الرقمنة وإنترنت الأشياء.. تكنولوجيا العصر الاقتصادي الحديث

تمهيدًا لعصر جديد من التدفقات العالمية....
الرقمنة وإنترنت الأشياء.. تكنولوجيا العصر الاقتصادي الحديث

أتت الثورة الرقمية الحالية بفوائد كثيرة على الاقتصاد العالمي، فاقت ما خلفته الثورات التكنولوجية السابقة، وذلك وفقًا لتقرير «التكنولوجيا الرقمية والنمو الشامل» الصادر عن أكاديمية لوهان.

وأكاديمية لوهان، هي مؤسسة أبحاث أطلقتها مجموعة علي بابا القابضة المحدودة.

وأوضح التقرير، كيف يُمكن للتكنولوجيا الرقمية تحفيز النمو الشامل، بطرق لم تأتِ بها ثورات التكنولوجيا السابقة، عندما كانت السياسات والتعاون بين القطاعين العام والخاص داعمين أساسيين لتلك الثورات.

فالتكنولوجيا الرقمية تُساعد المستهلكين على بدء الأعمال التجارية، والوصول إلى المستهلكين والحصول على التمويل بصورة أسرع، وباستخدام الصين كدراسة حالة، يوضح التقرير كيف وفرت التكنولوجيات الرقمية المزيد من الفرص الاقتصادية بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

وقال تشن لونغ، مدير أكاديمية لوهان: «إن التجربة في الصين والأسواق الناشئة الأخرى تُظهر الإمكانات الهائلة لمسار النمو الجديد، وهو التطور الذي يجعل التنمية أكثر شمولًا واستدامة»، مُوضحًا أنه مع الجهود المشتركة بين القطاعين العام والخاص والسياسات الصحيحة، يتيح العصر الرقمي فرصًا جديدة للأسواق الناشئة لم تكن موجودة من قبل.

وتخلق المنصات الرقمية شكلًا جديدًا من أشكال التبادل والتنسيق؛ لإنشاء نظام بيئي للنمو الشامل، وهي عبارة عن دائرة تربط العديد من المستهلكين والمنتجين، وذلك بتكلفة منخفضة للغاية، وكفاءة مرتفعة، وموثوقية عالية.

وتُساعد التكنولوجيا الرقيمة على تشكيل شراكات فاعلة بين القطاعين العام والخاص، وذلك مع ضرورة خلق القطاع العام بيئة كلية جيدة لكي ينمو القطاع الخاص، ويتبنى الاستثمارات الضرورية للسكان للوصول إلى التكنولوجيا الرقمية.

وركزت العديد من العروض خلال منتدى دافوس الاقتصادي، الذي انعقد في الفترة من 22 إلى 25 يناير بسويسرا، على تأثيرات التقنيات الجديدة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وتأثير ذلك على كل شيء من الوظائف والمجتمع إلى فجوات الثروة.

وقال كين هو، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة هواوي تكنولوجيز، إنه سيتم طرح الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة في 110 دول بحلول عام 2025، مما يجلب منافع غير مسبوقة للمستهلكين والشركات.

وقال كين هو عن العولمة في عصر الثورة الصناعية الراعبة: «أعتقد أنه سيكون هناك المزيد من التركيز على الفوائد التي تعود على الأعمال التجارية، فضلًا عن القيمة الاجتماعية».

وأشار، إلى إمكانات التكنولوجيا لتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من إعاقات، وتوفير إمكانية أفضل للوصول إلى الخدمات المصرفية، والمساعدة في إطعام عدد سكان عالمي متزايد.

وتُشير البيانات إلى أن الإنترنت عبر الهاتف النقال، والتجارة الإلكترونية، والدفع عبر الهاتف النقال والخدمات المالية القائمة على الإنترنت ساهمت في تسريع النمو الإجمالي، وأنتجت أنماط نمو شاملة بشكل مذهل في مناطق متعددة.

كذلك يُشير تقرير صدر مؤخرًا عن المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن التكنولوجيا الرقمية ستساعد في خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 15% من خلال الكفاءات المكتسبة في مجموعة من الصناعات - من خلال حلول الطاقة وسياسات التصنيع والزراعة واستخدام الأراضي والمباني والخدمات والنقل وإدارة حركة المرور.

ويقدر مؤلفو التقرير، بورجي إيكهولم، الرئيس التنفيذي لإريكسون، ويوهان روكسترم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث التأثيرات المناخية، أن التكنولوجيا الرقمية يمكن أن تلبي ثلث تخفيضات الانبعاثات بنسبة 50% على الأقل، المطلوبة بحلول عام 2030.

وصدر تقرير آخر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، يحدد بعض الوفورات البيئية المشاهدة من خلال اعتماد التكنولوجيا الرقمية؛ منها إمكانية تجنب ما يقدر بنحو 26 مليار طن متري من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من ثلاث صناعات فقط: الكهرباء «15.8 مليار طن متري»، اللوجيستيات «9.9 مليارات» والسيارات «54 مليون»، من 2016 إلى 2025.

وبحسب التقرير، فإن توفير ما يصل إلى 8.8 مليار طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2025، يمكن أن يخلق 418 مليار دولار من القيمة الجديدة للاقتصاد.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa