بعدما أدان القضاء الأمريكي، يوم الثلاثاء الماضي، قطب المخدرات المكسيكي الشهير الملقب بـ«إل تشابو»، وأصبح على بعد خطوات من عقوبة غير قابلة للتفاوض بالسجن المؤبد، طُرحت تساؤلات حول المكان الذي سيقضي فيه المجرم الأشهر في المكسيك عقوبته، لا سيما وأنه تمكّن من الفرار من السجن في مناسبتين سابقتين.
ومن المتوقع أن ينفذ خواكين جوزمان الملقّب بـ«إل تشابو» عقوبته بعد انتهاء محاكمته في السجن الفيدرالي في فلورنس بولاية كولورادو الأمريكية.
ووصف أحد الحراس السابقين بالسجن في تصريح لوسائل إعلام أمريكية، أن سجن فلورنس الفيدرالي هو «نسخة طبق الأصل من الجحيم»؛ إذ يقع في منطقة نائية ذات طبيعة صخرية قاحلة ويطلق عليه الأمريكيون اسم «سوبر ماكس» أو «الكاتراز الصخري».
ويحمل اسم «الكاتراز الصخري» في طياته إشارة لسجن جزيرة ألكتراز الذي شُيد فوق جزيرة صخرية في خليج سان فرانسيسكو؛ وهو يُعد من أقسى السجون في العالم، ويقبع فيه عُتاة المجرمين ممن يخاف هربهم ، أو أولئك الذين يعتقد أنهم يشكلون خطرًا على المساجين أو إدارة السجن، وكان من أشهر نزلاء هذا السجن الرهيب «آل كابوني» رجل العصابات المعروف في شيكاغو.
وبُني «السوبر ماكس» أو «الكاتراز الصخري» في موقع محاط بجبال صخرية، وبالتالي فإن السجن يحظى بحماية طبيعية، ويمتاز بمراقبة شديدة من قبل حراس مدججين بالسلاح، إضافة إلى تنصيب أبراج مراقبة عالية من كل الجوانب.
أما بداخل السجن فإن الوضع موحش أكثر، فالزنزانات التي لا تتعدى مساحتها 8 أمتار مربعة، مُهندسة بطريقة يستحيل معها إيجاد منفذ؛ نظرًا لكونها مبنية بالخرسانة والألومنيوم، وتحتوى على كرسي ومكتب وسرير كلها مدمجة مع الإسمنت، إضافة إلى مرحاض وحمّام.
والسجن الفيدرالي في كولورادو هو بقعة مظلمة بحق؛ إذ يتم احتجاز النزلاء في زنزاناتهم لقرابة 23 ساعة يوميًا، ولا يدخلها ضوء النهار؛ اللهم من فتحة ضيقة لا يتعدى قطرها 10 سنتيمترات، كما أن أبواب السجن الفولاذية تحول بين تواصل السجين مع أي سجين آخر.
وسوف يُزامل «إل تشابو» داخل السجن أكبر المجرمين وأخطرهم؛ من بينهم رمزي يوسف، الذي يُعد العقل المدبر للاعتداء الأول على مركز التجارة العالمي في العام 1993، إضافة إلى زكريا موساوي، الفرنسي الذي أدين لعلاقته بهجمات 11 سبتمبر 2001، وجوخار تصرنيف الذي حكم عليه بالإعدام لتنفيذه الهجوم الإرهابي في ماراثون بوسطن خلال العام 2013.