قالت الجمعية الفلكية بجدة، إن سماء مكة المكرمة ستشهد يوم الأربعاء المقبل، تعامد الشمس الثاني والأخير هذه السنة على الكعبة المشرفة.
وأوضح رئيس فلكية جدة المهندس ماجد أبوزاهرة، عبر صفحة الجمعية بفيسبوك، أن التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس «ظاهريًّا» قادمة من مدار السرطان متجهة جنوبًا إلى خط الاستواء وتتوسط خط الزوال، وتصبح على استقامة واحدة مع الكعبة المشرفة التي يختفي ظلها وقت أذان الظهر في المسجد الحرام.
وأضاف أن الشمس ستكون على ارتفاع (89.59.01 درجة) عند الساعة (12:26:44) ظهرًا بالتوقيت المحلي.
وأشار رئيس فلكية جدة إلى أن سبب ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة يعود إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة والذي يؤدي إلى انتقال الشمس «ظاهريًّا» بين مداري السرطان شمالًا والجدي جنوبًا مرورًا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة.
ولفت إلى أن المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا أو جنوبًا كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة لكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتصف به أماكن من الكرة الأرضية محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
وأضاف رئيس فلكية جدة أن أبرز استخدام لهذه الظاهرة الفلكية هو تحديد الاتجاه نحو القبلة خاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية وكل المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فمن خلال استخدام قطعة من أي نوع مثبتة بشكل عمودي وبمراقبة ظلها لحظة التعامد فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية.
تستخدم ظاهرة التعامد أيضًا في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية، وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة، وهي تدل أيضًا على كروية كوكبنا.
يُذكر أن تعامد الشمس الأول حدث هذه السنة أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو الماضي، وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو العام المقبل (2021).
اقرأ أيضًا:
