان، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياستها الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة غير مكترثة بكل المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف الأربع وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ما يضيف مزيدًا من الظلم والقهر للشعب الفلسطيني في سبيل نيل حقوقه المشروعة.

وأعرب عن إدانة المملكة لجميع المحاولات الإسرائيلية لضم مزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وغور الأردن، مبينًا أن إقدام سلطات الاحتلال على هذه الخطوة يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن شأن هذه الخطوة أن تقضي على كل فرص التوصل إلى سلام دائم وشامل.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa