انطلقت بأوبرا الإسكندرية «مسرح سيد درويش»، فعاليات الدورة الـ35 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد الأمير أباظة؛ وذلك في حفل افتتاح حضرته وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وعدد من نجوم مصر والعالم العربي؛ منهم لبلبة، ومحيي إسماعيل، ووفاء عامر، ونشوى مصطفى، وسلوى محمد علي، والمخرج الكبير علي عبدالخالق، وعمرو عابدين، ومحمد عبدالعزيز، والمنتج محسن علم الدين، والنجم أحمد عبدالعزيز، وتكلا شمعون من لبنان، ومحمد مفتاح من المغرب، والمخرج كولدو سيررا من إسبانيا ضيف شرف المهرجان.
بدأ حفل الافتتاح بالسلام الوطني، تلاه أوبريت «100 سنة ثورة» للمخرج عادل عبده، وهو الاستعراض الذي حكى مشاهدَ من تاريخ مصر، وامتزج بمشاهد فيلمية من أعمال المُكرَّمين والمُحتفَى بهم في الدورة الحالية، منها مشاهد من «بين القصرين» للمخرج حسن الإمام، الذي تدور أحداثه في فترة ثورة 1919 التي تمر ذكراها المئوية هذا العام، ومشاهد من فيلم «رد قلبي» للمخرج عز الدين ذو الفقار، الذي تحتفي الدورة بمئوية ميلاده أيضًا، فضلًا عن مشاهد من فيلم «ناصر 56» للمخرج الكبير محمد فاضل أحد المكرمين في الدورة. وتلا الاستعراضَ أغنيةُ «يلا نبني بلدنا».
ثم قدم الحفلَ الإعلاميةُ بوسي شلبي والإعلامي إبراهيم الكرداني؛ وذلك من خلال تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقات المختلفة.
وفي لمسة وفاء من المهرجان، قُدمت خلال الحفل أغنية «آه وحشتونا»؛ لتقديم الشكر والعرفان للنجوم الذين أثرَوا الحياة الفنية في مصر: فاروق الفيشاوي، ونادية لطفي، ومحسنة توفيق، ونادية فهمي، وحسن كامي، وجلال عيسى، ومحمود الجندي، وعزت أبو عوف، ومحمد أبو الوفا، والناقد الدكتور أحمد سخسوخ، والمخرج عمر الشيخ، وأخيرًا طلعت زكريا الذي وافته المنية قبل ساعات من افتتاح المهرجان.
الناقد الكبير رئيس المهرجان الأمير أباظة، قدَّم الشكر -في بداية كلمته- إلى وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، على دعمها الكبير للمهرجان وللسينما في مصر، كما شكر كل داعمي المهرجان، وكل من ساهم في خروج هذه الدورة بهذا الشكل، ثم جاءت كلمة أحمد جمال نائب محافظ الإسكندرية، الذي نقل تحيات عبدالعزيز قنصوة محافظ الإسكندرية لكل أفراد المهرجان، ووجَّه الشكر إلى كل من دعم هذه الدورة؛ بدايةً من وزارة الثقافة والمجتمع السكندري، مشيرًا إلى أن توقيت المهرجان جاء في تاريخ عزيز ومهم: ذكرى السادس من أكتوبر، وتزامنًا مع عرض فيلم «الممر» الذي جمع المصريين على حب هذا الوطن.
ودعت بوسي شلبي، وزيرةَ الثقافة إيناس عبدالدايم لافتتاح الدورة؛ حيث صعدت الوزيرة على المسرح ورحَّبت بضيوف مصر الأعزاء، وشكرت رئيس المهرجان الأمير أباظة وكل فريق العمل على المجهود الذي بُذل من أجل إنجاح المهرجان، معبرةً عن سعادتها بأن المهرجان عاد إلى بيته (دار الأوبرا «مسرح سيد درويش») من جديد.
ثم جاءت لحظة التكريم. وكانت النجمة الكبيرة نبيلة عبيد أول الصاعدين على المسرح الذي ضجَّ بالتصفيق المتواصل؛ حيث عبَّرت نبيلة عن فرحتها الغامرة بتكريمها في المهرجان، الذي تعتبره تكريمًا خاصًّا، رغم أنها سبق أن حصلت على جوائز فيه خلال دورات سابقة، وأضافت أن هذه الدورة تحمل اسمها، مشيرةً إلى أنها تعتبر المهرجان من أهم المهرجانات في منطقة دول البحر الأبيض المتوسط.
أما المخرج الكبير محمد فاضل، فقال إن تكريمه «بطعم الجائزة»؛ لأنه جاء من مهرجان عريق هو مهرجان الإسكندرية، الذي تنظمه جمعية متخصصة بالسينما؛ هي جمعية «كتاب ونقاد السينما».
وعبَّر فاضل كذلك عن سعادته بالمكان الذي يُكرَّم فيه (الإسكندرية) وعلى المسرح الذي كان يحمل اسم محمد علي في البداية ثم سيد درويش، وأضاف -في نهاية كلمته- أنه يهدي التكريم إلى زوجته ورفيقة مشواره الفنانة فردوس عبدالحميد، إضافة إلى كل كُتاب السيناريو الذين عمل معهم، وكل مديري التصوير والفنانين وعمال البلاتوهات، وكل شخص له دور في الوصول إلى هذا التكريم.
كما تم تكريم النجم الكبير محمود قابيل الذي شكر كل أهل الإسكندرية، كما خص بالشكر رئيس المهرجان الأمير أباظة الذي رشحه لهذا التكريم، قائلاً: «أحب أن أشكر أصحاب الفضل عليَّ في هذا المجال.. كل مخرج أو مخرجة، وكل مؤلف أو مؤلفة أدَّيْت دورًا في عمل من أعمالهم، وكل زميل أو زميلة وقفوا بجانبي، وعلموني واستفدت منهم، وكل عامل في مجال السينما.. أشكركم.. أنتم أصحاب فضل». وأهدى قابيل جائزته إلى رفقاء السلاح وزملائه في الدفعة «49 حربية».
ومن لبنان، تم تكريم النجم رفيق علي أحمد، الذي قال إن كثيرًا من المبدعين كانوا يلتقون منذ 40 سنة في مهرجانات، وكانوا لا يفهم بعضهم بعضًا بسبب اختلاف اللهجات، لكنهم بفضل السينما المصرية صارت لغة التواصل سهلة ويسيرة، مضيفًا: «شكرًا للسينما لأنها أوجدت هذه الثقافة.. تحية من لبنان، ومحروسة يا مصر».
ومن تونس، تم تكريم المخرج الكبير رشيد فيرشو، الذي قال: «أنا فخور بهذا التكريم الذي له نكهة خاصة؛ لأنه جاء من بلد قريب إلى قلبي وعزيز عليَّ؛ هو مصر بلدي الثاني، التي لي فيها أصدقاء وذكريات كثيرة»، مضيفًا: «مصر علمتني كثيرًا، وهي التي أعطتني فرصًا كثيرة للتقريب بين الشعوب؛ فمصر هي عائلتي.. وتحيا مصر وتحيا تونس».
كما تم تكريم النجم الإسباني هوجو سيلفا، الذي أهدى تكريمه إلى كل أم موجودة في حفل الافتتاح، قائلًا: «ما وصلت إليه هو بسبب أمي»، في حين تم تكريم المخرج الإسباني الكبير كولدو سيررا صاحب فيلم الافتتاح «70 بن لادن»، الذي قال إنها المرة الأولى التي يحضر فيها إلى مصر، وكل ما يعرفه عنها كان السينما.
ثم تم تسليم جوائز مسابقة ممدوح الليثي للسيناريو، التي تقدم لها 18 سيناريو؛ حيث أسفرت النتيجة عن فوز سيناريو «حبيبتي» لشهيرة سلام بالجائزة الأولى. وفاز بالجائزة الثانية سيناريو «بعد الغروب» لياسر فؤاد، ثم تقاسم الجائزةَ الثالثةَ ثلاثةُ سيناريوهات: «سيلفي» لمحمد الدرة، و«نوة شتا» للسيد عبدالنبي مرسي، و«سان ستيفانو» لنور الدين زكي.