بالوقائع.. أدلة تحالف إيران و«حزب الله» مع الجريمة المنظمة بتهريب المخدرات والاتجار بالأسلحة

بالوقائع.. أدلة تحالف إيران و«حزب الله» مع الجريمة المنظمة بتهريب المخدرات والاتجار بالأسلحة

كشفت مجلة أمريكية النقاب عن تعزيز تحالف إيران و«حزب الله» مع جماعات الجريمة المنظمة في أمريكا اللاتينية.

وقالت مجلة «حوار الأمريكيين» (dialogo-americas)، إنه بنفس الطريقة التي تحصل بها إيران على أموال هائلة من أفغانستان عبر زراعة وإنتاج المخدرات في هذا البلد، مقابل إمداد حركة «طالبان» بالأسلحة، أمدت فنزويلا كذلك بأسلحة وعتاد عسكري، مقابل الشراكة معها في ترويج المخدرات لدى دول أمريكا اللاتينية.

وتحت عنوان «إيران تعزز وجودها في أمريكا اللاتينية عبر التحالف مع الجريمة المنظمة»، قالت المجلة الأمريكية، إن حكومة طهران، وفقًا لمحللين، وسّعت نفوذها في أمريكا اللاتينية عبر تهديد مزدوج: الأيديولوجيا المتطرفة، والتحالف مع الجماعات الإجرامية؛ وتتعاون إيران في أعمال غير مشروعة مع فنزويلا، فضلًا عن دعمها توسع نشاط «حزب الله» الإرهابي في دول المنطقة اللاتينية بأسرها.

وفي لقاء مع المجلة الأمريكية، يقول لويس فليشمان، وهو أستاذ علم الاجتماع في كلية «بالم بيتش» بولاية فلوريدا، وخبير العلاقات الدولية: «الجريمة المنظمة هي جزء أساسي في تصدير الأيديولوجيات الإيرانية، خاصة في ظل فرض عقوبات مؤلمة على طهران».

تهريب المخدرات والكحول

وأوضح فليشمان أن أنشطة إيران تنطوي على ثلاث مكونات رئيسية: إجرامية، واستراتيجية، ودعاية؛ إذ تستخدم إيران سفنها وطائراتها وشركات النقل الخاصة بها لتهريب المخدرات، والكحول، وتهريب النفط، وغسيل الأموال، والاتجار بالأسلحة.

وأشار الخبير فليشمان إلى أنه بنفس الطريقة التي تتلقى بها إيران أموالًا من إنتاج الأفيون في أفغانستان، مقابل إمداد حركة «طالبان» بالأسلحة، أمدت فنزويلا كذلك بأسلحة وعتاد عسكري، مقابل الشراكة معها في ترويج المخدرات لدى دول أمريكا اللاتينية.

كما تدر طهران أرباحًا هائلة أيضًا من مبيعات الذهب غير المشروعة لنظام نيكولاس مادورو. وفقًا للخبير الأمني، والصحفي الأمريكي ​​دوغلاس فراح، مؤكدًا حصول إيران على 500 مليون دولار من مبيعات سبائك ذهب مادورو غير المشروعة، مقابل أكثر من 1.5 مليون برميل من النفط، وإصلاحات في منشآت مملوكة للدولة. وأضاف فراح في تقرير صادر عن المجلس الأطلسي في 13 أغسطس العام 2020: «نظرًا لتشديد العقوبات الدولية على كاراكاس وطهران، أصبحت إيران الآن الشريك المفضل لمادورو في بيع الذهب غير المشروع».

آليات قوية لغسيل الأموال

المجلة الأمريكية أشارت في تقريرها أيضًا إلى اشتمال العنصر الإجرامي لأنشطة إيران على دعم «حزب الله» الإرهابي. ويؤكد ذلك إيمانويل أوتولينغي، الزميل الأول في مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» الأمريكية، في 14 يوليو 2021، ويقول: «على مدى العقود الماضية، دشن «حزب الله» آليات قوية لتسهيل عمليات غسيل الأموال، وتهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية بمليارات الدولارات».

وأوضح أوتولينغي أن أحد الشخصيات الرئيسية في الشبكة الإجرامية هو المواطن اللبناني ناصر عباس باحمد، الذي أسس منظمة لتهريب الكوكايين في سيوداد ديل إستي وباراغواي في العام 2016. وأخفت العصابة التي يقودها المخدرات في حاويات مواد كربونية، كانت في طريق تصديرها إلى دول مثل الأرجنتين وإسبانيا وماليزيا.

وغادر باحمد باراغواي دون أن يترك له أي أثر في ديسمبر 2017، إلا أن المؤسسات الأمنية في البرازيل وباراغواي الأمن فككت منظمته في يناير العام 2021.

قصة باحمد، بحسب أوتولينغي، توضح كيف أسس «حزب الله» أكبر ماكينة لغسيل الأموال في أمريكا اللاتينية، وتسود التقديرات بأن «حزب الله» يدر منها أرباحًا سنوية تقدر بـ300 دولار على الأقل، وذلك من خلال تدشين شبكة واسعة من الأنشطة غير القانونية في أمريكا اللاتينية.

700 مليون دولار سنويًا

بالإضافة إلى ذلك يحصل «حزب الله» الإرهابي على ما يزيد عن 700 مليون دولار أخرى سنويًا من إيران، وفقًا لتقرير وزارة الخزانة الأمريكية للعام 2018. وأوضح تقرير الوزارة ذاتها: «من المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى عدة مرات من ذلك». ووفقًا للمجلة الأمريكية، يقوم «حزب الله» أيضًا بجمع الأموال في أمريكا اللاتينية عبر شبكة غير رسمية من العائلات اللبنانية.

ويحذر الخبير الأمريكي فليشمان من أن المكون الاستراتيجي لأنشطة إيران في المنطقة اللاتينية يشكل تهديدًا مباشرًا على أمن الولايات المتحدة؛ مشيرًا إلى أن إيران تستخدم الدعاية لإقناع واستمالة المجتمعات المحلية في دول أمريكا اللاتينية، مشيرًا إلى محاولات إيران لكسب النفوذ في المنطقة بين الجماهير، ونقل رسالة مفادها أن «كفاح الإسلام ونضال الحركات الاجتماعية والسياسية من أجل العدالة الاجتماعية في أمريكا اللاتينية متطابقان.

ويوضح المحلل الأمريكي أن إيران تستخدم رجال الدين والمساجد لنشر مفهوم يسمى «الإسلام القومي والشعبي» لبناء جسر بين الإسلام والحركات الشعبوية الثورية في أمريكا اللاتينية. الهدف هو إنشاء نسخة أمريكية لاتينية من الإسلام، تتكيف مع ظروف كل بلد في تلك المنطقة.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa