على الرغم من انسحاب صندوق الاستثمارات العامة السعودي رسميًا من مفاوضات الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد، في وقت سابق، إلا أن الجدل مازال متواصلًا حول مصير لصفقة المثيرة للجدل، والتي أسالت الكثير من الحبر في الوسط الرياضي الإنجليزي.
وفجرت رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الجمعة، مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما أكدت أن استحواذ صندوق الاستثمار السعودي على المكابييس لا يزال ممكنًا، على الرغم من الغموض الذي اكتنف مصير الصفقة، والسرية التي أحاطت بأسباب تعليق الرد على المجموعة الاستثمارية.
وكانت شركة «بي سي بي كابيتال بارتنرز»، وهي شركة استثمارات مالية مدعومة من صندوق الاستثمار السعودي، اقتربت من الاستحواذ على نيوكاسل في صفقة تُقدَّر بمبلغ 300 مليون جنيه إسترليني، قبل أن تقرر الانسحاب؛ بسبب مماطلة رابطة الدوري الإنجليزي في حسم الصفقة، دون أسباب محددة.
وكشفت تقارير صحفية بريطانية، أن رابطة جماهير نيوكاسل، استجوبت الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي، ريتشارد ماسترز، بشأن التعنت غير المبرر تجاه المجموعة الاستثمارية، ما أدى إلى فشل عملية بيع النادي.
وبرأ ماسترز ساحته أمام جماهير المكابييس من إفساد الصفقة، مشددًا على أن الكرة في ملعب المجموعة الاستثمارية، إذا قررت استئناف المحادثات مع مالك نيوكاسل، مايك آشلي، لإتمام الاستحواذ على النادي الناشط في الدوري الممتاز.
من جانبها، اعتبرت الخبيرة المالية، أماندا ستيفلي، التي ترأس المجموعة الاستثمارية، أن قرار الانسحاب كان صادمًا، خاصة أن الصفقة ستوفر استثمارات رائعة لنيوكاسل، بيد أن رابطة البريميرليج كان لها رأي آخر.
وأكدت ستيفلي، أن الرابطة هي المسؤول عن فشل الصفقة؛ حيث خيم الصمت على مكونات الكرة الإنجليزية لفترات طويلة، ولم ترد على كل التقارير التي استفسرت عن مصير المفاوضات، كما لم تقدم أسبابًا مقنعة للمماطلة في حسم الأمر طوال 17 أسبوعًا.
وأعلن صندوق الاستثمار السعودي، في بيان رسمي، في 30 يوليو الماضي: «مع تقديرنا العميق لفريق نيوكاسل وجمهوره ومكانة النادي في عالم كرة القدم، توصلنا إلى قرار بالانسحاب من الاستحواذ على النادي».
وأضاف: «في نهاية المطاف بعد عملية طال أمدها بشكل غير متوقع، انتهت صلاحية الاتفاقية التجارية بين المجموعة الاستثمارية ومالكي النادي، ولم يكن ممكنًا مواصلة عرضنا الاستثماري، خاصة مع عدم الوضوح فيما يتعلق بالظروف التي سيبدأ فيها الموسم المقبل والمعايير الجديدة التي ستطرح للمباريات والتدريب والأنشطة الأخرى».
ودخلت مجموعة استثمارية سنغافورية، في محادثات جادة مع مسؤولي نيوكاسل يونايتد، خلال الساعات القليلة الماضية؛ لبحث الاستحواذ على النادي الناشط في البريميرليج، في أعقاب انسحاب صندوق الاستثمارات العامة السعودي من الصفقة ردًا على التعنت الإنجليزي.
وأضافت المجموعة السنغافورية، في بيان رسمي، أنها تقدمت بخطاب نوايا إلى جانب الإنجليزي على هامش المباحثات، كما أثبتت قدرتها المالية على تحمل صفقة امتلاك النادي العريق، في 10 من أغسطس الجاري.
ومنحت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم «بريميرليج»، في وقت سابق، الضوء الأخضر لإتمام عملية بيع نادي نيوكاسل يونايتد إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، إلا أن الإعلان الرسمي عن الصفقة بقي حبيس الأدراج.
واعترف الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، أن عرض صندوق الاستثمارات السعودي لشراء نادي نيوكاسل يونايتد، بات معقدًا للغاية، معربًا عن أمله لحسم هذا الملف في أقرب وقت ممكن، قبل أن تتأزم الأمور.
وعكف مجلس إدارة رابطة البريميرليج على دراسة عرض الاستحواذ السعودي على المكابييس، كجزء من اختبار المُلاك والمديرين، والذي يبحث مدى جدارة المُلاك الجدد قانونيًّا وماليًّا، قبل الانضمام إلى ملاك أندية الدوري الممتاز.
وأضاف رئيس «بريميرليج»: «في عالم مثالي يمكن أن يحدث الاستحواذ بشكل واضح وسليم، وفي وقت مناسب، وفي بعض الأحيان تتعقد الأمور»، مشددًا على أنه مُلزم بشروط السرية في كل عمليات الاستحواذ، ولم يكن قادرًا على مناقشة تفاصيل العملية.
وسيطرت حالة من الحزن على عشاق النادي الإنجليزي العريق، في أعقاب فشل صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العام السعودي على نيوكاسل، والتي جانت تعول عليها الكثير لإحداث ثورة في مكونات المكابييس، واستنساخ تجربة مانشستر سيتي في البريميرليج.
اقرأ أيضًا: