خطط أرامكو المستقبلية.. التوسع في «البتروكيماويات» واستغلال «الهيدروكربون» خارجيًّا

للتغلّب على تذبذب الطلب العالميّ على النفط..
خطط أرامكو المستقبلية.. التوسع في «البتروكيماويات» واستغلال «الهيدروكربون» خارجيًّا

شرعت شركة أرامكو السعودية في خطة موسعة لتحويل النفط إلى بتروكيماويات، للتغلب على تذبذب الطلب العالميّ على النفط، خصوصًا مع التنبؤات بمستقبل عالميّ غير مستقر حول استخدامات النفط ومشتقاته كوقود لتوليد الكهرباء، ودخول السيارات الكهربائية منافس قوي لتصل ذروتها في 2030، فضلًا عن إعلان الصين وكثير من دول أوروبا عن رغبتها في التخلي عن وقود الديزل في قطاع النقل.

ومن ثم فإن أرامكو تتجه إلى تحويل أحد أهم مواردها «النفط الخام»، إلى مئات من المنتجات الأعلى قيمة اللازمة للحياة الحديثة، عبر الاتفاق على نسبة الاستحواذ على حصة كبيرة فى سابك التى حققت نموًّا قويًّا في أرباحها التشغيلية المحققة عام 2018 قيمته 6.7 مليار ريال بنسبة 80%، وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن شركة «سابك».

وقالت صحيفة «ليزيكو» الفرنسية الاقتصادية، في وقت سابق، إنَّ شركة أرامكو تخطط لاستغلال المواد الهيدروكربونية خارج حدود المملكة، وتعطي الأولوية للغاز، وأنها لن تركز فقط على تحويل موارد المملكة إلى سيولة، ما يعنى أن الشركة الأكبر فى العالم -متوسط إنتاجها قبل اتفاق النفط نحو أكثر من 10 ملايين برميل يوميًّا- ستنافس الشركات الكبرى عالميًّا، مثل "إكسون وشيل وتوتال".

وكشفت شركة أرامكو عن استثمار أكثر من 100 مليار دولار في الكيميائيات خلال السنوات القليلة المقبل. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، أمين الناصر عن خطط للتوسع في مجال تكرير النفط والمعالجة والتسويق، بهدف الوصول إلى ما بين 8 و10 ملايين برميل يوميًّا من التكرير.

كما تعمل شركة أرامكو السعودية على تحويل مليوني برميل يوميًّا من النفط إلى بتروكيماويات، وسط تأكيدات بأن المبلغ المذكور لن يشمل الاستثمارات المحتملة لصفقات الاستحواذ الكبيرة التى تقوم بها شركة أرامكو فى العالم.

من هنا، تظهر أهمية استحواذ أرامكو على حصة رئيسة في شركة «سابك»، والاتجاه لإنشاء واحدة من أقوى شركات الطاقة والكيميائيات الدولية المتكاملة، ما يعنى تعزيز قدرة أرامكو على تطوير ابتكاراتها في عملية تقنية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات، حيث يتم تحويل النفط الخام مباشرةً إلى بتروكيميائيات ذات قيمة إنتاجية.

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، أمين الناصر أن «المواد الكيميائية ستمثّل حتى عام 2030 نحو ثلث نسبة النموّ في الطلب العالميّ على النفط، وستزداد تلك النسبة إلى 50% من نسبة النمو عامّ 2050، ليصل إجمال الإنتاج إلى 20 مليون برميل يوميًّا».

وعليه، كانت عملية التفاوض مع صندوق الاستثمارات العامة وأرامكو لشراء حصة الصندوق في شركة سابك -ثالث أكبر شركة بتروكيماويات عالمية- فرصة كبيرة للتكامل بين المواد الهيدروكربونية، من إنتاج واستكشاف من الممكن أن تقوم به أرامكو وقطاع التكرير، وبهذه الصفقة ستكون أرامكو الشركة الرائدة على مستوى العالم في مجال الصناعة بشكل عامّ، وليس فقط في مجال صناعة البترول.

وكانت غالبية استثمارات البحث والتطوير في قطاع النفط الخام، تركز على عمليات قصيرة الأجل تحقق أرباحًا سريعة وسهلة، بدلًا من البحوث الرائدة التي تحقق نقلة نوعية، بينما الاستثمارات التقنية طويلة الأجل التى تتبناها السعودية حاليا، أثبتت فاعليتها في تغيير زيادة معدلات الاكتشاف والاستخلاص، وتخفيض التكاليف، وتعزيز السلامة وحماية البيئة.

وركزت أرامكو خلال العامين الماضيين، تحديدًا، على الاستثمارات الخارجية في أمريكا وآسيا وبعض القطاعات في أوروبا، وفي قطاع الإنتاج بشكل عامّ وفي مجال إنتاج الغاز، بجانب جهودها لتوسعة طاقتها التكريرية والبتروكيماويات، بحيث تكون متناسبة مع طاقتها الإنتاجية للبترول، ما يعني أنها ستكون خلال مستقبل منظور أكبر شركة تكرير في العالم، وأكبر شركة للبتروكيماويات.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa