«المال الأسود».. تذكرة مرور بايدن إلى البيت الأبيض

«بلومبرج» تكشف التفاصيل
«المال الأسود».. تذكرة مرور بايدن إلى البيت الأبيض

استفاد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، من كم غير مسبوق من التبرعات المالية، خلال حملته الانتخابية من مانحين غير معروفين، احتشدوا لدعمه ودعم المجموعات التابعة له، ليصل حجم التبرعات التي تلقاها إلى قرابة مليار ونصف المليار دولار.

وذكرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، مساء السبت، أن حملة بايدن تلقت دعمًا بأكثر من 145 مليون دولار، من تبرعات تُعرف في الأوساط السياسية الأمريكية بـ«تبرعات المال الأسود»؛ نظرًا إلى عدم معرفة الجهات المانحة لها، وهي وسيلة لطالما شجبها الديمقراطيون في جمع الحملات السابقة.

وساهمت هذه التبرعات الغامضة في رفع القيمة الإجمالية لما حصل عليه بايدن إلى 1.5 مليار دولار، وهو مبلغ استثنائي بالنسبة إلى مرشح للرئاسة الأمريكية.

وبوجه عام، كما ذكر مركز «السياسة المستجيبة»، استفاد الديمقراطيون من الدورة الانتخابية الأخيرة بمبلغ يزيد عن 326 مليون دولار من «التبرعات السوداء»، مقابل 148 مليون دولار وصلت إلى الجمهوريين.

وذكرت «بلومبرج» أن جزءًا كبيرًا من «التبرعات السوداء» استُخدمت بكثافة في حروب الإعلانات لمهاجمة الرئيس السابق دونالد ترامب، في الولايات الحاسمة مثل ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن.

وبالنظر إلى الغموض الذي يلف المانحين، قالت «بلومبرج» إن الشعب الأمريكي ربما لن يعرف أبدًا حقيقة من ساعدوا بايدن في الوصول إلى البيت الأبيض.

وكشفت «بلومبرج» بعض أوجه إنفاق هذه التبرعات الغامضة لحملة بايدن، بينها 26 مليون دولار جرى تخصيصها لـ«صندوق أولويات عمل الولايات المتحدة»، وهو لجنة سياسية اعتبرها بايدن الآلية المفضلة للإنفاق الخارجي، دون الكشف عن مانحي هذه التبرعات.

وتحدثت الوكالة الأمريكية عن «استغلال مستمر للثغرات الموجودة في قوانين تمويل الحملات الانتخابية لاستخدام التمويل من مصادر مجهولة لم يتم الإعلان عنها، رغم أن الهدف الرئيسي من القوانين هو الحد من تأثير رؤوس الأموال على السياسيين».

ورفض ناطق باسم حملة بايدن الرد أو التعليق على أسئلة «بلومبرج».

نفوذ خفي

تنص القوانين الأمريكية على أن المرشح الرئاسي يمكن أن يحصل على تبرعات بقيمة تصل إلى 2800 دولار من الفرد الواحد؛ ما يجعل إجمالي ما حصل عليه من الأفراد هو مليار دولار، والجزء الباقي من التبرعات جاءت –حسب «بلومبرج»– من مصادر مجهولة ذات دعم سخي، وصل قيمة التبرع الواحد منها إلى 825 ألف دولار، تم تقسيمه بين اللجنة الوطنية الديمقراطية و17 هيئة أخرى.

ويمكن للمانحين الذين يريدون إبقاء هوياتهم سرية، التبرع بالأموال إلى المنظمات السياسية غير الربحية، مثل «الدفاع عن الديمقراطية معًا»، التي أنفقت وحدها 15.6 مليون دولار في دعم بايدن.

إمكانية إبقاء هوية المانحين سرية، تثير قلقًا كبيرًا لدى مجموعات الإصلاح؛ حيث إن المانحين الكبار، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، الذين تبرعوا بدون الكشف عن هوياتهم، سيكون لهم مقدار الوصول نفسه إلى صناع القرار مثل غيرهم، لكن بدون علم الشعب الأمريكي عن مصادر هذا التأثير، كما أن تدفق هذا النوع من التبرعات إلى الديمقراطيين، سيُعقد بالتأكيد مساعي إصلاح النظام.

اقرأ أيضًا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa