أكاديمي يوضح مخاطر الاستعانة بالخادمات في تربية الأطفال والأعمال المنزلية

بعد مقطع فيديو تعنيف طفلة بشراسة..
أكاديمي يوضح مخاطر الاستعانة بالخادمات في تربية الأطفال والأعمال المنزلية

حذَّر الباحث الأكاديمي المتخصص في القضايا الاجتماعية والأسرية خالد الدوس، من خطورة الاستعانة بالخادمات في تربية النشء الصغير والأطفال، مؤكدًا أن شيوع هذه الظاهرة يؤثر سلبًا على المجتمع السعودي بأكمله.

جاء ذلك، تعقيبًا على انتشار مقطع فيديو، يُظهر سيدة أثناء قيامها بضرب وتعنيف طفلة بشراسة.

وفي توضيح، لـ«عاجل»، قال الدوس: لا شك أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية السريعة، التي يشهدها المجتمع السعودي اليوم، ألقت بظلالها على واقع الأسرة وبنائها، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الخادمات في البيوت، من الظواهر الاجتماعية التي يشهدها النسيج الأسري، وتؤثر سلبيًا على تنشئة الأجيال القادمة.

وأضاف الدوس: قد يجد الكثيرون في الاستعانة بالخادمات نوعًا من الراحة والتفاخر والمباهاة والبرستيج الاجتماعي، وتلك ظاهرة قد تلقي بظلالها على البناء الأسري واستقرار المجتمع، وعلى تنشئة جيل المستقبل.. ومعظمنا شاهد مقطع الفيديو المتداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرًا، وفيه تقوم عاملة منزلية بضرب وتعنيف طفلة بشراسة.

وأكَّد الدوس، أن كل سلوك هو نتاج البيئة التي ينتمي إليها الفرد، والمملكة العربية السعودية تستقطب خادمات من ثقافات ومعتقدات مختلفة، وبعضهن يعانين حالات وعقدًا نفسية، ومما لا شك أن ذلك ينعكس سلبًا على الأطفال والصغار، ولذلك من الأهمية الكشف عن الصحة النفسية لمن يعملن في المنازل من الخدم، ومعرفة المعتقدات والطقوس الدينية المخالفة لقواعد الضبط الاجتماعي، التي لا تتواءم مع الوضع السائد في المجتمع السعودي من عادات وتقاليد وقيم دينية وأخلاقية.

ولفت الدوس، إلى أنه منذ استقدام الجالية الإثيوبية إلى المملكة قبل سنوات، ظهر العديد من جرائم القتل وارتفاع معدلاتها، وسببت حالات قلق وارتباك أسري مع كثرة جرائم هذه الجالية، التي شغلت الرأي العام، قائلًا: الجريمة مرض نفسي اجتماعي، وظاهرة عالمية تُعبر عن الموازنة بين صراع القيم والضغوط المختلفة من قبل المجتمع، ويتجلى هذا الصراع (الانتقام) في رد فعل السلوك الإجرامي.. ويعد الانتقام والحقد على الأسرة السعودية، من دوافع وأسباب جرائم الخادمات المنزلية.

وأردف الدوس: هذا العنف قد ينتج أيضًا عن موقف اجتماعي مترسب، أو ذكريات مريرة لدى الخادمة، فضلًا عن الطقوس والمعتقدات التي تمارسها الخادمة في بلدها؛ نتيجة أمراض نفسية متراكمة من الطفولة، وجريمة القتل أو الاعتداء قد يكون أيضًا من أسبابها جانب شخصي؛ كسوء المعاملة للخادمة، أو تأخير صرف أجرها الشهري، وهذه النوعية من الجرائم يُعرّفها علم الاجتماع بـ(نظرية الاغتراب).

وأوضح الدوس، أن «الاغتراب الاجتماعي هو أعقد وأشرس الأعراض، ويمكن أن يؤدي إلى ارتكاب الكثير من الجرائم، ومعروف أن الشخص المغترب يعاني ضغوطًا مختلفة، ولا بد أن يرتكب جرمًا بحق الفرد أو الأسرة أو المجتمع، إذ إن لكل شخص سلوك يمارسه، وهناك ثقافات مختلفة تشجع على القيام بالسلوك الإجرامي، والانحراف أو الخروج عن معايير المجتمع الأصيلة، التي سماها عالم الاجتماع الشهير دوركايم «اللا معيارية»، بمعنى أن التنشئة الاجتماعية وطبيعة العلاقات بين الأفراد قد تسببان وقوع مثل هذه الجرائم.

وعن الحلول الناجعة للحد من جرائم الخادمات المنزليات، ومشكلاتهن والعنف الانتقامي في المجتمع السعودي، قال الدوس: ينبغي على المؤسسات المدنية المعنية أن تنهض بقالب التنوير الأسري، وتثقيف المجتمع حول كيفية التعامل بوعي مع الخادمات، واعتبارهن موظفات يكسبن قوتهن بالعمل، والدين معاملة.

وفي نهاية تعليقه، قال الدوس: يجب العمل على معالجة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وغيرها داخل نسيج الأسرة التي أدت إلى تزايد الطلب على الخادمات المنزلية، والاهتمام بوضع ضوابط وشروط من قبل وزارة العمل؛ تُلزم مكاتب الاستقدام في مجال العمالة المنزلية على منح العاملات دورات تأهيلية متخصصة، توضح قوانين وأنظمة البلد وعاداته وتقاليده ومعاييره الاجتماعية الأصيلة، وأخيرًا وليس آخرًا، يجب تنمية ثقافة الوعي الأسري؛ لمواجهة مخاطر الاستعانة بالخادمات في منازلنا.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa